كنت استيقظ بالطبع على اصوات تكبير العيد فالمسجد تحت مسكننا . بالطبع كان الميكرفون الذى فوق البلكونة الخاصة بنا لا يجعلنى انام لكنى لا اتذكر يوما اننى كنت اتضايق او يتذمر اهلى بل على العكس كنا كثيرا ما نخرج فى البلكونة لمشاهدة المصلين و هم يكبرون بل كنت اوصى امى ان توقظنى اذا لم استيقظ .
. و كنت ابتسم و اضحك حينما اسمع صوت طفلا يقترب من الميكرفون ليخرج صوته نشاذا رفيعا و لكنه يحمل بهجة العيد .. كنا نسمع من المنور اصوات بعض الخرفان التى اتى بها الجيران للتضحية بها قبلها بيومين .. و كانت والدتى رحمها الله تخرج الى البلكونة تشير الى جيرانها و هم يطلون على ازواجهن و اطفالهن و هم يصلون و تهنئهم بصوت عال و تداعبهن عن اعدادهن للرقاق و اللحم .. و هن يشددن الدعوة عليها للذهاب للافطار معهن ..او لارسالنا عندهم للعب مع الاولاد و تتعالى الضحكات و اللمزات ..ثم سرعان ما نسمع طرقات الباب مبكرا لتدخل طنط امال رحمها الله و هى تحمل صينية رقاق و طبق مملؤ باللحم " سخن يا نوسة (هكذا كانت تدلل امى) و يستاهل بقك انت و الاولاد .. و تحتضنها امى و تهنئها ثم يخرج والدى ليهنىء الحاج عبد المقصود رحمة الله عليهما و كل من يصعد السلالم بعد صلاة العيد ..
ثم تبدأ اصوات البمب تملأ الاجواء و اطفال يؤجرون العجل المزركش بالورق الملون .. و اطفال بملابسهم الجديدة و البنات الصغيرات ذات الضفائر بحقائبهن الصغيرة التى بها ثروتهن من العيدية ..
و يبدأ والدى فى طلب عمل الشاى من امى و يسرع بالاتصال باصدقاؤه ليهنئهم و تتعالى الضحكات و القفشات .. و استغل الموقف كطفل فاطلب من امى مصروفا لانزل العب مع اصدقائى فى الشارع و افرقع بمب مثلهم و اشترى حلوى .. المقرر فى الاصل الا نلعب كرة حتى لا تتسخ ملابسهم الجديدة مثلما اوصتهم امهاتهم الا انى اغريهم بمكر طفولى بتمرير الكرة اولا دون ان نجرى ثم اقول لهم نلعب فريقين عشر دقائق فقط و ماحدش يكسر التانى او يوقعه ..
سرعان ما تاخذنا الحماسة و نلعب مثلما خططت و نعرق و من يسقط يسقط و من تتسخ هدومه تتسخ .. ثم نحاول ان ننظفها له بعد ذلك حتى نجنبه توبيخ والديه او عقوبة الضرب .. نغادر الشارع جميعنا على اصوات امهاتنا بالصعود نصعد لنتغذى و ينتاب الشارع سكون حيث ان الجميع غالبا ذهب فى قبلولة بعد يوم طويل و مفرح .. و كنت اكمل برنامجى بالافلام او المسرحية التى كانت تقدم لاول مرة بكل عيد او قراءة قصص بوليسية للاولاد او ميكى جيب او اى شىء الا المذاكرة ..
تمر الايام سريعا و اتذكر ان هناك واجب مدرسى .. ينتابنى بعض النكد ثم اتذكر ان هناك اعيادا اخرى قادمة فلم نكن نفرق بين عيد الميلاد و عيد الاضحى فما نفعله دائما نفعله سويا ... فابتسم ..و اسرع بانجاز واجباتى و اترك واجب الرسم اخر ما سافعله لانى سارسم خروف العيد .
كل سنة و كل احبائى و اخواتى و اهلى المصريين المسلمين بخير و بركة .. الله يفرح قلوبكم جميعا و يقبل تقدماتكم و يعطيكم العمر سنينا عديدة لتفرحوا و تفرحوا اولادكم و تفرحوا بهم .. الله يحمل الخير لنا جميعا و يجعلنا دائما قلبا و روحا واحدا فى وطن واحد و ليعطينا قلب الاطفال و محبتهم و براءة نياتهم و حكمة الشيوخ و تحضرهم ..الله يفرح مصر و المصريين و يحفظها فى امان و سلام الى دهر الدهور امين
اه نسيت اقول ده نبيل اخ مسيحى
من صفحه انت عيل اخوانجى
|