أغنية للشتاء
.......
ينبئني شتاء هذاالعام
أنني أموت وحدي
ذاتَ شتاء مثله , ذات شتاء
يُنبئني هذاالمساء
أنني أموت وحدي
ذات مساء مثله ، ذات مساء
و أن أعوامي التي مضت كانت هباء
وأنني أقيم في العراء
.......
ينبئني شتاء هذا العام أن داخلي
مرتجف بردا
و أن قلبي ميت منذ الخريف
قد ذوى حين ذوت
أولُ أوراق الشجر
ثم هوى حين هوت
أول قطرة من المطر
و أن كل ليلة باردة تزيده بُعدا
في باطن الحجر
و أن دفء الصيف إن أتى ليوقظه
فلن يمد من خلال الثلج أذرعه
حاملة وردا
.......
ينبئني شتاء هذا العام أن هيكلي مريض
وأن أنفاسيَ شوك
و أن كل خطوة في وسطها مغامرة
وقد أموت قبل أن تلحق رِجلٌ رِجلا
في زحمة المدينة المنهمرة
أموت لا يعرفني أحد
أموت لا يبكي أحد
و قد يُقال بين صحبي في مجامع المسامرة
مجلسه كان هنا , و قد عبر
فيمن عبر
يرحمُهُ الله
.......
ينبئني شتاء هذا العام
أن ما ظننته شفايَ كان سُمِّي
و أن هذا الشِعر حين هزَّني أسقطني
ولستُ أدري منذ كم من السنين قد جُرحت
لكنني من يومها ينزف رأسي
الشعر زلَّتي التي من أجلها هدمتُ ما بنيت
من أجلها خرجت
من أجلها صُلبت
و حينما عُلِّقتُ كان البرد و الظلمة والرعدُ
ترجُّني خوفا
و حينما ناديته لم يستجب
عرفتُ أنني ضيَّعتُ ما أضعت
.......
ينبئني شتاء هذا العام أننا لكي نعيش في الشتاء
لابد أن نخزُنَ من حرارة الصيف وذكرياتهِ
دفئا
لكنني بعثرتُ في مطالع الخريف
كل غلالي
كل حنطتي , وحَبِّي
كان جزائى أن يقول لي الشتاء أنني
ذات شتاء مثله
أموت وحدي
ذات شتاء مثله أموتُ وحدي
.......