ما هو تصنيف الأسرة الدندراوية بين كيانات الطوائف الإسلاميّة الأربعة في الشارع الإسلاميّ؟ هل هي مذهبٌ سلفيٌّ أم مشربٌ صوفيٌّ أم جمعيّةٌ خيريّةٌ أم تنظيمٌ سياسيٌّ أم هي كيانٌ خامسٌ يختلف عن هذه الكيانات الأربعة؟
عرف الشارع الإسلاميّ – في القرون الثلاثة الأخيرة - أربعة أنماط من التجمّعات الإسلاميّة، يختلف كلُّ واحدٍ منها بكيانه عن الآخر، وهي: تجمّعات المذاهب الفقهيّة، وتجمّعات الطرق الصوفيّة، وتجمّعات الجمعيّات الخيريّة، وتجمّعات التنظيمات الوطنيّة.. وخارج هذه الأنماط الأربعة المتخصّصة لم يعاين المسلم المعاصر نمطاً خامساً.
والأسرة الدندراوية ليست واحداً من هذه الكيانات الأربعة المتخصصة ولا تطرح نفسها بديلاً عنها، كما أنّها في الوقت نفسه ليست بعيدةً ولا مناقضةً لأيّ واحدٍ منها.
ونظراً لهذا التداخل والتخارج بين الأسرة الدندراوية بين التجمعات المتخصصة الأربعة، فإنّ أبناء الأسرة الدندراوية يجدون عناءً شديداً ليبيّنوا لمحاوريهم أنّ الأسرة الدندراوية تختلف في تكوينها وكيانها عن أي واحدٍ من هذه التجمّعات.
وفي إطار تصنيف الأسرة الدندراوية بين جموع المسلمين نقول: إن الأسرة الدندراوية هي كيان اجتماعي يضم مسلمين محمديي التكوين يتآلفون على صورة أمّة المسلمين الواحدة، رغم تنوّع طوائفهم الفكريّة وطبقاتهم الاجتماعية ورغم تعدّد قوميات أعراقهم وأقاليم سكناهم.
لقد أراد السلطان الدندراوي بتأسيس جمعه المسلم على صورة الأمة أن يبيّن للجميع إمكانية انسجام الخصوصيات كلّها مع بعضها البعض داخل وعاء جمع واحد.. بل وضرورة ذلك للعودة إلى ما كنا عليه قبل تفتت بنيان مجتمعات الإسلام وتشتت نسيج أمة المسلمين.
******
6 –
ما هي رؤية الأسرة الدندراوية للإسلام؟
إنّ الأسرة الدندراوية هي جمعٌ مسلمٌ يؤمن بكلّ ما يؤمن به المسلمون من معتقداتٍ إيمانيّةٍ، ويلتزم بكلّ ما يلتزم به المسلمون من فرائضَ إسلاميّة.. ومرجعيّته في الحياة والفكر هو كلام الله سبحانه وقول رسوله الكريم صلوات الله عليه.
فالأسرة الدندراوية هي جزءٌ من أمّة المسلمين، وهي لم تأتِ بإسلامٍ جديدٍ فيه خروجٌ على أيّ من الأصول المُجْمَع عليها عند جمهور العلماء. ولكنّها عملت على استرجاع "صورة الإسلام الأصيل" الذي طبّقه الصحابة الكرام في الحياة البشرية لسيّدنا رسول الله صلوات الله عليه، وتابعهم عليه السلفُ الصالح بإحسان.
فما هو الإسلام الأصيل الذي كان عليه الصحابة الكرام والسلف الصالح؟
من المنظور الدندراوي، إنّ الإسلام الأصيل يفرض على المسلم أعمالاً أربعة متلازمة هي:
1" - الإيمان بمعتقدات نصّ عليها القرآن العظيم وبيّنها الرسول الكريم صلوات الله عليه.
2" –النطق بشهادة التوحيد "أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمداً رسول الله".
3" - إقامة الإسلام بالالتزام بنظام حياة في العبادات والمعاملات والتماسك الاجتماعي والتلاحم الأممي.
4" - الحفاظ على الوحدة العضويّة لجسد أمّة المسلمين بتحصيل تكوين إنساني يتفاعل بإيجابيّة مع التنوّع ومع التعدّد اللذان هما حتمية بشريّة في كل كيانٍ عامٍّ جامع.