عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24-02-2012, 11:31 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 29
abomokhtar is just really nice
New

سُرَّ قلبى من كلام الداعية الشيخ محمد حسان وهو يوجه رسالته لرئيس مجلس الشعب سعد الكتاتنى عن واقعة النائب زياد العليمى معه، وقبول الشيخ اعتذارَ النائب وسماحته ابتغاءَ وجه الله ولمصلحة مصر.

واسمعوا ما قاله حسان: "شرَّفنى الابن العزيز النائب زياد العليمى بالزيارة، وأوضح وجهة نظره، وقدَّم اعتذارَه لى, وعفوت عنه وسامحته لله؛ حفاظًا على قيمة وقامة البرلمان, فسِيروا على بركة الله بسفينة الوطن مع دعواتى المخلصة وتحياتى لكم جميعًا."

ثم قدم الشيخ تهنئته للمجلس على ثقة الشعب فيه وما يبديه من شعور بالمسئولية وجهد متواصل, داعيًا اللهَ تعالى أن يوفق النواب لنفع البلاد.

هذه أخلاق الإسلام التى ينبغى أن نتحلَّى بها جميعًا كأبناء وطن واحد، تختلف مشاربنا، وتتباين أحيانًا توجُّهاتنا، وتتقارب رُؤانا أو تتباعد أو تلتقى حتى فى منتصف الطريق، المهم أن نعفو، ونسامح لله، وحتى تسير سفينة الوطن لمُبتغاها سالمةً غانمةً، وتتجاوز الأنواء والأمواج والصِّعَاب وما أكثرها الآن!

وقديمًا حدث بين السِّبْط الزاكى النفس سيد شباب أهل الجنة الحسين بن على بن أبى طالب، رضى الله عنهما، وبين أخيه لأبيه محمد بن الحنفيَّة، شىء من سوء الفهم، والخصومة، فكتب الأخير له رسالة تقول لولا أنى أعرف مقامك ومكانتك يا ابن بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما أريد أن أحوز السبْق فى أجر الصلح عنك لأتيتك، فقام الحسين إلى أخيه ماشيًا ومسلّمًا ومصاحبًا ومعتذرًا أيضًا.

وشتم أعرابى جلف الحسين بن على، رضى الله عنهما، ذات يوم وبالغ فى الشتم، فلم يعفُ الحسين عنه فقط، بل قام فخلع عليه رداءه، وأعطاه صرّة بها ألف درهم، وقال له: "ما خَفِىَ عنك أكثر مما قلتَه فينا، واعذرنا يا أخا العرب، إن كنا قد قصرنا فى حقك"، فبكى الرجل، وهو يقبّل رأسه، ويكاد يقبّل رِجله، ويقول: "أشهد أنك من أبناء الرسل."

وقد أعجبنى تصرُّف المجلس العسكرى، الذى قال فى رسالة مشابهة لرئيس مجلس الشعب أيضًا: "احتراماً لمجلس الشعب لن نتخذ إجراءً ضد العليمى."

يا أبناءَ مصر الكريمة: سامِحوا بعضَكم بعضًا، وليعفُ مَن ظُلم - بضم الظاء - عمَّن ظَلم - بفتح الظاء- وليكن هدفُنا وجهَ الله، ثم سفينةَ الوطن التى نجدف كلنا بمجاديفنا الطويلة والقصيرة والمتوسطة، كلٌّ حسب موقعه ومكانه ومكانته، فى سبيل أن تمخر عُباب البحر المتلاطم من الفتن والاحتقان، والانفلات الأمني، حتى نعيدَ لمصر مجدها وعزها وقوتها ومكانتها ونفخر بها كما كنا نفخر بأنها " أم الدنيا".
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=104980
__________________
رد مع اقتباس