
04-04-2012, 06:59 AM
|
عضو لامع
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 29
|
|
هل يصبح الشاطر ''مانديلا'' مصر؟
لم تعد الإجابة على سؤال ''أين ستذهب هذا المساء؟ ''بالنمطية القديمة ذاتها، فقرار جماعة ''الإخوان المسلمين'' الأخير بترشيح النائب الأول للمرشد العام للجماعة المهندس خيرت الشاطر جعل من المشهد السياسي فى مصر مسرحاً بحق، تتوالى الأحداث فيه بإثارة لا تغمض أمامها عين.
من هو الشاطر؟
خيرت الشاطر هو النائب الأول للمرشد العام الحالى لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، حاصل على عدد من الدرجات العلمية فى عدد من المجالات من بينها الهندسة، والآداب، والإقتصاد، والعلوم الشرعية وولد الشاطر فى مايو 1950 لتتم تربيته فى جماعة الإخوان المسلمين.
أعتُقل الشاطر أكثر من مرة كانت أولها فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر بنهاية عام 1968 حين شارك خيرت فى التظاهرات الطلابية التالية لهزيمة الجيش المصرى عام 1967، وكان آخرها، وأقساها عقوبة فى عام 2008 عندما حكم عليه بالسجن 7 سنوات فى محكمة عسكرية إستثنائية مصحوباً فيها بعدد كبير من قيادات الجماعة، وكانت المحكمة العسكرية هى الخطوة الأخيرة التى لجأ إليها الرئيس السابق حسنى مبارك عندما برأت المحكمة المدنية الشاطر أكثر من مرة فى القضية رقم 963 لسنة 2006 التى عرفت اهلاميا باسم ميلشيات الازهر وأتهم فيها الشاطر بالوقوف وراء العرض شبه العسكرى الذى قدمه عدد من شباب الإخوان فى جماعة الأزهر نهاية عام 2006.
من النضال بسبب افكاره إلى السجن ثم إلى الرئاسة، المصير ذاته كان قد لاقاه الزعيم الجنوب إفريقيى ''نيلسون مانديلا'' الذى فرض عليه السجن مدة بلغت 28 سنة، خرج منها إلى أوسع أبواب جنوب إفريقيا ''باب الرئاسة'' ليتمكن من نقل إفريقيا فى تسعينيات القرن الماضى من دولة تفتك العنصرية ضد الزنوج بها إلى الدولة الأولى إفريقيا على مستوى الصناعة، فهل يمكن للشاطر أن يصير مانديلا مصر؟
الشاطر ليس مانديلا
من الرافضين لقرار الترشح الدكتور محمد حبيب، النائب السابق لمرشد الجماعة، الذي قال ''إختيار الشاطر مرشحاً للرئاسة اكد لى شخصياً أن الجماعة لم تتعاف بعد مما فيها من معايب، فتغليب أهل الثقة وتصديرهم فى المشهد كان أحد الخصائص السلبية فى إدارة الجماعة فى الآونة الآخيرة''.
ويؤكد حبيب أن الشاطر لم يكن هو الأكفأ - فى حال كان من الضرورى للجماعة أن تراجع قرارها أساساً، وفقاً لحبيب، - فالشاطر ''لا يمتلك الأدوات التى تمكنة من إدارة البلاد لو بلغ كرسى الرئاسة فى منتهى السباق الرئاسى''.
القيادى الإخوان السابق كمال الهلباوى أكد أن الحالة الراهنة تثبت أن العلاقة بين الإخوان والمجلس العسكرى مستقرة، وأن الإخوان لا يسعون - بدفعهم بالشاطر - سوى إلى الإنفراد بالسطلة، وإذا تم لهم ذلك، فهذا سيعنى إما صدام حقيقى مع المؤسسة العسكرية، أو تعامل شديد النعومة.
قد تكون التركة - مصر - خربة عندما يتسلمها الشاطر لو كُتب أن يحل ضيفاً على قصر العروبة لبعض السنوات، وإن كان مانديلا قد استعان - روحياً - بالمهاتما غاندى كمرشد له فى كفاحه السلمى وإصلاحه بين الزنوج والبيض فى جنوب إفريقيا، فقد يعتمد الشاطر على مرشد آخر - حسن البنا أو سيد قطب - فى إعادة هيكلة وبناء هذه التركة التى تضم ملفات فساد، وفتنة بين عناصر النسيج الوطنى، وعطلة فى كافة دواليب الدولة من الإقتصاد إلى السياسة.. إلخ.
الشاطر مانديلا
القيادى الإخوانى أحمد ابو بركة أكد أن ''الظروف الحالية من صدامات ظاهرة بين الجماعة والمجلس العسكرى بشكل يعوق تقدم الإصلاح خطوة للأمام كانت هى السبب وراء الدفع بمرشح للإخوان المسلمين، وطالما اعلنت الجماعة ذلك بمنتهى الشفافية فلا مانع أن تراجع الجماعة قراراتها''.
ويرى ابو بركة أن الشاطر ''من أفضل العقليات القيادية فى جماعة الإخوان، ويظهر ذلك فى تمكنه من إدارته لثروته بعد مرات ومرات تم إعتقاله فيها لسنوات، وصلت فى مجملها إلى نحو عشر سنوات متفرقة، كان فى كل مرة يبدأ فيها من نقطة أدنى''.
قد تفلح الجماعة فى إقناع قطاع عريض من الشعب المصرى بمناسبة الشاطر للموقع الجديد الذى يصوبون عليه أسلحتهم الدعائية المشروعة، لكن التجربة وحدها هى التى ستحدد إذا ما كان قرار الإخوان مخطئاً أم مصيباً، فهل سيصبح شاطر الإخوان بعقلية مانديلا الزنوج؟
http://www.masrawy.com/News/reports/...2/4914365.aspx
|