
07-04-2012, 12:25 PM
|
 |
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
|
|
الصفة العاشرة - الإرادة :
وهي صفة أزلية يتأتى بها تخصيص الممكن ببعض ما يجوز عليه ومعنى الممكن الذي يقبل الوجود ويقبل العدم ، كل شيء ممكن أن يصير موجودا ، وكل شيء موجود يمكن أن يعدم اسمه ممكن وهذا معنى جائز الوجود ، فإرادة الله صفة أزلية يتأتى بها تخصيص الممكن ببعض ما يجوز عليه : يعني الورقة من المخلوقات الممكنة يجوز عليها الوجود ويجوز عليها العدم ، صفتها مثلا ، 30 طولها 20 عرضها وعليها عبارات باللغة العربية ولونها أبيض هذه هي صفاتها ، أليس من الممكن عقلا أن تكون مدورة ولونها أسود وعليها عبارات باللغة الأجنبية ، فمن خصصها بهذه الصفات بدل غيرها من الصفات ؟ إنه الله تبارك وتعالى ، وليس الإنسان الذي خلق هذه الصفات ، الله هوخالق الإنسان وخالق قدرة الإنسان ، فيكون الله هوخلق ما صنعه الإنسان ، فالإنسان لم يخلق الورقة ، وموادها كانت موجودة أصلا ، ثم الإنسان عمد إلى تركيبها وتطويرها . والطاولة مثلا مربعة ولونها بني ، كان ممكن أن تكون مدورة ومن غير خشب ولونها ليس بني ، فمن الذي خصصها بهذه الصفات ، فالله تعالى هوالذي جعل الإنسان يجعلها بهذه الصفات ، فالله تعالى خصص النجار بالعلم الذي هوواسطة وبهذا المفهوم جعل هذه الطاولة بهذا الشكل ، فالفاعل الحقيقي هوالله الذي خلق الإنسان وصفته فالحديث يقول : إن الله صانع كلّ صانع وصنعته . رواه الحاكم والبيهقي وابن حبان .
الإنسان يوجد في زمان معين وفي بلد معين ، والله خصص هذا الإنسان في مكان وبلد وزمن معيّن وخصصنا بالمستوى الأخلاقي والثقافي والديني بدل أن نكون مثل غيرنا ، وخصص بعض الناس بالفهم والبعض الآخر بالبله ، الله تعالى يخصص الأشياء ببعض ما يجوز عليها وإلاّ عقلا يجوز أن نكون بغير هذا البلد وغير هذي المستوى الأخلاقي والديني فما معنى تخصّص أوخصّص : معناها التمييز وبشكل أعم خلقني على هذا الشكل ، يعني ميّزني عن غيري بهذه الصفة لحكمة يعلمها ، بالنسبة لنا نقول ما هدفك من هذا العمل ، أمّا الله تعالى :
لا يسأل عمّا يفعل لأنه فعّال لما يريد .
إذا الشخص قال : يا ليت أنا لم أخلق في هذا البلد هل هذا صحيح ؟
فالجواب الأولى أن لايقول ذلك ، لما تكون بغير صفة الإعتراض على الله فليس كفرا ولا حرام بل تمنّى ، الأولى ألاّ يقال ذلك ، ولا تكون حراما أوكفر إلاّ لمّا تكون بموضع الإعتراض على الله عز وجل .
|