والآيات والأحاديث في هذا كثيرة ؛ فمن يريد النجاة والسلامة لنفسه وللناس؛ فإنه لا يتدخل في شيء لا يعرفه؛ لأنه يُوَرِّطُ نفسه، ويُوَرِّطُ الآخرين معه؛ لأنه إذا أجاب بخطأ؛ ضلّل الناس: * }فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ* { [الأنعام: 144]، فيجب على الإنسان أن لا يتسرّع في الإجابة عن شيء، إلا إذا كان يعلمه تمامًا، وإلا ؛ فليقف على شاطئ السلامة، ولا يدخل لُجَّة البحر وهو لا يحسن السباحة. * وقوله: « الله ورسوله أعلم » : هذا يقال في حياة النبي: « الله ورسوله أعلم »، أما بعد وفاة النبي، فإنه يقال : الله أعلم؛ لأن النبيقد انتقل من هذه الدار إلى الرّفيق الأعلى إلى الدار الآخرة، فيوكل العلم إلى الله سبحانه وتعالى ، فالرسولعنده علم عظيم من الله، ويجيب في حياته، ولكن بعد وفاته، قد بلّغ البلاغ المبين، وأنهى مهمّته ورسالته، وانتقل إلى ربه عز وجل . فلما تهيّأ معاذ للجواب وتنبّه وتطلع ؛ ألقى عليه النبيالجواب، فقال: « حق الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا» ، هذا هو حق الله - سبحانه وتعالى - على عباده من أولهم إلى آخرهم؛ كما في قوله تعالى : * }وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ *{ [الذاريات: 56] ،وهذا الحق هو أول الحقوق؛ وآكد الحقوق لأن الإنسان منّا عليه حقوق كثيرة، أعظمها : حق الله، ثم حق الوالدين، ثم حق الأقارب، ثم حق اليتامى، والمساكين، والجيران والمماليك؛ كما في قوله - تعالى - : *}وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ*{ [النساء: 36]