فصل
في بيان مورد أهل التعطيل
وأنهم تعوّضوا بالقلوط عن السلسبيل
يا وارد القلوط ويحك لو ترى*** مذا على شفتيك والأسنان
أو ما ترى آثارها في القلـ***ـب والنيات والأعمال والأركان
لو طاب منك الورد طابت كلها*** أنى تطيب موارد الانتان
يا وارد القلوط طهر فاك من*** خبث به واغسله من انتان
يا شاتم الحشوي حشو الـ***ـذين والقرآن والآثار والايمان
أهلا بهم حشو الهدى وسواهم*** حشو الضلال فما هما سيان
أهلا لهم حشو اليقين وغيرهم*** حشو الشكوك فما هما صنوان
اهلا بهم حشو المساجد والسوى*** حشو الكنيف فما هما عدلان
أهلا بهم حشو الجنان وغيرهم*** حشو الجحيم أيستوي الحشوان
يا وارد القلوط ويحك لو تـ***ـرى الحشوي وارد منهل الفرقان
وتراه من رأس الشريعة شاربا*** من كف من قد جاء بالفرقان
وتراه يسقي الناس فضلة كأسه*** وختامها مسك على ريحان
لعذرته أن بال في القلوط لم*** يشرب به مع جملة العميان
يا وارد القلوط لا تكسل فرأ***س الماء فاقصده قريب دان
هو منهل سهل قريب واسع*** كاف إذا نزلت به الثقلان
والله ليس بأصعب الوردين بل*** هو أسهل الوردين للظمآن
فصل
في بيان هدمهم لقواعد الاسلام
والايمان بعزلهم نصوص السنة والقرآن
يا قوم والله انظروا وتفكروا*** في هذه الأخبار والقرآن
مثل التدبر والتفكر للذي*** قد قاله ذو الرأي والحسبان
فأقل شيء أن يكونا عندكم*** حدا سواء يا أولي العدوان
والله ما استويا لدى زعمائكم*** في العلم والتحقيق والعرفان
عزلوهما بل صرحوا بالعزل عن*** نيل اليقين ورتبة البرهان
قالوا وتلك أدلة لفظية*** لسنا نحكمها على الايقان
ما أنزلت لينال منها العلم بالا***ثبات للأوصاف للرحمن
بل بالعقول ينال ذاك وهذه*** عنه بمعزل غير ذي السلطان
فبجهدنا تأويلها والدفع في*** أكنافها دفعا لذي الصولان
ككبير قوم جاء يشهد عند ذي *** حكم يريد دفاعه بليان
فيقول قدرك فوق ذا وشهادة*** لسواك تصلح فاذهبن بأمان
وبوده لو كان شيء غير ذا*** لكن مخافة صاحب السلطان
فلقد أتانا عن كبير فيهم*** وهو الحقير مقالة الكفران
لو كان يمكنني وليس بممكن*** لحككت من ذا المصحف العثماني
ذكر استواء الرب فوق العرش لكن ذاك ممتنع على الانسان
والله لولا هيبة الاسلام والقرآن والامرأء والسلطان
لأتوا بكل مصيبة ولدكدكوا الاسلام فوق قواعد الأركان
فلقد رأيتم ما جرى لأئمة الا***سلام من محن على الأزمان
لا سيما لما استمالوا جاهلا*** ذا قدرة في الناس مع سلطان
وسعوا اليه بكل افك بين***بل قاسموه بأغلظ الأيمان
ان النصيحة قصدهم كنصيحة الشيطان حين خلا به الأبوان
فيرى عمائم ذات أذناب على*** تلك القشور طويلة الأردان
ويرى هيولي لا تهول لمبصر*** وتهول أعمى في ثياب جبان
فإذا أصاخ بسمعه ملؤوه من*** كذب وتلبيس ومن بهتان
فيرى ويسمع فشرهم وفشارهم*** يا محنة العينين والأذنان
فتحوا جراب الجهل مع كذب فخذ***واحمل بلا كيل ولا ميزان
وأتوا الى قلب المطاع ففتشوا*** عما هناك ليدخلوا بأمان
فإذا بدا غرض لهم دخلوا به***منه اليه كحيلة الشيطان
فإذا رأوه هش نحو حديثهم*** ظفروا وقالوا ويح آل فلان
هو في الطريق يعوق مولانا عن المقصود وهو عدو هذه الشان
فإذا هم غرسوا العداوة واظبوا*** سقي الغراس كفعل ذي البستان
حتى إذا ما أثمرت ودنا لهم*** وقت الجذاذ وصار ذا إمكان
ركبوا على حرد لهم وحمية*** واستنجدوا بعساكر الشيطان
فهنالك ابتليت جنود الله من*** جند اللعين يسائر الألوان
ضربا وحبسا ثم تكفيرا وتبديعا وشتما ظاهر البهتان
فلقد رأينا من فريق منهم*** أمرا تهد له قوى الايمان
من سبهم اهل الحديث ودينهم*** اخذ الحديث وترك قول فلان
يا أمة غضب الاله عليهم*** ألأجل هذا تشتموا بهوان
تبا لكم إذ تشتمون زوامل*** الاسلام حزب الله والقرآن
وسببتموهم ثم لستم كفؤهم*** فرأوا مسبتكم من النقصان
هذا وهم قبلوا وصية ربهم*** في تركهم لمسبة الأوثان
حذر المقابلة القبيحة منهم*** بمسبة القرآن والرحمن
وكذاك أصحاب الحديث فإنهم*** صربت لهم ولكم بذا مثلان
سبوكم جهالهم فسببتم***سنن الرسول وعسكر الايمان
وصددتم سفهاءكم عنهم وعن*** قول الرسول وذا من الطغيان
ودعتموهم للذي قالته أشياخ لكم بالخرص والحسبان
فأبوا اجابتكم ولم يتحيزوا*** الا الى الآثار والقرآن
والى أولاي العرفان من أهل الحد***يث خلاصة الانسان والأكوان
قوم أقامهم الاله لحفظ هذا الـ***ـدين من ذي بدعة شيطان
وأقامهم حرسا من التبديل والتحريف والتتميم والنقصان
يزك على الاسلام بل حصن له*** يأوي اليه عساكر الفرقان
فهم المحك فمن يرى متنقصا*** لهم فزنديق خبيث جنان
ان تتهمه فقلبك السلف الألى*** كانوا على الايمان والاحسان
أيضا قد اتهموا الخبيث على الهدى*** والعلم والآثار والقرآن
وهو الحقيق بذاك إذ عادى روا***ة الدين وهي عداوة الديان
فإذا ذكرت الناصحين لربهم*** وكتابه ورسوله بلسان
فاغسله ويلك من دم التعطيل والتكذيب والكفران والبهتان
أتسبهم عدوا ولست بكفئهم*** فالله يفدي حزبه بالجاني
قوم هم بالله ثم رسوله*** أولى وأقرب منك للايمان
شتان بين التاركين نصوصه*** حقا لأجل زبالة الأذهان
والتاركين لأجلها آراء من***آراؤهم ضرب من الهذيان
لما فسا الشيطان في آذانهم*** ثقلت رؤوسهم عن القرآن
فلذاك ناموا عنه حتى أصبحوا*** يتلاعبون تلاعب الصبيان
والركب قد وصلوا العلى وتيمموا*** من أرض طيبة مطلع الايمان
فاتوا الى روحاتها وتيمموا*** من أرض مكة مطلع القرآن
قوم اذا ما ناجذ النص بدا*** طاروا له بالجمع والوحدان
وإذا بدا علم الهدى استبقوا له*** كتسابق الفرسان يوم رهان
وإذا هم سمعوا بمبتدع هذي صاحوا به طرا بكل مكان
ورثوا رسول الله لكن غيرهم*** قد راح بالنقصان والحرمان
وإذا استهان سواهم بالنص لم*** يرفع به رأسا من الخسران
عضوا عليه بالنواجذ رغبة*** فيه وليس لديهم بمهان
ليسوا كمن نبذ الكتاب حقيقة*** وتلاوة قصدا بترك فلان
عزلوه في المعنى وولوا غيره*** كأبي الربيع خليفة السلطان
ذكروه فوق منابر وبسكة*** رقموا اسمه في ظاهر الاثمان
والأمر والنهي المطاع لغيره*** ولمهتد ضربت بذا مثلان
يا للعقول أيستوي من قـ***ـال بالقرآن والآثار والبرهان
ومخالف هذا وفطرة ربه***الله أكبر كيف يستويان