وتكثر الموجود كالأعضاء في ال*** محسوس من بشر ومن حيوان
أو كالقوي في النفس ذلك واحد*** متكثر قامت به الأمران
فيكون كلا هذه أجزاؤه*** هذه مقالة مدعي العرفان
أو أنها لتكثر الأنواع في*** جنس كما قال الفريق الثاني
فيكون كليا وجزئياته*** هذا الوجود فهذه قولان
أحداهما نص الفصوص وبعده*** قول ابن سبعين وما القولان
عند العفيف التلمساني الذي*** هو غاية في الكفر والبهتان
الا من الأغلاط في حس وفي*** وهم وتلك طبيعة الانسان
والكل شيء واحد في نفسه*** ما للتعدد فيه من سلطان
فالضيف والمأكون شيء واحد*** والوهم يحسب ها هنا شيئان
وكذلك الموطوء عين الوطء وال*** وهم البعيد يقول ذا اثنان
ولربما قالا مقالته كما*** قد قال قولهما بلا فرقان
وأبى سواهم ذا وقال مظاهر*** تجلوه ذات توحد ومثان
فالظاهر المجلو شيء واحد*** لكن مظاهره بلا حسبان
هذي عبارات لهم مضمونها*** ما ثم غير قط في الأعيان
فالقوم ما صانوه عن انس ولا*** جن ولا شجر ولا حيوان
كلا ولا علو ولا سفل ولا*** واد ولا جبل ولا كثبان
كلا ولا طعم ولا ريح ولا*** صوت ولا لون من الألوان
لكنه المطعوم والملبوس والـ*** مشموم والمسموع بالآذان
وكذاك قالوا أنه المنكوح والـ*** مذبوح بل عين الغوي الزاني
والكفر عندهم هدى ولو أنه*** دين المجوس وعابدي الأوثان
وقالوا ما عبدوا سواه وانما*** ضلوا بما خصوا من الأعيان
ولو أنهم عموا وقالوا كلها***معبودة ما كان من كفران
فالكفر ستر حقيقة المعبود بالـ*** تخصيص عند محقق رباني
قالوا ولم يك كافرا في قوله*** أنا ربكم فرعون ذو الطغيان
بل كان حقا قوله اذ كان عيـ***ـن الحق مضطلعا بهذا الشان
ولذا غدا تطهيره في البحر تطـ***ـهيرا من الأوهام والحسبان
قالوا ولم يك منكرا موسى لما*** عبدوه من عجل لذي الخوران
الا على من كان ليس بعابد*** معهم وأصبح ضيق الأعطان
ولذاك جر بلحية الأخ حيث لم*** يك واسعا في قومه لبطان
بل فرق الانكار منه بينهم*** لما سرى في وهمه غيران
ولقد رأى ابليس عارفهم فأهـ***ـوى بالسجود هوي ذي خضعان
قال له ماذا صنعت فقال هل*** غير الاله وانتما عميان
ما ثم غير فاسجدوا أن شئتم*** للشمس والأصنام والشيطان
فالكل عين الله عند محقق*** والكل معبود لذي العرفان
هذا هو المعبود عندهم فقل*** سبحانك اللهم ذا السبحان
يا أمة معبودها موطوؤها*** أين الاله وثغرة الطعان
يا أمة قد صار من كفرانها*** جزء يسير جملة جملة الكفران
فصل
في قدوم ركب آخر
وأتى فريق ثم قال وجدته*** بالذات موجودا بكل مكان
هو كالهواء بعينه لا عينه***ملأ الخلاء ولا يرى بعيان
والقوم ما صانوه عن بئر ولا*** قبر ولا وحش ولا أعطان
بل منهم من قد رأى تشبيهه*** بالروح داخل هذه الأبدان
ما فيهم ما قال ليس بداخل*** أو خارج عن جملة الأكوان
لكنهم حاموا على هذا ولم*** يتجاسروا من عسكر الايمان
وعليهم رد الأئمة أحمد*** وصحابه من كل ذي عرفان
فهم الخصوم لكل صاحب سنة*** وهم الخصوم لمنزل القرآن
ولهم مقالات ذكرها أصولها*** لما ذكرت الجهم في الأوزان
فصل
في قدوم ركب آخر
وأتى فريق ثم قارب وصفه*** هذا ولكن جد في الكفران
فأسر قول معطل ومكذب*** في قالب التنزيه للرحمن
اذ قال ليس بداخل فينا ولا*** هو خارج عن جملة الأكوان
بل قال ليس ببائن عنها ولا***فيها ولا هو عينها ببيان
كلا ولا فوق السموات العلى*** والعرش من رب ولا رحمن
والعرش ليس عليه معبود سوى العـ***ـدم الذي لا شيء في الأعيان
بل حظه من ربه حظ الثري*** منه وحظ قواعد البنيان
لو كان فوق العرش كان كهذه الـ*** أجسام سبحان العظيم الشأن
ولقد وجدت لفاضل منهم مقا***ما قامه في الناس منذ زمان