وفى النهاية
1ـ خلال حكم مبارك عانى عشرات الملايين من المصريين القهر والفقر ولقى ملايين المصريين حتفهم من الأوبئة والتلوث والكوارث ، وفى نهاية حكمه تقاتلوا فى طوابير الخبز، ومبارك مشغول بمضاعفة بلايينه . وفى النهاية رأه العالم وهو ممدد على سرير فى المحكمة يستجدى الشفقة والرثاء فلم يحصل إلا على الاحتقار والاستهزاء .
حقّ عليه قوله جل وعلا فى (الرمز) أبى لهب (مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ) .
2 ـ قام مبارك فى أيامه الأخيرة بتهريب أمواله وجواهره الى الخارج فى اوربا وامريكا واسرائيل والسعودية و الامارات وعمان وغيرها ، بالاضافة الى امواله الخفية التى تم غسيلها فى الشركات والمؤسسات والتى يسيطر عليها أتباعه من شتى الجنسيات . هؤلاء من مصلحتهم جميعا ألاّ يحصل مبارك على مليم من تلك الأموال التى هى تحت أيديهم ، وهم على استعداد لقتله لو واجههم يطالبهم بتلك الأموال .
كانوا يهابونه وهو رئيس مطاع يستخدم ادوات الدولة المصرية فى السرقة والتهريب وارهاب المافيا من اتباعه.
الآن أصبح وحيدا ضعيفا خاويا مشدودا الى سرير . وعلى فرض أنه أصبح مطلق السراح فحياته ستكون فى خطر من عملائه الذين يسيطرون على أمواله والذين جاءتهم فرصة الاستيلاء عليها وهى بالبلايين ، وأرقامها ومستقرها ومستودعها من الأسرار التى لا يعرفها من البشر سوى مبارك وآله وأولئك المافيا . إذن لا سبيل لمبارك فى أن يستعيد أمواله لو اكتسب حريته حتى لو عاد اليه شبابه .
ولكن الواقع المنظور يؤكد إنه لن يخرج من السجن إلا الى القبر. واضح تطويل أمد محاكمته الى أن يغسل جنرالات العسكر أيديهم من ذنبه وسيتركون مشكلته الى حكومة مدنية يسيطر عليها الاخوان والسلفيون ضحايا مبارك وأشدهم له عداوة ،
وبالتالى ستتحول الى محاكمة سياسية له ، تحكم بموته خصوصا مع فقدان الأمل فى استعادة معظم أمواله المهربة . ثم إن كل يوم يمرّ تتكشف فضائح مبارك وتهوى سمعته الى الحضيض أكثر فأكثر ،
وفى النهاية سيصبح فى نظر المصريين جميعا مجرد جيفة لا بد من دفنها تخلصا من نتن ريحها . وسينتهى أولاده وحاشيته الى التعفن فى سجن يمضون فيه بقية العمر محاطون بالاحتقار .
أما المال الذى نهبوه وعذبوا فى سبيله الابرياء فلن يغنى عنهم شيئا ، ضاع منهم من الآن ، فقد ارتبط بالسلطة ، وحين هوت السلطة هوت معها الثروة ، وحين تبدد النفوذ ضاعت النقود . وما أغنى عن مبارك ماله وما كسب .
آخر السطر
هو درس ـ لو تعلمون ـ عظيم ، ايها المستبدون الفاسدون !! ..
د.أحمد صبحي