
22-01-2012, 08:20 AM
|
عضو لامع
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 29
|
|
آمنة نصير : أرفض كلمة " أرحل " .. ولابد أن نرفع لهم القبعة بكل تقدير واجلال !
موضوعات كثيرة طرحت نفسها خلال حوارنا مع الدكتورة آمنة نصير عميدة كلية الدراسات الاسلامية بنات سابقا واستاذ العقيدة والفلسفة الاسلامية، منها مثلاً رأيها فى تذبذب موقف المؤسسات الدينية من الثورة ، إلي جانب الخلط بين الدين والسياسية ومطالبات البعض بضرورة الفصل بينهما لاقامة دولة حديثة ، بالإضافة لنقاط اخرى سنعرفها في الحوار التالي ..
كيف ترين موقف المؤسسات الدينية من الثورة والذى تغير 180درجة عقب سقوط النظام ؟!
الخطاب الدينى طوال تاريخ الخلافة الاسلامية وحتى عصرنا الحالى لديه رغبة فى الاستقرار بشكل غير وجيه انطلاقا من ( اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم ) واعتبروا أن طاعة ولى الامر جزء اصيل فى عقيدة المسلم ، وهذا ما نراه فى الخطاب الدينى ويشكل " فجاجة " لدى تيار جاء إلينا من دول الجوار تعلم اصحابه الاستكانة والطاعة ولهم مقولة شهيرة وهي ( طاعة ولى الامر واجبة وحتى وان أخذ مالك وجلد ظهرك ) وهذا فريق له نظرياته فى مسألة التوسع فى طاعة ولى الامر وانها واجبة ولا يجوز الخروج عليه خشية الفتنة ، وهناك فريق اخر نظر إلى الخروج على ولى الامر باعتباره جزء اصيل فى الحركة ضد الظلم وغياب العدل ، وكل منهم استخدم النص وطوعه لما يريده أو لما يهواه ، وهذه حقيقة لا ينكرها أى طرف وهى ثقافة وجدت فى العصور الوسطى فى أوروبا وعندها ثار الفلاسفة على سطوة الكنيسة فى هذه الفترة وطالبوا بفصل الدين عن الدولة نتيجة سطوة الكنيسة وخنوع بعض الناس لهذا الامر ، وان كنت لا اود ان نفعل هذا فى ديارنا الاسلامية لهذا المدى .
معنى كلامك انك لست مع من يطالب بضرورة فصل الدين عن الدولة ؟
طبعا هذه الفكرة لا تصلح لدينا ولكن ما يصلح هو " المصالحة السياسية " على أسس وقواعد العقيدة الاسلامية وهى قيمة كرامة الانسان وقيمة الحرية للانسان ونتعلم كيفية نقد الحاكم بشكل بناء وليس فيه تجريح وليست الثورة فى كل فترة ، فهذه هى اللغة المستقيمة والعلامة الناضجة التى يجب ان تكون بين الحاكم والمحكوم ، واذكر بأن مسئولية الحاكم تنطلق من مقولة سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين قال (لو عثرت بغلة فى بغداد لحاسبنى الله عليها لماذا لم امهد لها الطريق ) وهذا هو الخليفة الثانى فى القرن الاول الهجرى .
ومن وجهة نظرك كيف نخرج من حالة اللغط التى نعيشها هذه الايام ؟
يجب أن نكون تعلمنا الدرس جيدا بأن نبتعد عن نفاق الحاكم ونصل إلي مرحلة الغواية وعندها حدث ولا حرج ، وهذا ما حدث لنا فى العقود الماضية
ما هى الرسالة التى تريدين ارسالها للشعب المصرى بصفة عامة ؟
اناشد الشعب المصرى ان يبتعد عن غواية الحاكم وعلى الوجه الاخر لابد ان نتعلم نقد الحاكم بشكل بناء ومهذب وقوى وناضج ولا نخشى فى الحق لومة لائم ، ووقتها سيعرف الحاكم قيمة الرعية وفى نفس الوقت تمارس الرعية دورها ، لذا اتمنى ان نخرج من هذه التجربة القاسية التى نعيشها الان بسياسة فيها بعد نظر ونضج ورسم عقود المستقبل على اسس قوية .
وما تعليقك على دعوات البعض من الفصل بين المجلس العسكرى والجيش ؟
لابد ان يكون لدينا الوضوح الكافى فى نظرتنا للامور ، فأنا اضع المجلس العسكرى فى خانة الفرسان عندما قاموا بحماية الثورة ، ومهما قيل إلا انها فى النهاية لم تغرقنا بشكل دموى الذى نراه فى بعض دول الجوار ، وفى نفس الوقت لابد أن نختار الرئيس الذى نوليه ويعلم جيدا بأنه ليس افضل منا ، ويجب أن نشكر الله لهم ونشكرهم وليعودوا الى ثكناتهم ومسئولياتهم الاصيلة وهى مقدسة لدينا ونحترمها ، لكن لا يجب ان نخلط الاوراق .. فنحن شبعنا من هذه الانظمة العسكرية لاكثر من 6 عقود وفيها الكثير من السلبيات ودعونا ناخذ الطريق والحكم المدنى من أحد افراد أهل المدنية ويتحمل المسئولية ونحاسبه ونطلب منه ونعززه ونرضى به ونغضب منه .
اشعر انك تودين المطالبين برحيل العسكرى يوم 25 يناير القادم وسقوط الشرعية عنه ؟
كلمة " أرحل " هذه لا احبها وأرفضها تماما ، فيجب ان نتعلم اصول النقد المهذب لاننى دوما اضع امام عينى قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( ليس منا من لا يوقر كبيرنا ولا يرحم صغيرنا ) والتوقير يختلف عن النفاق والمجاملة فهذه هى الخيوط الرفيعة التى يجب ان نلتفت اليها ، ثم ان منتصف يونيو القادم وهو موعد تركه السلطة ليس ببعيد .
وبم تصفين اصرار البعض على رحيله قبل هذا الموعد ؟
اعتبر هذا نوعاً من التمرد غير المنضبط ، فنحن تعلمنا إما ننافق ونستكين وإما نتمرد ، فالمفترض ان ننتظر حتى موعد تركه للسلطة ثم نشكره ونرفع لهم القبعة بكل تقدير واجلال .
وما رايك فى وثيقة الازهر التى طرحت مؤخرا ؟
لا احب التعليق على هذا الموضوع .
http://shabab.ahram.org.eg/Inner.aspx?ContentID=9630
|