فصل
وهو المقدم والمؤخر ذانك الصـ***ـفتان للأفعال تابعتان
وهما صفات الذات أيضا إذ هما*** بالذات لا بالعير قائمتان
ولذاك قد غلط المقسم حين ظـ***ـن صفاته نوعان مختلفان
إن لم يرد هذا ولكن قد أرا***د قيامها بالفعل ذي الامكان
والفعل والمفعول شيء واحد*** عند المقسم ما هما شيئان
فلذاك وصف الفعل ليس لديه إلا***نسبة عدمية ببيان
فجميع أسماء الفعال لديه ليـ***ـست قط ثابتة ذوات معان
موجودة لكن أمور كلها*** نسب ترى عدمية الوجدان
هذا هو التعطيل للأفعال*** كالتعطيل للأوصاف بالميزان
فلحق أن الوصف ليس بمورد التقـ***ـسيم هذا مقتضى البرهان
بل مورد التقسيم ما قد قام*** بالذات التي للواحد الرحمن
فهما إذا نوعان أوصاف وأفعـ***ـال فهذي قشمة التبيان
فالوضف بالأفعال يستدعي قيا***م الفعل بالموصوف بالبرهان
كالوصف بالمعنى سوى الأفعال ما*** أن بين ذينك قط من فرقان
ومن العجائب أنهم ردوا على *** من أثبت الأسماء دون معان
قامت بمن هي وصفه هذا محا***ل غير معقول لذي الأذهان
وأتوا الى الأوصاف باسم العقل قا*** لوا لم تقم بالواحد الديان
فانظر اليهم أبطلوا الأصل الذي*** ردوا به أقوالهم بوزان
إن كان هذا ممكنا فكذاك قو***ل خصومكم أيضا فذو إمكان
والوصف بالتقديم والتأخير كو***ني وديني هما نوعان
وكلاهما أمر حقيقي ونسـ***ـبي ولا يخفى على الأذهان
والله قد ذاك أجمعه بإحـ***ـكام وإتقان من الرحمن
هذا ومن أسمائه ما ليس يفـ***ـرد بل يقال إذا أتى بقران
وهي التي تدعى بمزدوجاتها*** أفرادها خطر على الانسان
إذ ذاك موهم نوع نقص جل رب*** العرش عن غيب وعن نقصان
كالمانع المعطي وكالضار الذي*** هو نافع وكماله الأمران
ونظير هذا القابض المقرون با***سم الباسط اللفظان مقترنان
وكذا المعز مع الذل وخافض*** مع رافع لفظان مزدوجان
وحديث أفراد اسم منتقم فمو***قوف كما قد قال ذو العرفان
ما جاء في القرآن غير مقيد*** بالمجرمين وجا بذو نوعان
فصل
ودلالة الأسماء أنواع ثلا***ث كلها معلومة ببيان
دلت مطابقة كذاك تضمنا*** وكذا التزاما واضح البرهان
أما مطابقة الدلالة فهي أن*** الاسم يفهم منه مفهومان
ذات الاله وذلك الوصف الذي*** يشتق منه الاسم بالميزان
لكن دلالته على إحداهما*** يتضمن فافهمه فهم بيان
لكن دلالته على الصفة التي*** ما اشتق منها فالتزام دان
وإذا أردت لذا مثالا بينا*** فمثال ذلك لفظة الرحمن
ذات الاله ورحمة مدلولها*** فهما لهذا اللفظ مدلولان
احداهما بعض لذا الموضوع فـ***ـهي تضمن ذا واضح التبيان
لكن وصف الحي لازم ذلك المـ***ـعنى لزوم العلم للرحمن
فلذا دلالته عليه بالتزا***م بين الحق ذو تبيان
فصل
في بيان حقيقة الالحاد في أسماء
رب العالمين وذكر انقسام الملحدين
أسماؤه أوصاف مدح كلها*** مشتقة قد حملت لمعان
إياك والالحاد فيها أنه***كفر معاذ الله من كفران
وحقيقة الالحاد فيها الميـ***ـل بالاشراك والتعطيل والنكران
فالملحدون إذا ثلاث طوائف*** فعليهم غضب من الرحمن
المشركون لأنهم سموا بها*** أوثانهم قالوا اله ثان
هم شبهوا المخلوق بالخلاق عكـ***ـس مشبه الخلاق بالانسان
وكذلك أهل الاتحاد فإنهم*** أخوانهم من أقرب الاخوان
أعطوا الوجود جميعه أسماءه*** اذ كان عين الله ذي السلطان
والمشركون أقل شركا منهم*** خم خصصوا ذا الاسم بالأوثان
وذاك كانوا أهل شرك عندهم*** لو عمموا ما كان من كفران
والملحد الثاني فذو التعطيل إذ*** ينفي حقائقها بلا برهان
ما ثم غير الاسم أوله بما*** ينفي الحقيقة نفي ذي بطلان
فالقصد دفع النص عن معنى*** الحقيقة فاجتهد فيه بلفظ بيان
عطل وحرف ثم أول وانفها*** واقذف بتجسيم وبالكفران
للمثبتين حقائق الأسماء والأ***وصاف بالأخبار والقرآن
فإذا هم احتجوا عليك فقل لهم*** هذا مجاز وهو وضع ثان
فإذا غلبت على المجاز فقل لهم*** لا يستفاد حقيقة الايقان
أنى وتلك أدلة لفظية*** عزلت عن الايقان منذ زمان
فاذا تضافرت الأدلة كثرة*** وغلبت عن تقرير ذا تبيان
فعليك حينئذ بقانون وضـ***ـعناه لدفع أدلة القرآن
ولكل نص ليس يقبل أن يؤو***ل بالمجاز ولا بمعنى ثان
قل عارض المنقول معقولا وما الأ***مران عند العقل يتفقان
ما ثم الا واحد من أربع*** متقابلات كلها بوزان
أعمال ذين وعكسه أو تلغى المعقـ***ول ما هذا بذي أمكان
العقل أصل النقل وهو أبوه أن*** تبطله يبطل فرعه التحتاني
فتعين الأعمال للمعقول والا***لغاء للمنقول بالبرهان
أعماله يفضي الى الغائه*** فاهجره هجر الترك والنسيان
والله لم نكذب عليهم أننا*** وهم لدى الرحمن مختصمان
وهناك يجزى الملحدون ومن نفى الا***لحاد يجزى ثم بالغفران
فاصبر قليلا انما هي ساعة*** يا مثبت الأوصاف للرحمن
فلسوف تجني أجرك صبرك حـ***ـين يجني الغير وزر الاثم والعدوان
فالله سائلنا وسائلهم عن الا***ثبات والتعطيل بعد زمان
فأعد حينئذ جوابا كافيا*** عند السؤال يكون ذا تبيان
هذا وثالثهم فنافيها ونا***فى ما تدل عليه بالبهتان
ذا جاحد الرحمن رأسا لم يقر*** بخالق أبدا ولا رحمن
هذا هو الالحاد فاحذره لعـ***ـل الله أن ينجيك من نيران
وتفوز بالزلفى لديه وجنة المـ***ـأوى مع الغفران والرضوان
لا توحشنك غربة بين الورى*** فالناس كالأموات في الحسبان
أو ما علمت بأن أهل السنة*** الغرباء حقا عند كل زمان
قل لي متى سلم الرسول وصحبه*** والتابعون لهم على الاحسان
من جاهل ومعاند ومنافق*** ومحارب بالبغي والطغيان
وتظن أنك وارث لهم وما*** ذقت الأذى في نصرة الرحمن
كلا ولا جاهدت حق جهاده*** في الله لا بيد ولا لسان
منّتك والله المحال النفس فاسـ***ـتحدث سوى ذا الرأي والحسبان
لو كنت وارثه لآذاك الألى*** ورثوا عداه بسائر الألوان