عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 30-03-2012, 07:39 AM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 63
المشاركات: 11,875
معدل تقييم المستوى: 29
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

غالبًا ما تُقَاس مدى نجاحات السيدة بمدى انجازاتها "الخارجية "، بدءًا من تحصيلها العلمي والجامعي، وصولا إلى تألقها العملي من خلال وظيفتها أو استثماراتها التجارية لتمنح لقب سيدة أعمال، وعلى الرغم من أهمية ذلك بوصفه محورًا مهمَا في حياة كل سيدة ألا أنه يتم "التعامي" أحيانًا عن دورها المهم جدًّا في أسرتها كفرد فاعل وبنّاء، ولست من دعاة تهميش دورها الفاعل في المجتمع على المستوى الخارجي، إلا إن حصر كافة النجاحات بالجانب العملي فقط يُعدّ من إجحافا بحق كل سيدة تألقت وأبدعت في مجالها الاجتماعي الأسري، لا سيما فيما يتعلق بالعناية بالأبناء الذي يتطلب درجة عالية من الحكمة والثقافة لإدارة شؤون العائلة .
إن تحقيق التوازن التام في حياة الإنسان هو الإبداع على الحقيقة، لأنه يتطلب قبل كل شيء ترتيب أولويات الفرد، بما يتناسب مع كل مرحلة من مراحل حياته، وضبعونيتساءل دومًا عن مدى تألق السيدة في مجالها المهني فيما مولودها يقبع في أحضان الخادمة يستجدي حنانها ورعايتها، في حين تقضي الأم جل وقتها في صالونات التجميل لتحقق تألقها العملي وتحافظ على طلتها في وظيفتها التي تستنزف جل نهارها ... و ماذا تحقق السيدة إن أثنى عليها مديرها فيما لا تجد ابنتها المراهقة وقتا لتبوح لأمها بمشاعرها وهمومها ومشاكلها ؟ وأي نجاح هو الذي تحققه سيدة أعمال في وقت لا تستطيع أن تمضي ساعة للإطلاع على أحوال أسرتها؟
إنها الكارثة أن نقيس الإبداع في مجتمعاتنا العربية بمدى ما نحققه من نجاحات مادية وإطلالات مجتمعية في حين نخفق كل الإخفاق على مستوى العلاقات الإنسانية والأسرية.
وفيما تفخر السيدة الغربية بأمومتها، لا زالت الأم العربية تخفي خبر حملها عن مديريها خشية أن تفصل من عملها، وفي وقت لا زالت التشريعات العملية في الدول النامية لا تمنح الأم ابسط حقوقها نجد أن السيدة في البرلمان الأوروبي تشارك في عملها السياسي و رضيعها يرافقها، وفيما تُحرم الإعلاميات العربيات من مناصبهن لمجرد كيلوغرامات اكتسبنها أثناء الحمل فتعرض الواحدة منهن نفسها للخطر الشديد جراء حمية قاسية فور الإنجاب، نجد إعلاميات كبرى الفضائيات الأوروبية يتألقن بكل ثقة وهن حاملات.
فلتحترم إنسانيتكن كسيدات وأفرضن حضوركن وكفى استجداء المطالب من مجتمعات ذكورية احترفت ممارسة الفوقية، فلستن بحاجة لاعتراف أحد بإنجازاتكن والتي من أهمها الإنجاب ورعاية مواليدنا ، فالثقة بالنفس وتقدير الذات سرّ التألق ومكمن كل إبداع.
سيدتى وفقك الله ودعواتى لكى بالتوفيق

ضبعون
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
رد مع اقتباس