اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة على إسماعيل السويفى
كلمة فرحان ليست ممنوعة من الصرف لأن مؤنثها فرحانة
لأن الصفة تمنع من الصرف في الأحوال الآتية :-
ـ أن تكون على وزن فعلان الذي مؤنثه فَعلى أي لاتلحق به تاء التأ نيث
(عطشان – جوعان – غضبان - شبعان)( عطشى – جوعى – غضبى - شبعى)
ـ أن تكون على وزن أفعل الذي مؤنثه فَعلاء الذي لاتلحق به تاء التأ نيث
(أفضل – أحسن –أحمر أبيض)( فضلاء - حسناء – حمراء - بيضاء)
|
هذا الكلام للطلبة:
بل مؤنثها فرحى وفرحانة
وكذلك عطشان مؤنثها عطشى وعطشانة
وغضبان غضبى وغضبانة
وشبعان شبعى وشبعانة
وكلهن ممنوعة من الصرف.
هذا الكلام للأساتذة الأفاضل فلينظر للأهمية:
- قال في موصل النبيل:"(أو كونه صفة على فعلان)، حال كونه ذا فعلى فإنه ممنوع من الصرف، بإجماع، نحو سكران وريان، مذكري سكرى وريا،... فمن شرط انتفاء (فعلانة) منع، ومن شرط وجود (فعلى) صرف.
وصرف سكران وشبهه مما مؤنثه على (فعلى) للاستغناء فيه بفعلانة عن فعلى/ لغة أسدية، قال الزبيدي في لحن العامة:" ذكر يعقوب أن قوما من بني أسد يقولون: سكرانة، وذلك ضعيف رديء"... فصُرف لأنهم استغنوا فيه بفعلانة عن فعلى"اهـ
- قال عباس حسن في النحو الوافي:"يمنع الاسم من الصرف للوصفية مع زيادة الألف والنون إذا كان على وزن (فَعْلان)- بفتح الفاء وسكون العين- بشرطين: أن تكون وصفيته أصيلة(أي: غير طارئة)، وأن يكون تأنيثه بغير التاء؛ إما لأنه لا مؤنث له؛ لاختصاصه بالذكور، وإما لأن علامة تأنيثه الشائعة بين العرب ليست تاء التأنيث، كأن يكون بألف التأنيث...عطشان- غضبان- سكران- ريان...، فإن أشهر مؤنثاتها: عطشى- غضبى- سكرى- ريا...-- ه: يشترط أكثر النحاة ألا يكون المؤنث على (فَعْلانة) ويمثلون للمستوفي الشرط بعطشان وغضبان وسكران...مع أن كتب اللغة- كالقاموس- تأتي للثلاثة بمؤنث مختوم التاء وبمؤنث آخر ليس مختوما بها، فلا مناص من حمل الشرط النحوي على الأكثر الأغلب في (فعلان) بأن يتجرد مؤنثه من التاء في المشهور إن تعددت مؤنثاته. وبهذا يصرح ابن جني في كتابه (المحتسب)... حيث يقول ما نصه:"يقال رجل سكران، وامرأة سكرى؛ كغضبان وغضبى، وقد قال بعضهم: (سكرانة)، كما قال بعضهم: (غضبانة) والأول أقوى وأفصح."...إلخ".
وهذه القوة والفصاحة ليست للاستعمال الحاضر بين قوم ليسوا من أهل اللغة وإلا لصرفنا كل شيء، وإنما يكون ذلك بالرجوع إلى كتب اللغة لمعرفة أيهما كانت العرب تفضله.
قال في شرح الرضي على الكافية:"قوله: أو صفة فانتفاء فعلانة... وقوله: " وقيل وجود فعلي "، والأول أولى لأن وجود "فعلي " ليس مقصودا لذاته، بل المطلوب منه انتفاء التاء، لأن كل ما يجيء منه "فعلى " لا يجيء "فعلانة " في لغتهم، إلا عند بعض بني أسد- ه: قال ابن مالك في شرحه للكافية الشافية: "ثم بينت أن بني أسد يؤنثون باب سكران بالتاء، فيستغنون فيه بفعلانة عن فعلى بخلاف غيرهم من العرب"اهـ- فإنهم يقولون في كل فعلان جاء منه فعلى: فعلانة أيضا، نحو غضبانة وسكرانة فيصرفون، إذن، فعلان: فعلى، وهذا دليل قوي على أن المعتبر في تأثير الألف والنون انتفاء التاء، لا وجود فعلي، فإذا كان المقصود من وجود فعلي انتفاء التاء.
وقد حصل هذا المقصود في رحمن، لا بواسطة وجود رحمي، بل لأنهم خصصوا هذه اللفظة بالباري تعالى، فلم يطلقوه على غيره ولم يضعوا منه مؤنثا، لا من لفظه، أعني بالتاء، ولا من غير لفظه أعني فعلى، فيجب أن يكون غير منصرف.
فإن قلت: لا نسلم أن وجود فعلى مطلوب ليتطرق به إلى انتفاء فعلانة بل هو مقصود بذاته لأنه يحصل بوجودها مشابهة بين الألف والنون وبين ألف التأنيث، لكون مؤنث هذا على غير لفظه، كما أن مذكر ذاك على غير لفظه.
قلت: هذا الوجه، وإن كان يحصل به بينهما مشابهة، إلا أنه ليس وجها للمشابهة ضروريا، بحيث لا يؤثر الألف والنون بدونه، بل الوجه الضروري، كما ذكرنا، في التأثير: انتفاء التاء... فثبت بهذا أيضا أن اشتراط انتفاء التاء، أولى من اشتراط وجود فعلى.
وللخصم أن يقول: بل الصرف فيما يشك فيه هل صرفته العرب أو، لا: أولى لأنه الأصل.
وهكذا الخلاف بينهم قائم في فعلان صفة، هل انتفى منه فعلانة، أو لا، وهل وجد له فعلى، أو لا فبعضهم يصرفه لأن الصرف هو الأصل وبعضهم يمنعه الصرف، لأنه الغالب في فعلان.
- قال في (صيغة فعلان واستعمالاتها في اللغة العربية) :" كل ما جاء على (فَعْلان) فمؤنثه على (فَعْلى) غير اثني عشر اسما فإنها جاءت على (فعلانة) ثم نظمها فقال:-
أجز فَعْلَى لفَعْلانا
...
إذا استثنيت حَبْلانا
ودَخْنانا وسَخْنانا
...
وسَفْيانا وضَحْيانا
وصَوْجانا وعَلاّنا
...
وقَشْوانا ومَصَّانا
ومَوْتانا ونَدْمانا
...
وأتبعهن نصرانا
انظر المزهر للسيوطي ج 2 ص 113.
1- (الحبلان) الرجل الكبير البطن قال في القاموس حبل من الشراب والماء فهو حبلان وهي حبلى ومن الغضب وهو حبلان وهي حبلانة.
2- (الدخان) يوم دخنان كثير الدخان.
3- (يوم سخنان) كثير السخونة.
4- (سفيان) الرجل الطويل الممشوق الضامر انظر القاموس.
5- (ضحيان) يوم ضحيان ضاحي قال في القاموس رجل ضحيان يأكل في الضحى، يوم ضحيان: لاغيم فيه.
6- (الصوجان) من الإبل والدواب الشديد الصلب.
قال في القاموس: الصوجان كل يابس وصلب من الدواب والناس ونخلة صوجانة يابسة كزة السعف، وأي صوجان؟ هو أي الناس.
7- (غلان) الرجل الكثير النسيان وقال في القاموس:
الغَلَل محركه وكأمير العطش أو شدة حرارة الجوف وقد غُل بالضم فهو غليل ومغلول ومغتل ومعبر غل (وغلان) (وغَل يَغَل) بفتحهما الحقد كالغلِ بالكسر، وقد غَلَّ صدري يَغِلّ (من باب ضرب يضرب) من حرارة الحب والحزن، والعلاَّن (بالعين) الصغير الحقير كما في المرجع ج 1 ص 96.
8- (القشوان) القليل اللحم وقي القاموس: القشوان الدقيق الضعيف.
9- (المصان) اللئيم.
10- (الموتان) الضعيف الفؤاد قال في القاموس: رجل موتان الفؤاد بليد.
11- (ندمان) النديم: ندم فهو ندمان أي نادم، ونادمني فلان على الشراب فهو نديمي وندماني وجمع النديم ندام وجمع الندمان ندامى والمرأة ندمانه والنسوة ندامى أيضا.
الصفحة رقم : 109
12- (نصران) نصراني والجمع نصارى والنصرانة واحدة النصارى قد استدرك عليه لفظان وهما خَمْصان لغة في خُمْصان بضم الخاء وأليان في كبش أليان أي كبير الألية فذيل الشارح المرادي أبياته بقول:
وزد فيهن خمصانا ... على لغة وأليانا" اهـ
__________________
قال الله عز وجل:
"وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ"سورة الأعراف(170)
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق . لا يضرهم من خذلهم . حتى يأتي أمر الله وهم كذلك "مسلم
|