[مسيو منتصر الجميلي]

دور الفيسبوك في الثورات العربية

كتبهاهشام منوّر ، في 2 أيار 2011 الساعة: 16:24 م

دخل العالم العربي مرحلة جديدة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، مع ارتفاع الأصوات المطالبة بالتغيير في مناطق عدة من أرجاء الوطن العربي، واستعمال الشباب المطالبين بالتغيير لوسائل إعلامية حديثة للتواصل والتنسيق فيما بينهم، ما كانت أجهزة الأمن الرابضة على صدور الشعوب لتخبر طريقة التعامل معها، وفي مقدمتها شبكات التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر.

وارتبطت موجة الاحتجاجات والثورات التي اجتاحت العالم العربي مطالبة بالتغيير من قبل شريحة الشباب، بصعود نجم شبكات التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر وغيرها من شبكات التواصل الافتراضية الحديثة، والتي وجد فيها شبان العالم العربي منفذاً للتعبير عن آمالهم وطموحاتهم ورغباتهم في التغيير.
ومع استحكام القبضة الأمنية التي فرضتها الأنظمة السياسية في العالم العربي على وسائل الإعلام والتعبير التقليدية، تحولت مواقع الفيسبوك وتويتر وغيرها إلى ساحات للمواجهة مع قوى لم تخبر التعامل مع هذا النمط الجديد من التواصل بين أفراد الشبكات، فلجأت بعض الأنظمة إلى حجب هذه المواقع ومنعها، ولو مؤقتاً، كما في تونس ومصر، لمنع التواصل والتشابك بين أعضاء المجموعات، ووصل الأمر إلى حد تجريم الولوج إلى صفحاتها وإدانته، كما فعل الزعيم الليبي معمر القذافي. فما هو دور شبكات التواصل الاجتماعي والفيسبوك في الاحتجاجات والثورات العربية الجارية؟. وإلى حد لعب دوراً في تأييد الثورات ودعمها؟. لماذا تغيرت سياسة موقع الفيسبوك عندما وصل الأمر إلى القضية الفلسطينية؟. وما سر إلغاء العديد من الصفحات التي دعت إلى الانتفاضة على الاحتلال الإسرائيلي؟.
اللافت في الظاهرة الجديدة، وبالذات فيما يتعلق بالموقع الأكثر شهرة، الفيسبوك، أن سياسة إدارة الموقع تذبذبت في التعامل مع حراك الشباب واحتجاجاته وحتى ثوراته، ففيما دعم الموقع حراك الشارعين التونسي والمصري، وتحول إلى الوسيلة الإعلامية المفضلة لبثّ وقائع المواجهات اليومية، وحشد جماهير الشباب، وتزويد المعتصمين في الميادين بالتعليمات اللازمة للتعامل مع قوى الأمن وبلطجيته، وإيصال صوت المنتفضين في الساحات العامة إلى شتى أصقاع العالم، اتخذ الموقع موقفاً مغايراً فيما يخص الشأن الفلسطيني، وطبيعة التعامل مع الكيان الإسرائيلي، والصفحات التي التزمت المواجهة معه.
فأغلق موقع الفيسبوك صفحة الانتفاضة الفلسطينية الأولى، التي شارك فيها أكثر من 350 ألف مشترك خلال أقل من شهر واحد، وصفحة ثانية بنفس الاسم بلغ عدد المشتركين فيها في يومين 65 ألفاً، وصفحة فلسطين التى يزيد عدد المشتركين فيها على 230 ألفاً، وهى الصفحة الوحيدة لفلسطين على الفيسبوك.
كما دعا "اتحاد المدونين العرب" إلى مقاطعة موقع الفيسبوك، على خلفية قيام إدارته بإغلاق الصفحة الرئيسية للاتحاد، للمرة الثالثة على التوالي، وتضييقه على الصفحات العربية، ومنها صفحة الثورة الشعبية الفلسطينية. ودشن نشطاء فلسطينيون صفحة على الفيسبوك لمقاطعة الموقع الأشهر عالمياً.
ويبقى، أن دور شبكات التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها الفسيبوك، في قيادة حراك الشباب واعتباره الأداة الفضلى لإدارته، أمر لا يمكن التقليل من شأنه، لكن تعامل الموقع الأشهر عالمياً مع الحراك الشبابي الفلسطيني وتوظيفه لخدمة القضية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال يرسم أكثر من علامة استغراب… وشكّ!.