عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 07-04-2012, 12:28 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الصفة الثالثة عشر - الكلام :

يجب الإعتقاد أن الله تبارك وتعالى موصوف بالكلام وهي صفة أزلية وكلامه عز وجل لا يشبه كلامنا ، لأن كلامنا صوت ويجوز أن نسميه صوت ويجوز أن نسميه كلاما ، أما كلام الله لا نسميه صوتا لأن الصوت مركّب من أحرف وبلغة مخلوقة ، والصوت الذي نسمعه من الرعد إسمه صوت أي إحتكاك الأشياء ببعضها . والسمع الذي نسمعه باحتكاك الأشياء إسمه صوت ، فالصوت حادث مخلوق أما كلام الله ليس بحادث ولا يسمى صوتا وإنما كلاما أزليا ليس بأحرف ولا بإطباق الشفتين وليس بلغة عربية أوسريانية وليس بلغة مطلقة

كلام الله أزلي ليس له بداية وليس له نهاية ولا يطرأ عليه سكوت وليس له تموجات ولا إنخفاض بالدرجة أوعلوبالدرجة ، وهوليس بحرف ولا يقال كيف ، لأنه لا يعلم حقيقة صفات الله إلا الله ولأن الكيف مخلوق .

كيف كلم الله عز وجل موسى عليه السلام ؟

العلماء قالوا قولين :
1- أن الله خلق كلام بالشجرة فكلم موسى .
2- وقول أن الله كشف الحجاب عن سمع موسى وسمع كلام الله الذاتي الأزلي الذي ليس بحرف ولا صوت ، والذي لا يشبه كلامنا ، نحن الآن لا نسمع كلام الله لأن الله منع عنا السمع وليس لأن الله ساكت . فهل كلام الله مستمر ؟

فالجواب : لا نقول مستمر لأنه لا يطرأ عليه سكوت وليس له نهاية ولا ينقطع ولا متواصل لأن الشيء المتواصل يكون مخلوق مع الدوام ومع الزمن ، نقول ليس له بداية ولا نهاية ولغة موسى عبرية , ولغة موسى بالتوراة عبرية بالنسبة لقول العلماء الأول أن يكون الكلام عبريا . أما في القول الثاني ، لانقول لا ندري ، نقول ليس هولغة ، لاعبريا ولا سريانيا ولا حرفا ولا صوتا ، ليس له بداية وليس له نهاية ، ولا يطرأ عليه تموجات ولا انخفاض ولا إرتفاع ولا تدرج بل يعلمه الله تعالى ، والله يعلمه على حقيقته لماذا ؟ ... لأنه لا يعلم الله على حقيقته إلا الله . أما نحن فنعلم صفات الله التي ذكرناها من القرآن ، نعلم الله بصفاته ولا يدرك حقيقة الله إلا الله تبارك وتعالى لأن سيدنا أبوبكر رضي الله عنه قال :

العجز عن دَرَك الإدراك إدرا كُ

والبحث عن ذاته كُفْر وإشرا كُ


يعني نحن لما نقول لا نعرف حقيقة الله وإنما نعرف صفات الله هذا هوالإدراك الذي فرضه الله علينا ، لأنه ما فرض علينا أن نفتش كيف الله . لأنه لا كيف لله ، والكيف مخلوق ، والكيف يستحيل على الله .

القرآن أليس كلام الله ؟

القرآن الموجود بين أيدينا المصحف هوكلام الله ، ولكنه بالغة العربية ومخلوق ، لأن الورق مخلوق والطباعة مخلوقة والأحرف مخلوقة والكلمات التي نتكلم بها مخلوقة ، فلماذا نسميه كلام الله ، مع أن كلام الله أزلي غير مخلوق : الجواب أننا نسميه كلام الله لأنه عبارة عن الكلام الذاتي الأزلي ، الذي خلقه الله تعالى في اللوح المحفوظ وسيدنا جبريل نقله من اللوح المحفوظ إلى ما فوق الكعبة في سماء الدنيا ، أول ما نُزٌل نُزٌل دفعة واحدة لبيت العزة فوق الكعبة في السماء الأولى ، ثم كان ينزل حسب الحوادث المتفرقة ، حسب ما تحدُث الحادثة ينزل بها جبريل بأمر من الله سبحانه وتعالى على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، وكلام الله الذي هوموجود بين أيدينا ليس أزليا ، وإنما عبارة عن الكلام الذاتي الأزلي .

عن كلام الله لموسى هل يوجد نص بذلك؟

لوكان هناك نص ما حصل الإجتهاد من بعض العلماء ، لإنه لا يكون إجتهاد مع وجود النص ، مثلا عندما فرض علينا رب العالمين بالحديث 5 صلوات ، نحن لا يجوز أن نقول ونجتهد لا ستة وآخر يقول لا أربعة ، لما يكون هناك نص خمسة يعني خمسة وليس لأحد مجال في الإجتهاد ، يجوز الإجتهاد في حال عدم وجود النص ، أما عندما يكون النص صريح وواضح لا يجوز الإجتهاد ، فكيف يجوز أن يسمع موسى كلام الله الأزلي ؟ نقول أن الله رفع عنه الحجاب فسمع الكلام ، والله منع عنا الحجاب ، حجب عنا السمع . والمؤمنون يرون الله وهم في الجنة ، ونحن لا نراه الآن لأن الله منع عنا الرؤية ، ويكشف عنا الحجاب يوم القيامة .
__________________