الفصل الثاني
يدٌ ناعمة تتلمس شعري وتدلك رأسي برفق ، وأنفاس دافئة تداعب أذني بحنان ، وصوت ملؤه الدلال والغنج يخاطبني بهدوء وسكينة ..
منال : ريّان .. ريّان .. استيقظ حبيبي .. حان وقت الإفطار !
ريّان : طيب .. طيب .. أمهليني عشر دقائق فقط ريثما تُعدّين الإفطار .. أجدني متعباً قليلاً .
منال : سلامتك من التعب .. بالمناسبة .. صديقك إياس رُزق بمولدته البكر .. أرسل إلى جوّالك رسالة يخبرك بذلك هذا الصباح .
طار النوم من عيني وقمت من فراشي مبتسماً فرحاً وأنا لم أستوعب الخبر جيداً .. وكأنه مزحة ألقيت على مسمعي :
ريّان : حقاً ؟ إياس جارنا .. الدكتور .. صديقي ؟
منال : نعم .. وهو عند زوجته الآن في المستشفى ينتظرها أن تفيق من نومها بعد الولادة ، ويريدك أن تأتيَ إليه وتصطحبني لأمكث عندها .
ريّان : ما شاء الله .. لكن أكل ذلك قاله في الرسالة ؟
منال : لا .. ولكنه لسان حاله ، فهو مغتربٌ عن أهله كما تعلم ، ولا بّد أن تقف بجانبه وأعين زوجته خصوصاً وأنها المولودة الأولى .
ريّان : .. العقبى لك !
ضحكَتْ باستحياء .. ثم خرجت من الغرفة لتعدّ الإفطار بعد أن تأكدت من استيقاظي ،أما أنا فلم أجد أي صعوبة في أن أنتزع نفسي من فراشي ، فالنشاط والأنس بدأ يسري ويدبّ في دمي ، دخلتُ دورة المياه .. غسلتُ وجهي وتوضّأتُ .. ارتديتُ ثوبي وكامل لباسي ، ثم خرجتُ إلى صالة شقتنا الصغيرة بعد أن ركعت ركعتي الضحى .
كان فطوراً خفيفاً ولذيذاً - كالعادة - أتقنته يدا منال ، ولكنها لم تشاركني فيه ، حيث أعدته لي ثم اتجهت صوب غرفتها تستعدُّ للذهاب إلى المستشفى لزيارة لينة .
...
ان شاء الله انزل كل يوم فصلين
قراءة ممتعة ان شاء الله