الهمسة السابعه
قبل بدءك مع الطلاب تخلص من الأغلال الخمسة ..
▪ الشك .. الشك يفقدك الثقة, علماً أن بدايته صغيرة وهي استجابة لنفس غير واثقة وقد يكون لنفس تظن أنها أوتيت فراسة وذكاء يبرر لها الشك فيمن تريد وكما تريد..
كن على يقينٍ وحين تبدو لك أعمال تدعو للشك فاتخذ لذلك الطريق الصحيح في الأدلة والبراهين ..
تذكر أن الشك ومن ابتلي به سيبعده عن الناس وقد يزيد الأمر عليه فيشك في ذاته وقدراته ..
وتذكر أن الشك يُعدي فلا تجالس من أُبتلي بالشك ولو أعجبك مظهره أو منطقه لأنك مع الوقت ستتأثر
▪ الشكوى .. الشكوى من واقع فيه أخطاء .. الشكوى من مشكلات أو هموم أو ....
الشاكي صباحاً ومساءاً تسري شكواه لتسكن في نفوس غيره ويتحول هو ومن حوله إلى فريق يجيد الشكوى بل ويصنعها ..
والشكوى والتحزّن تُكره للمؤمن كما ذكر ذلك ابن تيمية رحمه الله تعالى ..
الشكوى طاقة هائلة تصرفها في غير مكانها.. وهذه الشكوى المتكررة ليست الشكوى التي يُراد منها إصلاح أو تطوير أو ارتقاء وبينهما مسافات ولكل منها دلائل وعلامات ..
ولاتجالس أهل الشكوى إلا ناصحاً ومغيراً وإلا ستدور في فلكهم وتصبح وتمسي على الشكوى ..
▪ التذمر .. إما تذمر من الوظيفة.. أو من المدرسة.. أو من الوزارة.. أو من المنطقة ... ألخ
اسأل نفسك: هل تذمرك سيغير واقعك ؟ أو سيرتقي بك؟ أو سيجلب لك مفقوداً ؟
إذا فلا تضيع وقتك وطاقتك في تذمر يسرق طاقاتك وإمكاناتك ..
لا تتوقع أن تجد مايصفو لك في كل جوانبه لأن سنة الله تأبى إلا أن تكون الأمور تحوي هذا وذاك,
فإن راق لك شيء ستجد ما لا يروق لك في جانب آخر,
والقوة هنا أن تأخذ مما راق لك وتستمتع به لتقل آثار الجزء الآخر
ولاتبحث عن كمال في كل شيء لأن بحثك سيجعل انتظارك طويلا ..
▪ الفضول .. فضول: النظر ..السمع .. اللسان .. أحكم قيادة هذه الجوارح ولاتجامل في ذلك لأنها كلها أبواب وطرق سريعة إلى القلب..
هذا الفضول قد يسهّله أن غيرك يقع فيه أو أن وقت الفراغ يتيح لك ذلك أو....المبررات كثيرة والواقعون في الفضول غير قليل
فكن من القليل الذي يقرر متى يتحدث وماذا يسمع وإلى أي شيء ينظر ..
أخي / أختي من يدفع فواتير هذه الجوارح هو أنت وليس غيرك.. والذي سيتحمّل نتائجها هو قلبك..
أرجوك أمسك عليك جوارحك ولو أتعبتك قليلا لأنها تريد أن تنطلق وتصول وتجول
لكنه تعب يعقبه راحة البال وطمأنينة القلب ..
▪ الفوضى .. الفوضى في الحضور أو دخول الصف او الفوضى في عرض المادة أو الفوضى في نظام التحفيز الإيجابي والسلبي ..
وتأكد أخي العزيز أن الطالب يكتسب هذه السلوكيات ولا تستغرب بعد سنين أن ينقل هذه الفوضى في أسرته وفي عمله وهو مُخرجٌ سيؤثر سلباً على نفسه ومجتمعه ولاشك..
ضد الفوضى هو النظام والانضباط وهي عادات تعني احترام الإنسان لنفسه
ولو قصّر في جزء من منظومة الانضباط والنظام تراه يعود سريعاً للأصل وهو الانضباط الذاتي ..
ومما يعين هنا أن يكتسب الطالب هذه العادة حين يدخل هذه المؤسسة التربوية التي لها قوانين ولوائح وضوابط
فيتعامل معها باحترام وانضباط وسنرى هذا ينعكس في دوائره خارج المدرسة ..
لا أدري كيف سيترك الفوضى معلم يسهر حتى قبيل الفجر !! ثم يصلي ويداوم !!
أو مجموعة معلمات اعتدن السهر مجتمعات أومتفرقات كيف سيكتسبن الانضباط؟!!
إنه انضباط ذاتي واحترام الشخص لنفسه قبل كل شيء , آن لنا أن نتوقف أو نخفف من هذه المجاملات والسهرات والاستراحات
والتي يدفع ثمنها أسرنا وأبناءنا في البيوت ويدفع ثمنها طلابنا في المدارس شئنا ذلك أم أبينا .. يكفي سهرات .. كفاية يا عالم ..
ازرعوا السكينة والسلام والأمان في نفوسكم وبيوتكم وطلابكم من خلال ضبط البوصلة الشخصية وسترون النتائج الباهرة عاجلاً وآجلاً..
" والله أنا متعود طلعات الاستراحات 20 سنة!!! "
و حين تقابله لا تجد لديه جديداً يذكر إلا كأنه أصبح وكالة أخبار ومعها يحمل رصيداً من النكت والطرائف..
طبعاً لاتسل عن حاله مع أسرته فالمنزل تحوّل إلى فندق للنوم
ويزيد أحيانا في فحص سريع : " نام الأولاد؟ نعم .. يحتاجون فلوس أو شيء؟ لا.. " ثم ينام !!
مشهد أعوذ بالله أن يصيب أحداً من إخوتي ومن أُبتلي فليلجأ إلى الله ولست محرماً أو محللاً هنا لكني أخاطب قلباً يشتاق إلى أن يسبق في الخيرات وأخاطب نفساً تعشق المعالي ...
ومن قرّر التخلي عن عادات سلبية سيتعب قليلاً لكن والله هو الرابح لأنه سيجد وقتاً وطاقات ولياقة نفسية عالية كلها كانت مهدرة .. اتخذ قرارك الآن والرابح أنت ..
|