إلى أول مقاتل قبل تراب سيناء
صلاح عبد الصبور
ترى ارتجفت شفاهك
عندما أحسست طعمَ الرملِِ والحصباءْ
بطعم الدمع مبلولا
وماذا استطعمت شفتاك عند القبلة الأولى
وماذا قلت للرملِ الذي ثرثرَ في خديك أو كفيك ،
حين انهرتَ تمسيحاً وتقبيلا
وحين أراقَ في عينيكَ شوقاً كان مغلولا
ومد لعشقك المشبوبِ ثوبَ الرملِ محلولا
وبعد أن إرتوت شفتاك ،
تراك كشفتَ صدركَ عارياً بالجرح مطلولا ،
دماً ، ومسحتَهُ في صدرها العريان
وكان الدمعُ والضحكاتُ مختلطينِ في سيماكْ
وكنت تبثُ ثم تعيدُ لفظَ الحب مذهولا
ترى أم كنت مقتصدا ، كأنك عابدٌ
يستقبل النفحات
ويبقى السر طي القلب مسدولا
ترى ، أم كنت تُرخى في حبال الصبر
حتى تُسعِدَ الأوقات
لحين تطولُ كفك كلًّما امتدت عليه الشمسُ والأنداءْ
وتأتى أُمسياتُ الصفوِ والصبواتْ
يكون الحب فيها كاملاً ، والود مبذولا
تنام هناك ، بين ضلوعها ، ويذوب فيك الصمتُ
والأصداءْ
ويبدو جسمُها الذهبي متكئا على الصحراء
يكون الشاهدان عليكما ، النجمُ والأنداءْ
ويبقى الحب للآباد موصولا
الشرح:
ماذا حدث حينما أخذت شفتاك أيها البطل تقبل رمال سيناء بعد أن كانت بعيدة عنك فترة طويلة لقد ارتعشت شفتاك من شدة الشوق واللهفة، وتذوقت للرمل طعما لذيذا، وفاضت دموعك فرحا فاختلط طعم الرمل بطعم الدموع وأخذت تحدث الرمال وأخذت الرمال تحدثك وتمسك بيديك وتحتضن خديك، ولم يكن منك إلا أن سارعت في تقبيلها في لهفة، وانطلق شوقك المكبوت وبادلتك الرمال نفس الشعور فعشت أسعد اللحظات بعد طول غياب
وأخذت الرمال بعد ذلك اللقاء تتلمس جروح صدرك وتمسحه برقة واختلط فرحكما بدموعكما، وأخذت تنشر حبك، تبدأ فيه وتعيد وتزيد في حالة من النشوة0
ولم تلبث أن اقتصدت في إظهار حبك، وكأنك في محراب العبادة تستقبل نفحات ربك وتدعو أن يتم النصر لك، صبرت لتحقق أملا طال السعي إليه، وها أنت ذا تمد بصرك لتستعيد كل أرضك المغتصبة، وتنتشلها من أسر طال مداه وحينذاك تأتي أمسيات جميلة يكون تبادل الحب فيها كاملا، وإظهار العودة واسعا، حيث تنام في هذه الرمال، وحينئذ ينتهي الصمت، وتبدو الرمال متكئة على الصحراء تتطلع في زهو إلى النجوم مساء، وندى الجو صباحا، ويدوم الحب وتتصل المودة
جماليات النص:
طعمَ الرملِِ والحصباءْ:تصوير استعاري غرضه التوضيح والتجسيم
وماذا قلت للرملِ:استعارة مكنية تصور الرمل بإنسان يوجه إليه الحديث للتشخيص وبيان مدى الشوق
للرملِ الذي ثرثرَ في خديك أو كفيك: استعارة مكنية تصور الرمل بإنسان يوجه إليه الحديث للتشخيص وبيان مدى الشوق استعارة مكنية تصور الرمل بإنسان يتحدث كثيرا يوجه إليه الحديث للتشخيص وبيان مدى الشوق
وكان الدمعُ والضحكاتُ مختلطينِ في سيماكْ: استعارة مكنية تصور الدمع والضحكات بأشياء مادية يمكن أن تمتزج وتختلط مع بعضها البعض، وسر الجمال التوضيح وبيان مدى الشوق
ويذوب فيك الصمتُ: استعارة مكنية حيث صور الشاعر الصمت بشيء مادي يذوب وسر الجمال التجسيد والتوضيح
"حبال الصبر" تشبيه صور الشاعر الصبر بشيء مادي وسر الجمال التوضيح
كما جاءت الأساليب متنوعة بين الخبر والإنشاء وذلك دليل على صدق العاطفة وكثرة الانفعال
التعليق:
العاطفة: يعيش جو الفرح الذي يغلف القصيدة بذلك اللقاء بين المقاتل المصري وتراب أرض سيناء
الأفكار: مرتبطة فيها تسلسل وعمق ووضوح
الألفاظ :تنساب في سلاسة ويسر، حيث استخدم الشاعر ألفاظ سهلة واضحة الدلالة قوية الإيحاء بجو السعادة الذي يقوم عليه النص، وفيها تجديد في شكل البناء الموسيقي فلم يتقيد الشاعر بتعدد التفعيلات في كل الأسطر، وإنما يستخدم من التفعيلات ما يكفي أداء المعنى
في القصيدة تجديد في شكل الموسيقى يختلف عن الشكل المعهود في القصيدة التقليدي الثابتة وقوافيها المتكررة من تقسيم البيت إلى شطرين متساويين، مع تكرار ذلك في كل أبيات القصيدة ومع الانتهاء بقافية واحدة في كل الأبيات، أو في المقطع الواحد، أما الشعر الواقعي فيعتمد على السطر الشعري الذي يحل مكان البيت وليس السطر متساويا مع ما قبله وبعده، بل قد يطول في بعض الأسطر ويقصر في بعضها الآخر مثل هذه القصيدة
هذه القصيدة يتضح فيها خصائص وسمات المدرسة الواقعية، ونزعة التجديد لديها من الاعتماد على إيحاء الألفاظ واختيار العبارات السهلة القريبة من لغة الحياة، والتحرر من نظام الأوزان القديمة والاعتماد على التفعيلة والوحدة العضوية
المناقشة:
1. ما الأفكار التي اشتملت عليها القصيدة وماذا تعكس من أحاسيس
· سؤال الجندي عن شعوره حينما وطأت قدماه أرض سيناء
· سؤال الجندي عن كيفية استقبال سيناء له
· سؤال الجندي عن التفاعل المشترك في المشاعر بينه وبين أرض سيناء
· يعيش جو الفرح الذي يغلف القصيدة بذلك اللقاء بين المقاتل المصري وتراب أرض سيناء
2. اذكر أهم الخصائص الفنية التي تميزت بها القصيدة من حيث الألفاظ والخيال والوزن والقافية
هذه القصيدة يتضح فيها خصائص وسمات المدرسة الواقعية، ونزعة التجديد لديها من الاعتماد على إيحاء الألفاظ واختيار العبارات السهلة القريبة من لغة الحياة، والتحرر من نظام الأوزان القديمة والاعتماد على التفعيلة والوحدة العضوية، فالألفاظ تنساب في سلاسة ويسر، حيث استخدم الشاعر ألفاظ سهلة واضحة الدلالة قوية الإيحاء بجو السعادة الذي يقوم عليه النص، وفيها تجديد في شكل البناء الموسيقي فلم يتقيد الشاعر بتعدد التفعيلات في كل الأسطر، وإنما يستخدم من التفعيلات ما يكفي أداء المعنى
ترى ارتجفت شفاهك
عندما أحسست طعمَ الرملِِ والحصباءْ
بطعم الدمع مبلولا
وماذا استطعمت شفتاك عند القبلة الأولى
وماذا قلت للرملِ الذي ثرثرَ في خديك أو كفيك ،
حين انهرتَ تمسيحاً وتقبيلا
وحين أراقَ في عينيكَ شوقاً كان مغلولا
ومد لعشقك المشبوبِ ثوبَ الرملِ محلولا
3. "ثرثر،ارتجفت" هات معنى الكلمة الأولى في جملة، ومضاد الثانية في جملة أخرى
· الخطيب تحدث كثيرا عن الحياء
· ثبتت يد الجندي على الزناد
4. اشرح الأسطر الشعرية بأسلوب أدبي
يسأل الشاعر الجندي ماذا حدث حينما أخذت شفتاك أيها البطل تقبل رمال سيناء بعد أن كانت بعيدة عنك فترة طويلة لقد ارتعشت شفتاك من شدة الشوق واللهفة، وتذوقت للرمل طعما لذيذا، وفاضت دموعك فرحا فاختلط طعم الرمل بطعم الدموع وأخذت تحدث الرمال وأخذت الرمال تحدثك وتمسك بيديك وتحتضن خديك، ولم يكن منك إلا أن سارعت في تقبيلها في لهفة، وانطلق شوقك المكبوت وبادلتك الرمال نفس الشعور فعشت أسعد اللحظات بعد طول غياب
5. استخرج تصويرا استعاريا ووضحه مبينا قيمته الفنية
طعمَ الرملِِ والحصباءْ:تصوير استعاري غرضه التوضيح والتجسيم
وبعد أن ارتوت شفتاك ،
تراك كشفتَ صدركَ عارياً بالجرح مطلولا ،
دماً ، ومسحتَهُ في صدرها العريان
وكان الدمعُ والضحكاتُ مختلطينِ في سيماكْ
وكنت تبثُ ثم تعيدُ لفظَ الحب مذهولا
6. "ارتوت، الجرح" هات مضاد الكلمة الأولى في جملة، وجمع الثانية في جملة أخرى
· الأرض عطشت في الخريف
· الطبيب يداوي جروح المرضى
7. تعبر هذه السطور عن الموقف بين المقاتل المصري والرمال0اشرح ذلك
وأخذت الرمال بعد ذلك اللقاء تتلمس جروح صدرك وتمسحه برقة واختلط فرحكما بدموعكما، وأخذت تنشر حبك، تبدأ فيه وتعيد وتزيد في حالة من النشوة0
8. استخرج صورة جمالية،مبينا نوعها وسر جمالها
وكان الدمعُ والضحكاتُ مختلطينِ في سيماكْ: استعارة مكنية تصور الدمع والضحكات بأشياء مادية يمكن أن تمتزج وتختلط مع بعضها البعض، وسر الجمال التوضيح وبيان مدى الشوق
ترى أم كنت مقتصدا ، كأنك عابدٌ
يستقبل النفحات
ويبقى السر طي القلب مسدولا
ترى ، أم كنت تُرخى في حبال الصبر
حتى تُسعِدَ الأوقات
لحين تطولُ كفك كلًّما امتدت عليه الشمسُ والأنداءْ
9. تخير الصواب مما بين القوسين فيما يأتي:
· جمع"عابد" : ( عوابد – عباد – معابد)
· مضاد"طي" : (حزين – بعيد – ظاهر)
· مفرد"الأنداء"
الندى – النادي – المنادي)
10. في هذه الأسطر الشعرية ما يعبر عن مشاعر الفرح باللقاء0وضح
ولم تلبث أن اقتصدت في إظهار حبك، وكأنك في محراب العبادة تستقبل نفحات ربك وتدعو أن يتم النصر لك، صبرت لتحقق أملا طال السعي إليه، وها أنت ذا تمد بصرك لتستعيد كل أرضك المغتصبة، وتنتشلها من أسر طال مداهحتى تُسعِدَ الأوقات بوصول يديك إلى كلًّ ما امتدت عليه الشمسُ وسقطت عليه حبات الندى في أرض الوطن
11. وضح الجمال في هذا التعبير"حبال الصبر"
"حبال الصبر" تشبيه صور الشاعر الصبر بشيء مادي وسر الجمال التوضيح
12. في القصيدة تجديد في القافية ما ملامحه؟
في القصيدة تجديد في شكل الموسيقى يختلف عن الشكل المعهود في القصيدة التقليدي الثابتة وقوافيها المتكررة من تقسيم البيت إلى شطرين متساويين، مع تكرار ذلك في كل أبيات القصيدة ومع الانتهاء بقافية واحدة في كل الأبيات، أو في المقطع الواحد، أما الشعر الواقعي فيعتمد على السطر الشعري الذي يحل مكان البيت وليس السطر متساويا مع ما قبله وبعده، بل قد يطول في بعض الأسطر ويقصر في بعضها الآخر مثل هذه القصيدة
وتأتى أُمسياتُ الصفوِ والصبواتْ
يكون الحب فيها كاملاً ، والود مبذولا
تنام هناك ، بين ضلوعها ، ويذوب فيك الصمتُ
والأصداءْ
ويبدو جسمُها الذهبي متكئا على الصحراء
يكون الشاهدان عليكما ، النجمُ والأنداءْ
ويبقى الحب للآباد موصولا
13. " الصحراء، الود" هات جمع الكلمة الأولى في جملة، ومضاد الثانية في جملة أخرى
· يجب علينا تعمير الصحارى
· البعد يولد الجفاء
14. اشرح هذه الأسطر الشعرية بأسلوبك
تأتي أمسيات جميلة يكون تبادل الحب فيها كاملا، وإظهار العودة واسعا، حيث تنام في هذه الرمال، وحينئذ ينتهي الصمت، وتبدو الرمال متكئة على الصحراء تتطلع في زهو إلى النجوم مساء، وندى الجو صباحا، ويدوم الحب وتتصل المودة
15. استخرج: تصويرا استعاريا، ووضحه مبينا قيمته الفنية
وتأتى أُمسياتُ : استعارة مكنية تصور الأمسيات بالمرأة ، وسر الجمال التجسيد والتوضيح