وذكر الطبراني في تاريخه (4) والبلاذري في أنساب الأشراف (5) والذهبي في السير..
لما قدم عمر الشام تلقاه معاوية في موكب عظيم وهيئة؛ فلما دنا منه قال: أنت صاحب الموكب العظيم؟
قال : نعم .
قال : هذا حالك مع ما بلغني عنك من طول وقوف ذوي الحاجات ببابك ؟
قال : نعم .
قال : ولم تفعل ذلك ؟
قال : نحن بأرضٍ جواسيسُ العدوِّ بها كثير، فيجب أن نظهر من عز السلطان ما يرهبهم فإن نهيتني انتهيت .
قال : يا معاوية ،ما أسألك عن شيء إلا تركتني في مثل رواجب الضرس، لئن كان ما قلتَ حقًا إنه لرأى أريب، وإن كان باطلاً، فإنه لخدعة أديب..
قال : فمُرْني .
قال : لا آمرك ولا أنهاك .
فقيل : يا أمير المؤمنين ما أحسن ما صدر عما أوردته .
ويروي أيضًا أن معاوية دخل على عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وعليه حُلَّة خضراء؛ فنظر إليها الصحابة، فوثب إليه عمر بالدرة، فجعل يقول : اللهَ اللهَ يا أميرَ المؤمنين فيم فيم؟ فلم يكلمه حتى رجع، فقالوا : لم ضربته، وما في قومك مثله؟!
قال: ما رأيت وما بلغني إلا خيرًا، ولكني رأيته وأشار بيده فأحببت أن أضع منه ما شمخ.