[ا/توفيق عزت]

دفاع المخلوع: براءة يا ريس.. الاتهامات باطلة
محامو الشهداء: الإعدام لمبارك.. "العين بالعين"
المحكمة: ارفعوا أيديكم عن القضاة
الدفاع يهاجم النيابة ويقول إنها أمطرت المتهمين باللعنات
وصف الاتهامات بأنها "ما أنزل الله بها من سلطان" تابع الجلسة: فتحي الصراوي - خالد أمين - أحمد مراد - محمدالطوخي
بدأت أمس محكمة جنايات القاهرة جلستها الأولي لسماع مرافعة الدفاع في قضية مبارك ونجليه وسط حضور أمني وصحفي مكثف حيث اكتظت القاعة المخصصة للجمهور بأفراد الأمن المدنيين الذين احتشدوا في المقاعد المواجهة لمنصة العدالة وخلف وأمام وبجانب المحامين الكويتيين الذين حضروا مبكراً لسماع المرافعة.
هاجم الدفاع النيابة في مرافعته وقال إنها امطرت اللعنات علي المتهمين وخرجت عن نطاق الدعوي وأفردت حديثاً طويلاً عن توريث الحكم رغم أنه لا علاقة له بالاتهامات وأنها تناولت زوجة الرئيس السابق بالسوء وهي ليست مهمة في الدعوي ولا من الأشخاص الذين يحاكمون فيها.
أشار الدفاع إلي منهجه في المرافعة التحريرية والشفوية ورغم أنه عاب علي النيابة حديثها في غير الوقائع التي تضمنها قرار الاتهام فإن الدفاع ظل ساعة كاملة يتحدث بعيداً عن قرار الاتهام في حديث عن شخصية مبارك من ولادته حتي تخليه عن المسئولية. ثم استأذن المحكمة أن يستريح قبل دخوله في الحديث عن موضوع الدعوي وقررت المحكمة أن أمام الدفاع 15 دقيقة للاستراحة وعقب رفع الجلسة أخذ اثنان من المحامين المعروفين بتأييدهم للمتهمين يشيران بإشارة النصر إلي جمال وعلاء في قفص الاتهام قبل أن يغادر المتهمون قفص الاتهام وعقب مغادرة المحكمة المنصة للاستراحة ثم أخذا يصفقان.
* ومنذ حوالي الثامنة والنصف صباحاً حضر عدد ممن يطلقون علي أنفسهم أبناء مبارك أمام البوابة الثامنة لأكاديمية الشرطة وأخذوا يرفعون صور الرئيس السابق ويهتفون باسمه ضد الثورة حتي احتشد في مواجهتهم بعض أقارب الشهداء وأهاليهم وأخذوا يرفعون رموزاً للمشنقة إشارة إلي مطالبتهم بإعدام مبارك.
* في قاعة المحكمة حضر المحامي الأصيل للرئيس في حوالي الساعة التاسعة صباحاً وحضر بعده بعض المحامين الكويتيين الذين أخذوا أماكنهم في المقعد الثالث علي الصف المواجه للمنصة.. أقتيد المتهمون إلي قفص الاتهام في حوالي التاسعة و55 دقيقة وانتفض محامي مبارك الأصيل من مقعده إلي منصة المحامين استعداداً للمرافعة بمجرد دخول المتهمين قفص الاتهام وقبل أن تعتلي المحكمة منصة العدالة.
* عقدت الجلسة برئاسة المستشار أحمد رفعت وعضوية المستشارين محمد عاصم بسيوني وهاني برهام بحضور المستشارين مصطفي سليمان المحامي العام الأول لنيابات استئناف القاهرة وعاشور فرج ومصطفي خاطر ووائل حسين وأحمد حسن محامي العموم بالمكتب الفني للنائب العام بأمانة سر سعيد عبدالستار وماهر حسين.
* أشرف علي تأمين القاعة اللواء محسن مراد مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة واللواء عماد حسين مدير أكاديمية الشرطة ومحمود علي حكمدار القاهرة واللواء ماجد نوح مدير قوات الأمن المركزي واللواء حسن السوهاجي نائب مدير مباحث القاهرة واللواء نبيل العشري نائب مدير شرطة النجدة واللواء محمد العياط والعميد أحمد عبدالعزيز والعقداء أحمد طرخان وسعيد سليمان وفتحي العيسوي وهشام زيد وأيمن صفر وحسن زيور وأيمن حمودة والنقيب هبة عبدالوهاب الضابط بالأكاديمية.
* بدأت المحكمة الجلسة بالنداء علي المتهمين حيث أجابها حسني مبارك بقوله "موجود" كررها مرتين وقطع صوته صوت شبه جهاز الموبايل فطلبت المحكمة من الحرس معرفة مصدر هذا الصوت فأخبرها بأنه أحد الأجهزة ثم استمرت المحكمة في النداء علي بقية المتهمين حيث أجابها المتهم علاء مبارك بقوله "أفندم" وكذلك بقية المتهمين عدا المتهم الأخير عمر الفرماوي الذي زاد "أفندم سيادة الرئيس".
بدأ الدفاع مرافعته بقوله تعالي "ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا. ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته علي الذين من قبلنا.. ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا". واستأذن المحكمة في البداية بالإشارة إلي النهج الذي سيتبعه في المرافعة وأضاف أنه سيتقدم للمحكمة بمذكرة تحريرة استكمالاً لمرافعته الشفوية كما سيتقدم بجميع حوافظ المستندات في آخر الجلسة. مؤكداً أنه يترافع بمفرده عن مبارك ونجليه كما سيشترك مع زميلين آخرين في المرافعة عن حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق. حبيب العادلي فيما يذكره من أقوال عن مبارك لأن هناك أموراً أخري تخص آخرين في هذه التهمة. وأشار الدفاع إلي أن منهجه سيتناول تهمة استغلال النفوذ بالتفصيل ثم يتناول بقية الاتهامات وينتقل بعدها للتهم المنسوبة لعلاء وجمال.
أكد الدفاع أنه لن يتلزم بإبداء الدفوع الإجرائية في أول المرافعة كما جرت العادة وأنه سيخالف المنهج حتي لا يظن أحد أنني أريد الفرار من موضوع القضية. وقال إنه لابد من كلمة في البداية للرد علي كل ما قيل مشيراً إلي أن كتاب التعليمات العامة للنيابات وكتاب آخر من وضع وتأليف المستشار سمير ناجي بعنوان آداب مرافعة الادعاء لأن المادة 307 من قانون الإجراءات الجنائية حددت نطاق الدعوي أمام المحكمة من حيث أشخاص المتهمين ووقائع الدعوي والتهمة والتكييف القانوني لها والتي هي ملك للمحكمة.
قال الدفاع إن المسألة الأخري أن المادة 1130 من التعليمات العامة للنيابات تقول: يجب علي المترافع أن يتجنب التجريح للمتهم أو التنديد به في غير ما يقتضيه بيان الدليل وإظهار مدي الخطورة المبررة لتوقيع ما تطلبه النيابة من عقاب.
وأشار إلي أن رفع ممثل الاتهام في المحاكمة عن مستوي الدفاع درجة وارتفاع منصته عليه وجلوسه علي يمين المحكمة وعلي ذات المستوي لا يتميز علي خصمه في الحقوق ولكن ليتميز عن الدفاع في الأداء. بموضوعية مطلقة بحيث لا يتوجه في كلامه إلا إلي المحكمة ولا يتوجه إلي الجمهور ليدغدغ مشاعر الناس ويثير غضبهم وكراهياتهم بعيداً عن نطاق الدعوي.
قال إن هذه الأصول وكان الرجاء ألا يجري خروج عليها وكان المأمول أن يكون الحديث الذي سمعناه من النيابة ينصب علي وقائع الدعوي وأدلتها وما يرتبط بها. لكنها راحت تستمطر اللعنات بآيات محكمات لا محل للاستشهاد بها في القضية. بينما أفرد أحد السادة ممثلي الاتهام حديثاً طويلاً عما أسماه قضية توريث الحكم.. وتساءل هل حضراتكم هنا تبحثون في قضية توريث الحكم وهل هذه هي الوقائع؟ ثم أضاف وفي إطار الخروج عن نطاق الدعوي تناول كذلك زوجة الرئيس السابق بكل سوء. ورغم أنها ليست متهمة في الدعوي وليست من بين الأشخاص الذين يحاكمون مما آلم كل الناس. وأضاف أن ممثل ادعاء آخر تحدث عن مسئولتين إحداهما مكتبة الإسكندرية والأخري السبيكة الذهبية المنسية قائلاً إن هذين الموضوعين تم التحقيق فيهما وانتهيا إلي أنه لا وجه لإقامة الدعوي الجنائية ضمنياً. إذا وقد صدر فيهما أمر بألا وجه لإقامة الدعوي فما المبرر للحديث عنهما أمام المحكمة التي تحاكم المتهمين. في الوقائع التي اتهموا بها. ولكن سرعان ما كشفت النيابة الحكمة من هذا الخروج لتجرح المتهم وتقول إنه لم يكن طاهر اليد. ودل هذا علي أن المرجوا كان اتهامات وكلاماً غير قائم في الدعوي لمزيد من التشهير والتجريح بغير أساس. وهو ما أدي إلي أن بعض زملائي المحامين قد حذوا حذوهم وقالوا عن مبارك ما ليس فيه. واستكمل حديثه قائلاً "بئس الهدف والمصير والصنيع" وأشار إلي قوله تعالي "إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم".
أضاف الدفاع أن في جميع المحاكمات فإن ما يهم المحكمة أن تتعرف في ساحتها وليس في ساحة أخري علي شخصية المقدم للمحاكمة وأن تري ماضيه ما صنع فيه وفي حاضره بما يعينها علي تقدير الواقعات المنسوبة إليه حق قدرها ومن بعد إذا رأت تحقق مسئوليته يكون تقدير العقاب.
وأشار إلي أن هذا هو ما جاء في علم النفس الجنائي الذي يؤكد علي معرفة شخصية المتهم.
ثم بدأ الدفاع في حديثه عن حسني مبارك فقال إنه يترافع عن رجل عمل في خدمة مصر طوال 60 عاماً أو يزيد. 30 عاماً منها في خدمة القوات المسلحة و30 آخرين في رئاسة الجمهورية فهو تاريخ طويل حافل وملئ بالأحداث وملئ بالنجاح والإخفاق وعدم التوفيق لأنها رحلة طويلة والإنسان لا يوفق أبداً إلا بتوفيق من الله سبحانه وتعالي.. ووجب علي الدفاع أن يبين للمحكمة في ساحتها من هو حسني مبارك الذي اتهم بالاشتراك في القتل واستغلال النفوذ وتظفير الغير بالربح واتهم بتهم ما انزل الله بها من سلطان وجميع التهم ذات عقوبة مغلظة.
فمبارك ولد في 4 مايو عام 1928 في كفر مصيلحة بالمنوفية وقال الدفاع إنه يقف عند فر مصيلحة التي أنبتت شيخ شيوخ القضاة في مصر وهو عبدالعزيز باشا فهمي الذي كان حريصاً رحمه الله علي أن يتوجه كل أسبوع إلي قريته فيلتف حوله شباب القرية للاستزادة من علمه وخبرته فكان من بين هؤلاء الشباب حسني مبارك الذي تعلم من العلم الوافر لعبدالعزيز باشا فهمي وتخلق بخلقه الكريم وكان طبيعياً أن يكون عبدالعزيز باشا فهمي هو قدوته وتمني مبارك أن يصير مثله بعد أن غرس فيه المبادئ السامية المتعلقة بضمير القاضي وعزة القاضي وغضب القاضي لاستقلاله وسلطانه وتلك هي المبادئ المترسخة في نفس مبارك وهو في ريعان الشباب وهي مبادئ تصنع ممن تشربها رجلاً شامخاً أبياً يقدس العدل وينبذ الظلم ولا يجرؤ علي محارم القانون ولئن كانت أمنية الشاب حسني مبارك هي الالتحاق بكلية الحقوق لكي يصير قاضياً أسوة بعبدالعزيز باشا فهمي إلا أن الله دفع به إلي طريق لا يقل شأناً عن سلك القضاة وهو طريق فخر واعزاز وإباء "طريق القوات المسلحة" التي تحمي الوطن والمواطنين في الحرب والسلم .
الدفاع: لا وجه لإقامة الدعوي ضد مبارك والدليل "إحالة العادلي"
تناول الدفاع التهمة الأولي وهي الاشتراك بطريق الاتفاق مع حبيب العادلي في قتل المتظاهرين عمدا وقال إن حديثي في هذه التهمة يتضمن عدة بنود الأول يخص مبارك وحده وهو الدفع بعدم قبول الدعوي الجنائية لصدور أمر ضمني بأن لا وجه لإقامة الدعوي عليه في 23 مارس الماضي في القضية الخاصة بالعادلي.
سرد الدفاع تفصيلات دفاعه بأن الأمر بالا وجه لإقامة الدعوي أن يكون بالكتابة إلا أنه قد يستنتج بحكم اللزوم العقلي من فعل أو تصرف ينم حتما عن صدور هذا الأمر.. وقال إن التحقيقات تناولت وقائع معينة واسماء متهمين نسب إليهم أنهم ضالعون في هذا الفعل بصوفهم شركاء ثم أتي أمر الإحالة غير متضمن اسم أحد هؤلاء الذين ترددت اسماؤهم في الوقائع التي تضمنتها التحقيقات مثل مكتبة الاسكندرية والسبيكة الذهبية.
أضاف الدفاع أن النيابة حققت طويلا في الجناية الخاصة بحبيب العادلي وكثيرون تناولوا مبارك بالاتهام في التحقيقات تارة بأنه اشترك مع باقي الضباط واصدر الأمر.. والطريف أن واحدا من هؤلاء جاءت أقواله بحذافيرها في أمر الاحالة وهي أنه سعي جهده لقتل البعض إخافة للآخرين ليضمن استمراره في الحكم وهذا التعبير جاء علي لسان أحد المبلغين ونقل بالحرف في أمر الاحالة لكن النيابة اصدرت في 23 مارس قرار الاتهام بإحالة العادلي ومن معه إلي الجنايات دون إدراج مبارك في هذا الاتهام.
قررت المحكمة في نهاية الجلسة التأجيل لجلسة اليوم لاستكمال مرافعة الدفاع
300 مؤيد و15 معارضاً خارج الجلسة
شهدت الساحة الأمامية لأكاديمية الشرطة بالتجمع الأول أمس أثناء نظر قضية محاكمة الرئيس السابق "مبارك" ونجليه علاء وجمال ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من مساعديه ورجال الأعمال الهارب حسين سالم أثناء سماع مرافعة دفاع مبارك.. توافد العشرات من مؤيدي الرئيس السابق مستقلين سيارات "ميكروباصا" وبلغ عددهم ما يقرب من 300 مؤيد.
قام أنصار مبارك برفع صوره ورددوا هتافات مؤيدة له وتمثلت في "البراءة لنسر أكتوبر.. يا مبارك ارفع راسك احنا واثقين في اخلاصك.. يا محامين المدعين بالحق المدني الصدمة جاية جاية.. كما قاموا بشراء المأكولات وتوزيعها علي جنود الأمن المركزي المكلفين بتأمين المحاكمة وتأمين المنطقة المخصصة لأبناء مبارك.. كما توافدت أعداد أخري من أنصار مبارك من مختلف محافظات الجمهورية لتأييده وقام أبنا مبارك "بغناء" النشيد الوطني.
حضرت عرافة الرئيس السابق محمد حسني مبارك "ماجدة" وبصحبتها ابنها وجلسا بعيداً عن المكان المخصص لأنصار مبارك.. وقالت إن كافة التهم الموجهة لمبارك ونجليه جمال وعلاء ملفقة وإنها تحذر من عواقب ظلم مبارك.
عدد قليل من أهالي الشهداء والمصابين كانوا خارج الأكاديمية في جلسة أمس بلغ عددهم ما يقرب من 15 شخصا رفعوا لافتات صور لمبارك وحول عنقه حبل المشنقة كما أحضر أحدهم قفصا حديديا وبداخله دمية نائمة علي سرير وترتدي نظارة سوداء تمثل مبارك بقفص الاتهام.. كما أحضر آخر عصا خشبية معلق عليها 11 دمية لونها أحمر وعلقها من رقابها بحبل في تلك العصي مطالباً بأن يكون مصير مبارك ونجليه والعادلي ومساعديه الإعدام مثل تلك الدمي.. كما حمل والد الطفل الشهيد محمد حسن ملابس ابنه الملطخة بالدماء والذي أصيب بطلق ناري في الصدر والبطن.
http://www.algomhuria.net.eg/algomhu...e/detail01.asp