وجهُ طفولىُ وحُلمُ فى المساءِ أظلنى
وقبلتينِ على الجبينِ رأيتنى
فى قريتى الغراءَ طفلاً لم أزل
فى صحبةِ الأطفالِ ألهو بالنهار
لم يكن فى قريتى الغراءَ بحراً
لا ولا شطاً ودوداً أبتغيه
بل تبةً من مسكها المحبوبِ كنا نعتليه
وبرملها المبتلُ نبنى حسبَ أحلام ِالصغار
كوخاً صغيراًيحتوينا ظلَّه
أونحفرَ الأنفاقَ نعلوه ابأعوادِ الحطب
نتوارى خلف شجيراتِ الخروَّع
كى نرقب من يدنو صوبَ الأكواخِ الرملية
فى صحبةِ الأطفالِ ألهو بالنهار
حتى إذا جاء المساءُ رأيتنى
ولمبةَ الجازِ العتيقةِ بالجوار*
أرنو إلى القصصِ القديمةِ فى إنبهار
وتشُدُنى قَصَصُ العفاريتِ السجينةِ فى القماقم
ورداءُ ست ِالحسنِ والشاطر حسن
والغولُ والعنقاءُ والقزمُ الصغير
وأرانى أحلمُ بالبطولةِ واضعاً
سيفَ الحواديتِ الجميلةِ فى الرقاب
لأُزيحَ ذاكَ الشرعن قصر الأميرة
تتفتحُ العينانِ تنظرُ حولها
فى دربِها المسحورِ تحلمُ بالبطولة
هيهاتَ أن تأتى البطولةَ للنيام
ألمحنى أفردُ أجنحتى وأُحلِّقُ فى الأفقِ الأعلى
وأطيرُ خفيفاً لا أشعرُ بالعالمِ حولى
ماأجملَ ان تُصبِح َحُلماً*
وأُكَّسِرُ كل قيودِ الرقِ
مشرعاً سيفى بوجهِ البربريه
أظلم الحلمُ قليلاً بعدما ذاقَ المرار
أبصرَالدنيا كما تبدو .. يُكلِللُها الغبار
لم يعد قلبى الرقيقُ بقادرٍ
وعاش فى الأحلام خوف الإنكسار
جرَّب الصمود سابقاً ..لم ينحنى
وبعدما مضى بما آثاره الإعصار
كنتُ من يأسى الملولُ * مشَّبعاً
زحمةُ الأضواءِ لم تشبع روحى
ما الذى يملكه المرءُ عندما
لا يرى فى الدربِ من أحدٍ يُعين
يَبصُرُ الدنيا كما لايرتجى
لا يرى إلا جموعَ الخانعين
أم يحملُ صخرةالمصيرِ وحده ؟
سيزيفُ كنتُ مشرداً بين الجبال
ناقصةُ دوماً كالعالمِ من حولى
وكلما حاولتُ يوماًأن أخطَّ قصيدتى
تروغُ فى الأحلامِ أبعادُ المكان