عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 24-12-2011, 09:56 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

إذا حفظنا الله -عز وجل- حفظنا، في ماذا؟! يحفظنا في أنفسنا، يحفظنا في عقولنا، يحفظنا في أموالنا، يحفظنا في صحتنا، يحفظنا في ذريتنا، يحفظنا في دنيانا، في ديننا، في آخرتنا، لعموم قوله -صلى الله عليه وسلم-: "احفظ الله يحفظك"، النص مطلق، الحفظ فيه يتواصل حتى تصل إلى الجنة، أسأله -سبحانه وتعالى- أن يحفظنا وإياكم بحفظه.

لذلك فإن أحد شيوخ الإسلام المحب الطبري -وكان شيخًا كبيرًا قيل: وصل الثمانين وقيل: المائة- أراد أن يركب البحر، فقفز من الشاطئ إلى السفينة، فتعجب طلابه، قالوا: يا إمام: هذه قفزة شاب، قال: "هذه الجوارح حفظناها في الصغر فحفظها -عز وجل- في الكبر"، حُفظت بأن كانت تمشي إلى المساجد، ما كانت تمشي إلى أماكن أخرى!

الحفظ من كيد الأعداء، حفظ إبراهيم بحفظه للتوحيد: (وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ) [الأنبياء: 70]، بنى النمرود نارًا عظيمة عانقت رؤوس الجبال، ولم يكن إبراهيم بحاجة إلى هذه النيران، كانت تكفيه حزمة حتى يحترق، ولكنه الطغيان، ألقوه من بُعد وهو يهوي وينتظر أن تبتلعه ألسنة النار، ينزل عليه جبريل بأمر الله أعظم ملك، وسأله: تريد مني شيئًا؟! هل من حاجة؟! قال الموحد صاحب الحنيفية الذي ارتبط التوحيد باسمه: "أما منك فلا، أما من الله فنعم"، فأطلق الكلمة الملغومة بالتوحيد: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، حسبك الله، فقال خالق النار وخالق الإحراق فيها: (كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ) [الأنبياء: 69]، فيسقط في النار وألسنة النار بجانبه وهو في جو مشبع بالبرودة بأمر الله -سبحانه وتعالى-.
__________________
رد مع اقتباس