قسم استراتيجيات التعليم التعاونى
أصل كلمة إستراتيجية (strategy) كلمة يونانية (strategia)
والتي تعني البراعة العسكرية أو فن الحرب والإستراتيجية تشير إلى فنتوزيع واستخدام وسائل وأدوات الجيش من أجلالوصول إلى هدف محدد. وعندالالتحام المباشر مع العدو، فينتقل التركيز إلى التكتيكات والتي تشير إلىالطرق المتبعة في تنفيذ كل عنصر من عناصرالخطة وطريقة توظيف جميع المصادروالإمكانات بما فيها الجيوش في المعركة.
الإستراتيجية: هي خطة تبين كيفية الوصول إلى هدف محدد. وتشير إلى شبكةمعقدة من الأفكار والتجارب والتوقعات والأهداف والخبرة والذاكرة التي تمثلهذه الخطة بحيث تقدم إطار عام لمجوعة من الأفعال التي توصل إلى هدف محدد.
الطريقة: آلية وكيفية تنفيذ كل فعل من الأفعال المطلوبة لتطبيق الإستراتيجية وذلك عن طريق الاعتماد على مجموعة من المصادر والأدوات.
إستراتيجيات التعليم: تشير إلى الأساليب والخطط التي يتبعها المدرس للوصول إلى أهداف التعلم.
طرائق التعليم: وتستخدم عادة من قبل المدرس والتي تحدد آلية خلق البيئيةالمناسبة للتعلم وتحديد طبيعة النشاط الذي يتضمن دور المعلم ودور الطالبخلال الدرس.
استراتجيات التعلم: أفعال محددة يقوم بها المتعلم لجعل عملية التعلم أسهلوأسرع وأكثر متعة وفاعلية، والتي تجعله متعلم ذاتيا وقادر على توظيف ماتعلمه في حالات جديدة.
ملاحظة: كل إستراتيجية تعليم يمكن أن ترتبط بمجموعة من الطرائق أو استراتيجيات التعلم.
كيف نميز بين استراتيجيتي التعليم والتعلم؟نميز بين استراتيجية التعليم والتعلم من خلال الدور الذي يلعبه المدرس في النظام التعليمي.
مثال:
أحد الطرائق المتبعة في التعليم المباشر هي التعليم المحاضر، و يقدم أسلوب للتواصل مع أكبر قدر ممكن منالطلاب وتقديم كم كبير من المعلومات لهم، كما يزيد من قدرة المدرس علىالإدارة الصفية.ولكن هناك مجموعة كبيرة من الميزات السيئة للتعليم المحاضر لأنه يقوم علىافتراض غير واقعي لمستوى فهم الطلاب ويقلل التغذية الراجعة منهم. كما أنإبعاد الطلاب عن عملية التعلم يؤدي إلى نسيان سريع للمعلومات التي حصلعليها.
ولكن هناك استراتيجيات تعليم تتضمن تعليم الطالب كيف يتعلم، كيف يتذكر، كيفيفكر، وكيف يجعل عملية التعلم أكثر متعة. وهذا ما يشير إلى مفهوم التعلممدى الحياة.
وانطلاقاً من هذه الاستراتيجيات يكون للمدرس دور جديد يلعبه وهو أن يكونميسر لعملية التعلم.
وأن يوظف إمكاناته وطاقاته في إيجاد وتعريف طرائق تجعلالطالب أكثر استقلالية.
ما الفرق بين الاستراتيجيتين إذا؟
تركز استراتيجيات التعليم على دور المدرسالذي يقوم به في إدارة العملية التعليمية، بغض النظر عن نسبة هذا الدور.
الاستراتيجيات التي تركز على أن يكون المدرس هو ميسر لعملية التعلم والطالب هو محور هذه العملية تسمى استراتيجيات تعلم.
والنتيجة:
استراتيجيات التعليم تتضمن استراتيجيات تعلم، بعبارة أخرى يمكن للمدرس ضمنأي استراتيجية تعليم أن يستخدم أحد الاستراتيجيات التي تركز على تعلمالطالب.
مثال: أحد الإستراتيجيات المستخدمة في التعليم التفاعلي هي استراتيجية التعلم التعاوني.
أولاً استراتيجية حل المشكلة
تعريف استراتيجية التدريس :
أنها " طريقة التعليم والتعلم المخطط أن يتبعها المعلم داخل الصف الدراسيأو خارجه ،لتدريس محتوى موضوع دراسي معين بغية تحقيق أهداف محددة سلفاً ،ويحتوي هذا الأسلوب على مجموعة من المراحل )الخطوات /الإجراءات) المتتابعة والمتناسقة فيما بينها ، المنوط للمعلم والطلاب القيام بها في أثناء السير في تدريس ذلك المحتوى
أولاً ـ تعريف المشكلة :
يصادف الفرد في حياتة اليومية مواقفاً معضلة أو أسئلة محيرة لم يتعرض لهامن قبل وليس لديه إمكانية / معرفة للتوصل لحل لها في التو واللحظة . فإذاماسببت له حيرة أو اندهاشاً أو تحدياً لفكرة فإنه يطلق على أي من تلكالمواقف أو الأسئلة لفظة "المشكلة " وبعبارة أخرى فإن المشكلة هي " موفقمربك أو سؤال محير أو مدهش يواجه الفرد أو مجموعة من الأفراد ويشعر أويشعرون بحاجة هذا الموقف أو ذاك السؤال للحل في حين لا يوجد لديه أو لديهمإمكانات أو خبرات حالية مخزنة في بنيته أو بنيتهم المعرفية . مما لا يمكنهمللوصول للحل بصورة فورية أو روتينية ."بمعنى أن مالديهم من معلومات أومهارات حالية لا تمكنهم من الوصول للحل بسهولة وبسرعة بل إن عليهم بذل جهد ـمعرفي أو مهاري ـ للوصول له ،أي الحل . أي أن الفرد يجاهد للعثور على هذاالحل .
كذلك يشير مصطلح مشكلة إلى " موقف يكون فيه الفرد مطالباً بإنجاز مهمة لمتواجهه من قبل ، وتكون المعلومات المزود بها هذا الفرد غير محددة تماماًلطريقة الحل ,
ثانياً : تعريف استراتيجية حل المشكلات :
هي " نشاط تعليمي يتواجه فيه الطالب بمشكلة (مسألة أو سؤال ) فيسعى إلىإيجاد حلول لها وهو لذلك عليه أن يقوم بخطوات مرتبة في نسق تماثل خطواتالطريقة العلمية في البحث والتفكير ، ويصل منها إلى تعميم أو مبدأ يعتبرحلاً لها
ثالثاً: مراحل حل المشكلة :
1ـ تحديد المشكلة .
2ـ جمع البيانات والمعلومات المتصلة بالمشكلة .
3ـ اقتراح الحلول المؤقتة للمشكلة (بدائل الحل ).
4ـ المفاضلة بين الحلول المؤقتة للمشكلة واختيار الحل / الحلول المناسبة .
5ـ التخطيط لتنفيذ الحل وتجربيه.
6ـ تقييم الحل .
بينما حددها Daboon في المراحل الآتية :
1ـ تحديد المشكلة ووضعها في صياغة إجرائية .
2ـ وضع خطة للعمل التجريبي .
3ـ تنفيذ الخطة .
4ـ التوصل إلى البيانات .
5ـ تفسير البيانات والتوصل إلى النتائج .
6ـ تقويم خطوات حل المشكلة
رابعاً : استراتيجية مقترحة لتدريس حل المشكلة :
لقد وضع التربويون وعلماء النفس المعنيون بتعليم حل المشكلة عدداً منالخطوط الموجهة التي يسترشد بها عند تدريس حل المشكلة ، ويمكن التعبير عنهابالخطوات الآتية:
1ـ تحديد المشكلة واستيعابها :
وذلك من خلال مساعدة التلميذ على تحديد طبيعة المشكلة معبراً عنها في ضوءما سوف يكون قادراً على عمله عندما يحل المشكلة . ولفهم المشكلة يوجهالمعلم عدة أسئلة مثل:
هل يمكنك توضيح المشكلة بأسلوبك الخاص ؟
وما هو المطلوب حله في المشكلة ؟
وما البيانات المعطاة (المعطيات) فيها ؟
هل هناك بيانات لا حاجة لنا بها في المشكلة ؟
أم هل هناك بيانات تنقص وسوف تحتاج إليها للوصول إلى الحل ؟
هل يمكنك إيجاد علاقة بين المطلوب حله والمعطيات في المشكلة ؟ هل لا تزالالمشكلة الآن كما بدت لك في البداية أم أنها أصبحت أكثر ألفة بالنسبة إليك ؟
2ـ استدعاء المفاهيم المرتبطة بالمشكلة :
يجب التأكد من أن التلاميذ لديهم جميع المفاهيم والمبادئ المرتبطة بالمشكلةالمطلوبة ومن ثم يمكن مساعدتهم على تحليلها ورؤية الروابط التي قد تؤديإلى الحل ، بإعطائهم تعليمات موجهة نحو جوانب المشكلة ، وتذكيرهم بخصائصبعض جوانبها .
3ـ اقتراح خطة الحل (أو تطويرها(
وفي سبيل ذلك يطرح المعلم بعض الأسئلة مثل :
هل رأيت مشكلة مماثلة أو مشابهة من قبل مرتبطة بهذه المشكلة ؟ وماذا كان حلها ؟
وهل يمكنك الاستعانة بهذا الحل في حل المشكلة الحالية ؟
وإذا لم تكن كذلك ، فهل يمكنك محاولة تبسيط المشكلة الحالية بحل مشكلة أبسط ؟
4ـ تنفيذ خطة الحل :
وذلك بتبيان عناصرها ، واستخدام عدد متنوع من المشكلات وصولاً للنتاج النهائي كحل للمشكلة مع طرح بعض الأسئلة مثل :
هل استخدمت في خطة الحل كل المعلومات المعطاة لك ؟ هل راعيت كل الشروط وأدركت كل العلاقات ؟
5ـ تحقيق الحل (تقويمه)
وذلك للتاكد مما وصل إليه التلميذ كحل للمشكلة ومراجعته ، وذلك بتوجيه بعض الأسئلة مثل :
هل الحل الذي تم التوصل إليه يحقق كل الشروط المذكورة بالمشكلة ؟ هل هناك حلول أخرى غير الحل الذي توصلت إليه).
خامساً : إيجابيات استراتيجية حل المشكلات :
هناك عدد من الإيجابيات لهذه الاستراتيجية وهي :
1ـ من أهم مميزات استراتيجية التدريس هذه أنها منطقية ، حيث ترتب الأمور منالبداية ترتيباً منطقياً ، منذ بداية إحساس الطلبة بالمشكلة ، وحتى توصلهمإلى معرفة حلولها ، وبالتالي فهي تعلم الطلاب الأسلوب العلمي السليم في حلالمشكلات .
2ـ الجانب الإيجابي الذي يقوم الطلاب به بجعلهم يقدرون قيمة مايقومون به منعمل بالفعل خاصة إذا ما استطاعوا التوصل إلى حل لإحدى المشكلات الحقيقية ،حتى ولو كانت مشكلة بسيطة .
3ـ تعلم الطلاب المثابرة والدأب والبحث عن المعلومات في مصادرها الأصلية ،مما ينمي في شخصياتهم روح البحث العلمي منذ الصغر .
4ـ هذه الاستراتيجية التدريسية تجعل الطلاب يعيشون الواقع الحقيقي الذييحيط بهم وبمدرستهم ، فلا ينفصلون عنه مع مدرسيهم في حجرات الدراسة وبيندفات الكتب فقط .
5ـ بما أن الطلاب سوف يتقاسمون العمل ، ثم يعودون فيجتمعون ليتناقشوا فيماجمعوا من بيانات ومعلومات فإن ذلك سوف ينمي فيهم روح التعاون البناء ، وكذاالمنافسة الشريفة ، وهذه قيم تربوية قيمة ينبغي الحرص عليها .
6ـ إذا استطاع الطلاب بالفعل التوصل إلى حل لإحدى المشكلات ، فإن ذلك يضيفبعداً طيباً في تنمية المجتمع المحيط من خلال جهود طلاب المدرسة كما أنهيسعد المسؤولين المخلصين .
7ـ نجاح الطلاب في حل بعض المشكلات ، حتى ولو كانت بسيطة ، يجعل منهممواطنين مسؤولين مهتمين بمجتمعهم ، وينمي فيهم روح المشاركة الجماعية فيمستقبل أيامهم ، مما يزيح عن كاهل مجتمعاتنا عبئ وسلبية المواطنين الذينينتظرون دوماً أن تهبط عليهم الحكومة بحلول جميع المشكلات
ومن مزايا هذه الاستراتيجية:
1ـ تنمية مهارات التفكير العليا لدى الطلاب ، خاصة مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات والتفكير الناقد .
2ـ زيادة قدرة الطلبة على فهم المعلومات وتذكرها لفترة طويلة .
3ـ زيادة قدرة الطلاب على تطبيق المعلومات وتوظيفها في مواقف حياتية جديدةخارج المدرسة وحل المشكلات العرضية التي تواجههم في حياتهم العملية .
4ـ إثارة الدافعية للتعلم لدى الطلاب والاستمتاع بالعمل .
5ـ تعديل البنية المعرفية لدى الطلاب وتعديل الفهم البديل (الخطأ) لديهم .
6ـ تنمية الاتجاهات العلمية وحب الاستطلاع والمواظبة على العمل من أجل حل المشكلة دون ملل أو يأس .
7ـ زيادة قدرة الطلاب على تحمل المسؤولية وعلى تحمل الفشل والغموض .
8ـ زيادة قدرة الطلاب على الاستفادة من مصادر التعليم المتنوعة والمتعددة ،بحيث لا يعتمد فقط على الكتاب الدراسي كمصدر وحيد للمعرفة .
سادساً : سلبيات استراتيجية حل المشكلات :
1ـ إذا لم يكن المعلم يقظاً لنوعيات المشكلات التي يطرحها الطلاب ، ويدعونالإحساس بها فقد تأتي مشكلات تافهة لا تستحق إضاعة الوقت والجهد والعناء ،أو قد تأتي مشكلات خيالية كبرى يعجز الجميع عن حلها.
2ـ إذا لم يجر تحديد المشكلة بدقة ، وإبعادها بوضوح عن المشكلات الأخرىالغريبة عنها ،فقد يسيح البحث من الجميع ، وتضيع الجهود، ثم لايتوصل أحدإلى النتائج المرجوة .
3ـ إذا لم توزع الأدوار بين الطلاب توزيعاً صحيحاً يتماشى مع قدراتهم ومعالفروق الفردية بينهم ، فقد يعجز البعض منهم عن الوفاء بما تعهد به ، مماقد يصيب المجموعة كلها بالشلل
4ـ كذلك إذا لم توزع الأدوار بينهم توزيعاً محدداً يبين لكل منهم دورهبالضبط بحيث يكون واضح التحديد بشكل لايقبل الشك ، فإن عملهم قد يتداخلويربك بعضهم بعضاً.
5ـ إذا لم يكن المعلم محنكاً فقد تكون المعلومات التي يجمعها الطلاب غير كافية