الأرنبة و الجزرة
تتطلع لمن حولها بعينين تتسعان دهشة لما يمضغون بأسنانهم ، لها حق فهم لا يتوقفون عن المضغ و هي صار لها من الأسنان سنتان في فكها الأسفل و ثالثة تشق فكها العلوي للخارج ، تضع الرضيعة أصبعها في فمها و تضغط عليه قليلا ثم تعاود النظر إليهم و هم يمضغون.
لا لن نحرمها أكثر من ذلك ، إليكِ قطعة طويلة و متماسكة من الجزر .
تمسك الصغيرة الجزرة بيدين صغيرتين لم تكتمل أعصابهما بعد لذلك فهي تارة تلوح بالجزرة و تارة تضعها في فمها و تارة تنقلها من يد لأخرى.
تعض الجزرة و تمصها و تشغل نفسها بها زمنًا طويلًا ، حتى تقع من يدها اللينة. هنا تتجمع سحابة ألم في نفسها و تهطل دموعًا و تمزجها صرخة مفاجأة تنبه الكبار حولها لفاجعتها.
لا تحزني هكذا يا صغيرتي ، تغسل أمها الجزرة جيدًا و تعيدها ليدها فتنتهي أزمتها ، تواصل مهمتها. تستغرق ساعة في قرض رقائق من الجزرة!
|