عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-02-2012, 10:19 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

2- التزام الأنبياء بهذا الأمر
والاستغفار أيضاً هو فعل الأنبياء وقولهم وهجيّراهم، ولا أدل على ذلك من قوله _تعالى_ متحدثاً عن داود _عليه السلام_: "وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ" (صّ من الآية24)، فإن داود _عليه السلام_ حين حكم في مسألة الخصمين اللذين جاءا يختصمان إليه، ظن أنه ابتلي، فلم يجد ملجأ إلا الله _سبحانه وتعالى_ فاستغفر ربه، ولم يفكر بأي شيء آخر سوى الاستغفار والإنابة.
ولما علم الله منه حسن التوبة والاستغفار والإنابة، جاء التعقيب بعد ذلك مباشرة "فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ" (صّ:25).
وكما لا يخفى فقد أفادت الفاء الترتيب مع التعقيب، فجاءت المغفرة مباشرة، وأصبحت منزلته أعلى من ذي قبل.
والذي يهمني هنا التأكيد على مسألة اللجوء إلى الله واستغفاره حين يفعل المرء شيئاً، يرى أنه أخطأ أو قصر أو تجاوز فيه.

كما أن هذا هو فعل نبينا محمد _صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم_ حيث امتثل للأمر بالاستغفار، ففي (صحيح مسلم) عن ثوبان _رضي الله عنه_ "كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا..." بل كان _عليه السلام_ يفتتح صلاة الليل بذلك، فعن عائشة _رضي الله عنها_ قالت: "كان إذا هبّ من الليل كبّر عشراً وحمد عشرا،ً وقال: سبحان الله وبحمده عشراً، وقال: سبحان الملك القدوس عشراً، واستغفر عشرا،ً وهلل عشراً..." (أخرجه 0أبو داود في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح).
إن امتثال النبي _صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم_ للأمر بالاستغفار فيه إشارة للأمة من بعده لامتثال هذا العمل في حياتهم، كيف وهم يقارفون الذنوب والآثام، فحاجتهم إليه أعظم.
فإذا كان النبي _صلى الله عليه وسلم_ وهو يفتتح طاعة وينصرف من طاعة يستغفر الله، وإذا كان قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يستغفر الله، فما بالنا نحن الضعفاء؟!


__________________