أستاذى الفاضل
من وجهة نظرى المتواضعة أن اختطاف الثورة المصرية على أيدى بعض من أنصار الاسلام السياسى وخاصة الأخوان المسلمين هو ما أوصلنا الى مانحن فيه الآن .
بالطبع فان ترشيح عمر سليمان يمثل خطورة كبيرة على الثورة المصرية ، و كان من الممكن كما تقول حضرتك الا يكون لترشحه كل هذه الضجة لو كانت الاخوان المسلمين تجاوبت فى السابق مع القوى الثورية فى تحقيق مطالبها ، و لكن يبدو أن الأخوان كانت حساباتهم خاطئة و أنهم حين تمكنوا من مجلسى الشعب والشورى أحسوا أن الوقت قد حان ليستأثروا بكل السلطات ،
1- فنجدهم استأثروا بالجمعية التأسيسية لوضع الدستور واستخدموا نفس أسلوب الحزب الوطنى السابق فى الوعود البراقة بأن الدستور لاخلاف عليه ، رغم أن تصريحات الكثير منهم جاءت مخالفة لما يعدون به ، كما أنهم لم يعيروا انسحاب كل القوى الثورية و مؤسسة الأزهر والكنيسة والمحكمة الدستورية بل سخروا من ذلك و قالوا أنهم أقلية ولايمثلون شيئا فى الشارع السياسى ، أليس هذا هو غرور الأغلبية والتى قامت من أجله الثورة .
2- و كذلك دفعهم بمرشح لهم لمنصب الرئاسة يعطى مؤشرا خطيرا أنهم يريدون للشعب المصرى أن يسير فى ركابهم ، و أنا حقيقة أتعجب من الذين يستغربون قلق البعض من ترشح الشاطر للرئاسة ويقولون لماذا هذه الضجة و أن الكثير من القوى السياسية أيضا تراجعت عن موقفها فى مسألة الترشح ، و أنا أجيبهم لأن الأخوان فازوا بالسلطة التشريعية فكان الأجدر بهم لو كانوا بالفعل يسعون الى المشاركة وليست المغالبة أن يتركوا منصب الرئيس لشخص آخر أو لقوى اخرى حتى يكن هناك مشاركة حقيقية وخاصة أن المرشحين حاليا معظمهم أيضا ينتمون الى التيار الاسلامى .
3- الخلاصة أن موقف الأخوان طوال عام من الثورة لم يكن فى صالحهم بل أثار الكثير من المخاوف لدى العديد من شرائح المجتمع المصرى ، و أنا متفق مع حضرتك أن هذا هو مايثير مخاوفهم ، أما بخصوص المادة 28 فكلنا يعلم أن المجلس العسكرى استطاع بنجاح تمريرها وفقا لمن قالوا نعم على التعديلات الدستورية والتى تحولت من حوار سياسى الى حوار دينى بان من يقول نعم هو ينصر الدين ومن يقول لا فهو ضد الدين .
لم يكن صادقا ومتوافقا مع نفسه طوال عام وأربعة شهور من الثورة الا الشباب الذى كان له فضل الدعوة الى الثورة ، و الدكتور البرادعى الذى ذكر بكل بوضوح خطأ الخطوات التى تسير فيها البلاد ولم يتنازل الرجل عن رأيه مما دفعه فى النهاية الى الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية وبالرغم من ذلك مازال يهاجم من هذا التيار الآخر ، .
أنا أيضا أتفق معك أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح قد يكون الانسب فى هذه المرحلة لما يعرف عنه من وسطية مقبولة لدى جميع الأطراف ، و أتمنى ألا أجد أحدا يتهمه بأنه ضد الدين .
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيك