عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-03-2012, 09:36 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أسباب نشأة العلمانية
يرجع نشوء العلمانية إلى عدة أسباب هي كالآتي:


  1. تحريف الدين النصراني: لقد قام النصارى بتحريف النصرانية بعد أن رفع الله عز وجل عيسى عليه السلام ونجاه من الموت والصلب حيث حرفوا دينه وأدخلوا فيه الشرك بتأليه عيسى وادعاء بنوته لله تعالى وعبادة إله ثالث معهما ليصبح الإله ثلاثة في واحد الأب والابن وروح القدس، وقد امتد هذا التحريف ليشمل مخالفات عديدة للفطرة البشرية العادية، مثل عدم رد العدوان والدفاع عن النفس تحت شعار ديني هو: (من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر) وعدم إمكانية الجمع بين التدين والتمتع بالمباحات الدنيوية لذا نُسب للمسيح قوله: (من أراد الملكوت فليترك ماله وأهله وليتبعني) لذا تم تحريم زواج رجال الدين بعد أن كان ذلك مباحاً ٢٥.
  2. طغيان الكنيسة ورجالها: لقد عاشت أوروبا في القرون الوسطى فترة قاسية، تحت طغيان رجال الكنيسة وهيمنتهم، وفساد أحوالهم، واستغلال السلطة الدينية لتحقيق أهوائهم، وإرضاء شهواتهم، تحت قناع القداسة التي يضفونها على أنفسهم، ويهيمنون بها على الأمة، ثم اضطهادهم الشنيع لكل من يخالف أوامر أو تعليمات الكنيسة المبتدعة في الدين وقد شمل هيمنة الكنيسة النواحي الدينية، والاقتصادية، والسياسية، والعلمية ٢٦.
  3. الصراع بين الكنيسة والعلم: في الوقت الذي كانت الكنيسة فيه تطغى على جوانب الحياة كافة وقعت الحروب الصليبية بين المسلمين والأوروبيين، واستمرت طوال القرنين الحادي عشر، والثاني عشر الميلادي، واحتك الصليبيون خلالها بالمسلمين ووقفوا عن كثب على صفات الإسلام وروعته في جميع مجالات العلوم والفنون، في الأندلس والشمال الإفريقي وصقلية وغيرها، حيث كانت المدارس والجامعات المتعددة في كل مكان في بلاد المسلمين، يؤمها طلاب العلم ومنهم الأوروبيون الذين وفدوا يتعلمون من الأساتذة المسلمين، فلما عاد أولئك الأوروبيين الذين تأثروا بنور الإسلام وعرفوا أن الكنيسة ورجالها عملة مزيفة، أخذ هؤلاء يقاومون الكنيسة ودينها المزيف. وبدء الإنسان الأوروبي بتحقيق العديد من الاكتشافات والاختراعات في مجال العلوم الطبيعية والتطبيقية، وقد زاد ذلك من حدة الخلاف بين رجال الكنيسة الكارهين للعلم ومجالاته، والعلماء والباحثين المهتمين به ٢٧.
حينذاك تصور بعض المفكرين الأوروبيين أنه يمكن القضاء على هذا النزاع بتوزيع السلطات وتقسيمها إلى طرفين: طرف يكون للدولة بحيث تشرف على جميع المجالات الحياتية والعلمية من إدارة وتعليم واقتصاد وعلوم، وطرف يكون للكنيسة تشرف فيه على الجوانب الأسرية والدينية كمراسيم الزواج، والوفاة وغيرها من الأمور ٢٨.
__________________