عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-02-2012, 12:41 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 29
abomokhtar is just really nice
New البرادعي.. والمربع رقم صفر

بقلم/ حمادة نصار
يرى البعض أنّ الثورة لم تحقق شيئا ًمن أهدافها, وما تحقق تمّ اختطافه لصالح البعض, حيث نجح أقوام في سرقتها والالتفاف علي مكتسباتها.
ويرى آخرون أنّ الثورة قد حققت إعجازا ً وليس مجرد إنجاز, والأمر يتطلب نوعاً من الهدوء والاستقرار لتحقق كل أهدافها, وأنّ الاستعجال في التطهير لكل مؤسسة من مؤسسات الدولة يؤدي بدوره إلي عواقب وخيمة أقلها ثورة مضادة من كل من سيتضرر من عملية التطهير.
وسيخلق هذا الأمر للثورة أعداء لا قبل للثورة الوليدة التي لم تشب عن الطوق بعد بهم , إذاً الأمر يتطلب قليلاً من التريث, وعلى هذا يصبح من الضروري علي العقلاء التفرقة بين الرغبة الملحة في تحقيق المزيد من الانجازات, وبين إنكار كل ما حدث من استحقاقات وعلي رأسها الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي شهد لها العالم كله بالنزاهة والشفافية.
وذلك لأنّ الديمقراطية أو الإصلاح الكامل لن يتحقق بلمسة زر, وإنّما يحتاج إلي سنوات من التراكم والخبرة وإصلاح الأخطاء, وخاصة أنّ البلاد تعاني من فساد ممنهج ولعقود عدة مضت.
وطالما أنّ الوقت كان يوما ً جزء ً لا يتجزأ من المشكلة, فلابد وأن يكون كذلك جزء لا يتجزأ من الحل.
واعتقد أنّ كل فريق قد يكون محقاً فيما ذهب إليه نظرا ً لوضعه الراهن في المعادلة الحالية:
فالإسلاميون الذين عانوا طويلاً من التهميش المتعمد والنسيان الطويل والإهمال المقصود وبقرارات فوقية , حيث تمّ استبعادهم سنوات وسنوات عن المشهد السياسي والثقافي والإعلامي, يرون اليوم أنّ الثورة قد ردت إليهم حقهم الأصيل حين ساهمت في تحويلهم من شرائح مهمشة لا ينظر إليهم ولو بمؤخرة العين.
إلي قوم يتصدرون المشهد, بل ويمتلكون حق وضع السياسات الزمنية الملزمة افعل ولا تفعل!!, ويصبح رأي الناس لرأيهم تبع!!, يرون أنّهم قد تبادلوا الأدوار علي طريقة لعبة الكراسي الموسيقية مع النخب التي تمّ استئناسها وتدجينها وضمها خوفاً وطمعاً في حظيرة وزير الثقافة ذي الخبرات المزدوجة!!.
تلك النخب التي كانت تتصدر المشهد بالأصالة وبالتبع!!, في ماضي الأيام.
وفي المقابل يري الآخرون أنّ الأمور لو سارت بهذه الطريقة فلن يكون لهم ناقة ولا جمل ولا عنزة ولا حمل في الأمر, وأنّ التهميش سيصيبهم عاجلاً أو آجلاً ولن يكون بقرار فوقي علي طريقة تهميش الإسلاميين, ولكنه سيأتي كنتيجة حتمية وإفراز طبيعي للإرادة الشعبية الحرة والعقل الجمعي ذي الذاكرة القويّة الذي لا يري في القوم إلا صوراً كربونية شائهة لتنابلة السلطان ومهرجي السرك!!
ومن هنا تفتقت أذهان البعض عن فكرة شيطانية وهي محاولة إقناع الجماهير أنّ الحال في مصر بعد مرور عام كامل علي ثورتها الميمونة لا يختلف كثيراً عن الحال التي كانت سائدة قبل الثورة, والتي مهدت بدورها لقيامها وهو ما يعرف في اصطلاح القوم بالانسداد السياسي, وهو ما يحتم علينا القيام بثورة جديدة تعيد ترتيب أوراق الكوتشينة مرة أخري.
وهذا بدوره لا يعيد الأمور إلي المربع رقم صفر يوم أن أعلن المخلوع تنحيه عن الحكم, لأن هذا لا يفيدهم في شيء, بل يعيدها إلي مربع سالب واحد أي قبل الثورة نفسها.
وهذا بالضبط هو ما فعله د/ البرادعي حين أعلن انسحابه المفاجئ من نية الترشح لرياسة الجمهورية , وذلك بعد أن قرأ الرجل المشهد السياسي جيداً وأيقن أنّ نتائج الصناديق تشير بما لا يقبل الجدل.
أنّ الرجل إن سارت الأمور علي طبيعتها فسوف تلقي به خارج المشهد تماماً وسوف يصبح أثراً بعد عين وعندها سينساه الناس كأنّه من هوان الخطب ما كان, فقرر أن ينسحب من مواكبة الركب ومسايرة ما تمّ التوافق عليه بموجب خريطة الطريق, معللاً ذلك القرار بقوله: "بعد عام من الثورة لم يتغير شيء, كأنّ ثورة لم تقم وكأنّ رئيساً لم يسقط".
وهي محاولة يائسة بائسة منه لحفظ ماء الوجه, ورغبة من الرجل في الخروج الآمن وهو في النهاية حر في كل ما يختاره لنفسه, لكنه ليس حرا ً في محاولته تفجير الوضع الراهن بحجة أنّنا في حاجة ماسة إلي ثورة جديدة وهي محاولة لوضع العصي في العجلات, ليس حراً في اختيار التوقيت وهو يعلم تماماً أنّ تصرفاً كهذا يصب في خانة الفوضى وما يترتب عليها من نار ودمار لا يبقي ولا يذر.
وهذا لا يعني أنّي أري الدنيا ربيع والجو بديع وأنّ المجلس الأعلى للقوات المسلحة فوق الشبهات , وأنّه حقق ما كان يتوقعه الشعب منه.
كلّا.. وألف كلّا.. ولكن قليل نؤدي شكره خير من كثير لا نطيقه
كما تقول الحكمة المأثورة

http://www.egyig.com/Public/articles...27826040.shtml
__________________
رد مع اقتباس