لا صداع ولا حاجة ، والبلاغة أسهل فرع من الفروع ، لكنه بحاجة إلى نوع من التذوق ، فمثلا لو قلنا : ( فاطمة كالبدر ) فهنا ذكرنا المشبه والمشبه به ، أي ذكرنا طرفي التشبيه ، فبالتالي هذا تشبيه ، وبحذف أحد الطرفين تكون استعارة ، فلو حذفنا المشبه وصرحنا بالمشبه به كانت الاستعارة تصريحية ، كقول ابن سناء الملك يصف جيش صلاح الدين :
وجيش به أسد الكريهة غضب ** وإن شئت عقبان المنية حوم .
الشاعر يقول : وجيش به ( أسد ) أي أسود ، فهل الجيش به أسود ولا جنود ، بالطبع جنود ، فهنا شبه الشاعر الجنود مرة بالأسود في الشطر الأول وأخرى بالعقبان في الشطر الثاني ( العقبان : الطيور الجارحة ) وبالتالي حذف المشبه ( الجنود ) وصرح بالمشبه به ( الأسد والعقبان ) على سبيل الاستعارة التصريحية .
لو فهمت نكمل بهذه الطريقة يا فاطمة .
__________________
تعمدني بنصحك في انفرادي * * وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع * * من التوبيخ لا أرضى استماعه
|