نادى بصوت حين كلم عبده موسى فأسمعه بلا كتمانِ
وكذا ينادي في القيامة ربنا جهرا فيسمع صوته الثقلانِ
أن يا عبادي أنصتوا لي واسمعوا قول الإله المالك الديانِ
هذا حديث نبينا عن ربه صدقا بلا كذب ولا بهتانِ
لسنا نشبه صوته بكلامنا إذ ليس يدرك وصفه بعيانِ
لا تحصر الأوهام مبلغ ذاته أبدا ولا يحويه قطر مكانِ
وهو المحيط بكل شيء علمه من غير إغفال ولا نسيانِ
من ذا يكيف ذاته وصفاته وهو القديم مكون الأكوانِ
سبحانه ملكا على العرش استوى وحوى جميع الملك والسلطانِ
وكلامه القرآن أنزل آيه وحيا على المبعوث من عدنانِ
صلى عليه الله خير صلاته ما لاح في فلكيهما القمرانِ
هو جاء بالقرآن من عند الذي لا تعتريه نوائب الحدثانِ
تنزيل رب العالمين ووحيه بشهادة الأحبار والرهبانِ
وكلام ربي لا يجيء بمثله أحد ولو جمعت له الثقلانِ
وهو المصون من الأباطل كلها ومن الزيادة فيه والنقصانِ
من كان يزعم أن يباري نظمه ويراه مثل الشعر والهذيانِ
فليأت منه بسورة أو آية فإذا رأى النظمين يشتبهانِ
فلينفرد باسم الألوهية وليكن رب البرية وليقل سبحانِ
فإذا تناقض نظمه فليلبسن ثوب النقيصة صاغرا بهوانِ
أو فليقر بأنه تنزيل من سماه في نص الكتاب مثانِ
لا ريب فيه بأنه تنزيله وبداية التنزيل في رمضانِ
الله فصله وأحكم آيه وتلاه تنزيلا بلا ألحانِ
هو قوله وكلامه وخطابه بفصاحة وبلاغة وبيانِ
هو حكمه هو علمه هو نوره وصراطه الهادي إلى الرضوانِ
جمع العلوم دقيقها وجليلها فيه يصول العالم الربانِ
قصص على خير البرية قصة ربي فأحسن أيما إحسانِ
وأبان فيه حلاله وحرامه ونهى عن الآثام والعصيانِ
من قال إن الله خالق قوله فقد استحل عبادة الأوثانِ
من قال فيه عبارة وحكاية فغدا يجرع من حميم آنِ
من قال إن حروفه مخلوقة فالعنه ثم اهجره كل أوانِ
لا تلق مبتدعا ولا متزندقا إلا بعبسة مالك الغضبانِ
والوقف في القرآن خبث باطل وخداع كل مذبذب حيرانِ
قل غير مخلوق كلام إلهنا واعجل ولا تك في الإجابة وانِ
أهل الشريعة أيقنوا بنزوله والقائلون بخلقه شكلانِ
وتجنب اللفظين إن كليهما ومقال جهم عندنا سيانِ
|