عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-02-2012, 03:00 PM
الصورة الرمزية مسترسمير إبراهيم
مسترسمير إبراهيم مسترسمير إبراهيم غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 5,807
معدل تقييم المستوى: 21
مسترسمير إبراهيم is on a distinguished road
افتراضي الجمل سفينة الصحراء

أيات الرحمن في خلق الحيوان "2"


: طلعت الغندور
خلق الله تعالي الكون وأودع فيه أيات باهرة تدل على قدرته وتبرهن على وحدانيته وهي كثيرة جدا فكم فيه من سماوات وكواكب زاهرات ونجوم نيرات وأفلاك دائرات وفضاء شاسعات وبحار زاخرات وأمواج متلاطمات وحيوانات ونباتات تتشابه أو تختلف في شتى أنواع الطعوم والالوان والاشكال والصفات .
يقول الدكتور سامح محمد عرابي عفيفي المدرس بقسم التغذية والتغذية الاكلينيكية بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة استكمالا لسلسلة " أيات الرحمن في خلق الحيوان " ان عالم الحيوان مليئ بالاسرار والمعجزات والعبر والعظات وربما اكتسبنا بعض الخبرات من خلال التأملات فى تلك الآيات وفى الخصائص والصفات التى يتمتع ويتصف بها كل حيوان من الحيوانات .ومن هذه الحيوانات الجمل الذي اطلق عليه سفينة الصحراء لتحمله كافة الظروف القاسية وتكيفه مع درجات الحرارة المرتفعة بالنهار والمنخفضة بالليل وهو السائد في جو الصحراء .
أشار د. سامح العرابي ألي أن الله وجه نظرنا الي كيفية خلق الآبل ودعانا الى التفكير في ذلك بقوله تعالي في سورة الغاشية " أفلا ينظرون الى الابل كيف خلقت " الاية 17. ولو تناولنا الاية نجد انها وجهت الآنظار للآبل وخلقها وكذلك السماء ورفعها والجبال ونصبها والارض وتسطحها وكأن الاربعة أشياء عظيمة عند الله عز وجل ومتساوية في مقدار عظمة خلقها فلذلك سنتناول باذن الله تعالي الاعجاز في سلوك وخلق ووظائف الآبل وكذلك تمييزها عن باقي الحيوانات في كافة الخصائص والصفات والطباع والسلوك والوظائف .


عيون الآبل:


تتميز الابل ببصر حاد وقوي غير أن عينيه محمية بتركيب أو تجويف عظمي مائل ليقيها من الاشعة المباشرة في النهار وتغطي تلك العيون زوجين من الرموش في الآعلى وفي الاسفل وهذا تميز عن باقي الحيوانات التي تمتلك زوج من الرموش بالاعلي والاسفل ، تتداخل تلك الرموش مع بعضها البعض فتحمي العين من أي رياح ترابية وكذلك تمكنه من الرؤية الواضحة وكانه يرتدي نظارة لحماية عينيه ولرؤية صافية تمكنه من السير في دروب الصحراء و أثناء العواصف الشديدة المستمرة .


منخر الابل:


منخر الابل عبارة عن فتحة أو شق ضيق محاط بالشعر وحواف لحمية كي لايتسلل اليها الذرات الترابية أثناء العواصف أو حتى اثناء التنفس العادي فلا تصاب الآنف وتجاويفها باي اذى أو التهابات ، وكذلك عدم اصابة الجيوب الانفية بأي أمراض لان بطبيعة الحال هناك هبوب مستمر للرياح في هذه البيئة القاسية وكذلك لتضمن عدم تسرب أي اتربة فلا تصاب بامراض الجهاز التنفسي ، وتتميز بحاسة شم قوية جدا على بعد 11 كم وأيضا يحتوي الانف على تجاويف مفيرة مستطيلة ومتعرجة لتلطيف الهواء الداخل سواء كان حار جدا في النهار أو بارد جدا في الليل .
اذن الابل:
تتميز الابل باذن صغيرة الحجم ممتلئة بالشعر لحجز اي اتربة تدخلها فتصيبها باي مكروه كما ان لها القدرة على الانثناء للخلف .


فم الابل:


الشفة العليا مشقوقة وذلك لتسهيل عملية تناول النباتات الشوكية التي تسود هذه البيئة الفقيرة ، فقد سهل الله له كل السبل للتكييف مع مايحيط به من ظروف قاسية فنجد أن الشوك لايؤثر فيه ولا يصيبه باذى أثناء الرعي ويوجد ايضا داخل الفم تركيبات مراشيفية سميكة تمنع أي اصابة بالشوك فهي كالجسم الميت فلا يشعر بوخزها مثلما يشعر الانسان اذا تناول سمكة وأصابته اشواكها ، كما توجد داخل الفم حلمات طويلة نسبيا متجهة للخلف لتسهيل البلع بتحريك الطعام الممضوغ للخلف ناحية البلعوم مع حركة الفكين أثناء المضغ للخارج التي تزيد من كفاءة عملية الطحن للطعام ، كما ان الخدين يسلمان من الاصابة باي مكروه من الداخل بسبب التعامل مع الاشواك وهذا النوع من المضغ .


أسنان الابل:


يمتلك الجمل 34 سنة ويوجد في الفك العلوي وسادة مثل باقي المجترات " بقر أو غنم أو معز" وعندما يقوم بتناول الطعام لايمضغه كاملا ثم يبلعه ولكن يقوم بمضغه مضغ خفيف غير كامل ثم بلعه ثم اعادة ترجيعه الي المرئ من الكرش الى البلعوم والفم فيعيد مضغه مرة اخرى فيما يعرف بعملية الاجترار . لذلك يقال في المثل العربي " انما الجمل من جوفه يجتر" وهذا تفسيره أو مدلوله انه حتى لو مكث الجمل لفترة من غير أن يجد مايأكل تجده يحرك شفتيه ليقوم بمضغ الطعام المأكول من فترة سابقة . والجمل يحتوي على اربع معدات نجد اثنين منهم مندمجين مع بعضهم البعض فتشعر أنهم ثلاث معدات ، وينتج الجمل حوالي 21 لتر من اللعاب يوميا ويكون قوامه لزج يشبه الصمغ فيستطيع التعامل بفضل هذا الافراز مع كل مايتناوله من طعام وهضمه بسبب احتوائه على مركبات هاضمة وكذلك بيكربونات الصوديوم والذي تولد أي حموضة قد تؤثر عليه فلا يصاب بها .


رقبة الجمل:


تتميز رقبة الجمل بأنها طويلة عن باقي المجترات كالبقر والجاموس والغنم والمعز لكي تمكنه من الآكل من الاشجار فنجد الجمل لا يتنافس مع باقي الحيوانات على الرعي الارضي ولكن يستطيع أن يمد رقبته ليتناول الاشجار وأوراقها . وهي ايضا تساعده على احداث توازن أثناء حمل الاثقال بأن يقوم بعد حمل الامتعة وهو جالس بدفع نفسه الى الامام . وايضا تساعده على تنظيف نفسه بالوصول الى اي مكان في جسمه .


سنام الجمل :


سنام الجمل عبارة عن مخزن للدهون يلجأ اليه الجمل عند الاحتياج اليه في حالة ندرة العشب والكلا بأن يقوم بحرق الدهن وتحويله الي طاقة يستفاد بها ، وهو يعتبر علامة من علامات صحة الجمل وياخذ شكل هرمي قمته عريضة في حالة تمتع الجمل بصحة جيدة وفي حالة اصابته بمرض أو تعرضه لفترة قاسية من الجوع يكون حجم السنام صغير ، والجمال من حيث السنام صنفان حيث يمتلك النوع الاول سناما واحدا والنوع الثاني سنامين والاخير يعيش في البلاد الباردة فيحتاج الى امداد قوي يعطيه الطاقة اللازمة له ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصف احد الصنفين من هذه الامة الذين لم يعش ليراهما ان منهما كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كاسنمة البخت والبخت هي الجمال طويلة العنق .
__________________
رد مع اقتباس