ــ 2 ــ
سُبحانَ رَبِّيَ العليِّ الأَعلى الوَهّاب
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ، والله أكبرُ كبيراً ، اللهُمّ إنّي أعُوذُ برِضاكَمِن سَخَطِك ، وبمُعافاتِك مِن عُقُوبتِك، وأعُوذُ بكَ مِنكَ لا أُحصِي ثناءً عليكَ ، أنتَ كما أثنيتَ على نفسِك .
سُبحانَ الله وبحمدِه ، عدَدَ خلقِه ، ورضاءَ نفسِه ، وزِنَةَ عَرشِه ، ومِدادَ كلماتِه .
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً ، قَيِّماً . تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ ، لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ، الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا .
الحمدُ لله الذي لا يَنسَى مَن ذكرَه ، الحمدُ لله الذي لا يخيبُ مَن دعاه ، الحمدُ لله الذي لا يَكِلُ مَن تَوكّلَ عليه إلى غيرِه ، الحمدُ لله الذي هو ثقتُنا في كلِّ حِينٍ ، وحِينَ تَنقطِعُ عنَّا الحيَل ، الحمدُ لله الذي هو رَجاؤنا حِينَ تَسُوءُ ظُنُونُنا بأعمالِنا ، الحمدُ لله الذي يَكشِفُ ضُرّنا وكربَنا ، الحمدُ لله الذي يجزِي بالإحسانِ إحساناً ، الحمدُ لله الذي يجزِي بالتقصيرِ عَفواً الحمدُ لله الذي يجزِي بالصبرِ نجاةً .
الْحَمْدُ لله الغفورِ الودود ، الكريمِ المقصود ، الملِكِ المعبود ، القديمِ الوجود ، العميمِ الجود ، لا يخفَى عليه دبيبُ النملةِ السوداءِ في الليالي السود ، ويسمَعُ حسَّ الدودِ في خلالِ العود ، ويرَى جريانَ الماءِ في باطنِ الجُلمُود ، وتردّدَ الأنفاسِ في الهبوطِ والصعودِ ، القادرِ فما سواه بقدرتِه مَوجود ، وبمشيئتِه تصاريفُ الأقدار ، وبحكمتِه وقسمتِه الإدبارُ والسُّعُود ، أبادَ بسطوتِه قومَ نُوح ، وأهلكَ عاداً وقومَ هود ، وسلّطَ ضعيفَ البعوضِ على الطاغيةِ نمرود ..
الْحَمْدُ لله مُنشِئِ الموجودات ، وواهِبِ الحياةِ ، وباعِثِ الأموات ، وسامعِ الأصواتِ ، ومجيبِ الدعوات ، وكاشفِ الكرُبات ، عالمِ الأسرار ، وغافِرِ الإصرار ، ومُنجي الأبرار ، ومُهلكِ الكفّار ..
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ ، وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ،وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ، إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً .
سُبحانَالأوّلِ الذي ليسَ له ابتداء ، الآخرِ الذي ليسَ له انتهاء ، الصمدِ الذي ليسَ له وُزراء ، الواحِدِ الذي ليسَ له شُركاء .
سُبحانَالعليمِ الخبير ، القديرِ السميعِ البصير ، المنفرِدِ بالتدبير ..
سُبحانَ مَن نوّرَ بمعرفتِه قلوبَ أحبابِه ، وطهّرَ سرائرَهم فتمتّعُوا بخطابِه .. يا خيبةَ مَن لم يؤيّدْه الحكيمُ الحليم ، يا حسرةَ مَن لم يقبلْه الملِكُ العظيم ، يا مُصيبةَ مَن فاتَه هذا الجودُ العميم ..!
إلهي كيفَ يحيطُ بكَ عقلٌ أنتَ خلقتَه ؟!
أم كيفَ يُدركُكَ بصرٌ أنتَ شققتَه .؟
أم كيفَ يدنُو منكَ فِكرٌ أنتَ وفّقتَه ؟
أم كيفَ يُحصِي الثناءَ عليك لسانٌ أنتَ خلقتَه وأنطقتَه .؟