عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 15-12-2011, 11:58 PM
الصورة الرمزية أحمد عبد العال عز
أحمد عبد العال عز أحمد عبد العال عز غير متواجد حالياً
عضو قدير وعضو مثالى 2011
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 546
معدل تقييم المستوى: 17
أحمد عبد العال عز is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة السادسة
التجديد في موسيقى الشعر
الجزء الأول ( الموشحات الأندلسية )
بحور الشعر المعروفة 16 بحرا تضمها كتب العروض وقد بينا في الحلقات السابقة بعضا منها مثل الوافر والهزج
وهذه البحور جميعها تعتمد على وحدة الوزن والقافية ( وحدة النغمة - تن تن مثلا - ووحدة القافية وتعني اتفاق الحرف الأخير في الشطر الأخير في جميع الأبيات في القصيدة
مثلا :
قصيدة ( أبو القاسم الشابي )
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ ** فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي ** وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ ** تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ **مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ ** وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر
وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ** وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ **رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ **وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ **يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ **وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر
فالقافية في النص هي الراء الساكنة في ( القدر - ينكسر - اندثر - المنتصر --- ) وهكذا إلى آخر القصيدة
وتجد أن الشطر الأول من كل بيت يساوي الشطر الثاني في عدد التفاعيل ( الوحدات النغمية ) وذلك متحقق في القصيدة كلها
هذا هو النظام القديم الذي سارت عليه القصيدة العربية في بنائها وهو ما يسمى بالشعر العمودي
وفي العصر الحديث جدد شعراء الرومانسية في موسيقى الشعر كما جدد شعراء الواقعية

**ومن قبل ظهرت الموشحات الأندلسية بنظامها المعروف في بناء القصيدة والذي لا يسير على نظام القصيدة العربية القديمة وذلك في الأندلس
وهذا موضوع حلقة اليوم ( الجزء الأول )

تعريف الموشح :
نوع من الشعر له أوزان وقواف مخصوصة . اخترعه الأندلسيون وهو أول ظاهرة أدبية في الأندلس جعلت المشرق مقلدا للمغرب في مجال الشعر
نشأة الموشحات :
نشأت في الأندلس في القرن الثالث الهجري وأقدم النصوص التي وصلتنا ترجع إلى القرن الخامس الهجري . وازدهرت الموشحات وبلغ التأليف فيها ذروته في القرن السابع والثامن الهجري .
تكوين الموشحة :
تتكون الموشحة من عدة أدوار أو مقطوعات حيث تبدأ بمطلع ثم تبدأ الأدوار بعد ذلك متشابهة في العدد مختلفة في القافية ويتكون الدور من غصن وقفل . وتتفق الأقفال مع المطلع في الوزن والقافية وتتفق الغصون في عدد الأبيات وتختلف في القافية . مثال
من موشح محيي الدين بن عربي :

عندما لاح لعيني المتكا ** ذبت شوقا للذي كان معي ( مطلع )

أيها البيت العتيق المـــشـــرف

جاءك العبد الضعيف المسرف

عيـــنه بالدمـــع دوما تـــذرف

فرية منه ومكر فالبــكا ** ليس محمودا إذا لم ينفع ( قُـفل )

البيت الأول باللون الأخضر يسمى ( مطلع ) والأبيات الثلاثة التالية باللون الأحمر تسمى ( غصن ) والبيت الأخير يسمى ( قُفل ) والغصن مع القفل يسمى ( دور ) ويأتي الدور الثاني والأدوار التالية بدون مطلع حتى نهاية الموشح

الدور الأول


عِندما لاحَ لعيني المُتكا ذبتُ شَوقا للذي كان مَعي ( مطلع )

أيُّها البيتُ العتيقُ المُـــشـــرفُ

جاءك العبدُ الضعيفُ المُسْرفُ

عيـــنُه بالدمـــعِ دَوْما تـَــذْرِفُ

فِريةٌ مِنه ومَكرٌ فالبـُـكا ** ليس محمودا إذا لم ينفعِ ( قفل )

الدور الثاني


أيّها السّاقِي اسْقني لا تَـأتـلِ

فلقد أتـَــعبَ فِكري عـُــذّلِي

ولــقـدْ أُنشِـــدُه ما قِــيل لـِي

أيّها الساقِي إليكَ المُشتَكى ** ضاعتْ الشّكوى إذا لمْ تنْفعِ ( قفل )

القفل : هو البيت الأخير في نهاية كل دور وتتشابه الأقفال في الوزن والقافية

الغصن : الأبيات التي يبدأ بها كل دور وتتفق في عدد أبياتها وتختلف في القافية

الدور : ويتكون من غصن وقفل


----------------------------------------------------------------
بين الموشح والقصيدة العربية التقليدية : خرجت الموشحات على أوزان الشعر العربي فقد نظم الشعراء في أوزان لم يعرفها الشعر العربي من قبل . القصيدة القديمة تقوم على وحدة الوزن والقافية وتتخذ من البيت وحدة لها والموشحات عدلت في نظام الوزن وخرجت عليه ونوعت في القوافي واتخذت من الدور وحدة لها .
----------------------------------------------------------------
أغراض الموشحات : هي أغراض الشعر العربي مثل : الغزل – المدح – الرثاء – المجون - الزهد
رد مع اقتباس