نمو المعلم المهني من أهم المحاور التي يرتكز عليها مفهوم الإشراف التربوي، إن لم يكن أهمها على الإطلاق. فالإشراف التربوي ـ باختصار ـ ما هو إلا عملية تقليل الفارق بين وضع المعلمين الحالي والوضع المثالي الذي نتطلع له. ولتؤتي برامج النمو المهني ثمارها لابد من توافر وتكامل عناصر عدة، من أهمها وجود بيئة تربوية داعمة لنمو المعلمين وحافزة له.
بشكل عام، هناك ثلاث عناصر تتحكم في مستوى الأداء (Hitt, )، وهي الدافعية للعمل والقدرة المتوفرة لدى المعلم بالإضافة إلى البيئة التي يؤدى فيها العمل.
الأداء = القدرة + الدافعية + البيئة
فبدون دافعية تؤجج رغبة المعلم للإنجاز لا يمكن له تحقيق أمر ذي بال، ودون القدرة، التي منها ما هو فطري ومنها ما هو مكتسب، أيضا لا يمكن أن يصل الإنسان لما يضعه من أهداف. والبيئة هي المجال الذي يحتوي هذين العاملين وتهيئ لهما سبل النجاح.
لكي يبدع المعلم لا بد من وجود هامش كبير من الحرية له في المدرسة. واعني هنا بالحرية أحقية اتخاذ القرارات التي تتعلق بالعملية التدريسية داخل الفصل. فالمعلم المقيد لا يمكن أن يندفع نحو الابتكار والتجديد. فشيء من الحرية ضروري للبيئة التربوية لينمو المعلم. فطالما أن المعلم لا يرى في دوره إلا السير على كتاب المعلم والتقيد بتعليمات المشرف التربوي أو المدير فلن يلتفت كثيرا لنموه المهني ولن يهتم ببرامج النمو المهني ولن يتعامل معها بجدية.