■ اشتهرت فى أفريقيا بمشروعك للقضاء على الملاريا.. ورغم أن هذا الابتكار عمره عدة سنوات إلا أنه لم يشتهر إعلامياً إلا فى الأشهر الماضية مع عودة العلاقات مع حوض النيل؟
- فى عام ٢٠٠٨، كان لدى تجربة للقضاء على مرض الملاريا فى أفريقيا، وأعطيت أحد تلاميذى بحثاً حول هذا الموضوع وقلت له اذهب لشرم الشيخ وقل للرئيس السابق مبارك هذه المعلومات فأنا لا أريد الظهور، لكن الموضوع ظل خاملاً لفترة، واضطررنا لعمل شركة صغيرة بعد أن نشرت إحدى الصحف فى شهر يونيو عام ٢٠٠٨ خبراً صحفياً بعنوان «عالم مصرى يحصل على ٦ براءات اختراع فى مجال مكافحة البعوض»، بعد ذلك قمنا بمشاركة إحدى شركات الأدوية المصرية، بعدة تجارب للاستفادة من الأبحاث الحاصلة على براءات الاختراع، وبدأنا فى أوغندا بمكافحة الملاريا، ولم تساعدنا الحكومة المصرية مادياً، على الرغم من أن التجربة غير مكلفة فى حد ذاتها، لكنها تحتاج لأجهزة معينة لقياس شدة الضوء لقتل «الناموس» فقط وليس باقى الحشرات، كنا نحتاج إلى توفير إقامة ملائمة لفريق البحث فى تلك البلدان، وللأمانة فإن وزارة الخارجية ساعدتنا فى تسهيل الإجراءات ودخول هذه البلاد الأفريقية، وبعد فترة توقف مشروعنا لنقص التمويل.. والفريق كان يضم ١١ باحثاً شابا مصرياً و٤ من العلماء الدوليين، كنا نحارب من جهات أخرى على رأسها مافيا الأدوية وغيرها.
■ لماذا؟
- لأن هذه الشركات كلفت دول أفريقيا المليارات وفشلت خلال ٦٠ سنة فى القضاء على الملاريا.. وللعلم فإن المادة التى يستخدمونها هى ddt وهى من المواد المسرطنة.
وفرحت جدا لأن المشروع عاد مرة أخرى للعمل، وللعلم فإن مستشار رئيس الجمهورية فى أوغندا يشرف بنفسه على المشروع.. وأجرينا تجارب بتكلفة ٥ ملايين جنيه مصرى فى أوغندا وجنوب السودان وبالتحديد فى ولاية النيل الأزرق، وقبل اندلاع الثورة أرسلت لنا الخارجية خطاب شكر لنجاح تجربة مكافحة الملاريا فى أوغندا وحثتنا على تطبيقها فى عدد آخر من الدول على رأسها إثيوبيا.
■ ابتكارك هذا يا دكتور هل هو قابل للتطبيق على أمراض أخرى.. وأقصد ضد الحشرات والبكتيريا الأخرى؟
- المشروع الوحيد الذى يسير قدما هو مشروع مكافحة الملاريا لكن هناك عدة مشروعات أخرى تستخدم نفس التقنية لمكافحة دودة القطن والذبابة البيضاء التى تلتهم كل ما هو أخضر، ولم تتم الاستفادة منها على أى مستوى.
■ هل للملاريا وجود فى مصر؟
- لا تنتشر الملاريا فى مناطق المياه الجارية وأقصد مياه النيل، لكن تنتشر فقط فى أماكن المستنقعات والترع والمياه الراكدة، ونحن ليس لدينا إصابات بمرض الملاريا حالياً، ووزارة الصحة لم تعلن إطلاقا عن وجود حالات للإصابة بهذا المرض، وفى فترة سابقة كانت الملاريا موجودة فى بحيرة قارون لكن الآن اختفت تماماً، ونشرت تقارير عن انتشار ذباب كبير الحجم فى قنا لكن القضاء عليه سهل وهو ليس بعوض الملاريا.
وخريطة انتشار الملاريا فى العالم مخيفة، هناك ٣.٣ مليار شخص حول العالم معرضون للإصابة بالمرض، منهم ٣٥٠ مليون شخص يصابون به فى العام الواحد، يقتل منهم مليون شخص سنوياً ٣٠٪ فى أفريقيا، بالإضافة إلى ظهور مرض آخر تتسبب فيه «ناموسة الملاريا» وهو مرض الفلاريا، وليس لدى معلومات حول مدى انتشار هذا المرض فى مصر.
■ أعود للبلهارسيا.. هل تصدق أنها اختفت من مصر؟
- أنا أصدق تصريحات وزارة الصحة القائلة باختفاء هذا المرض واليرقات المسببة له، لكن هناك احتمالات للإصابة بسبب تلوث المياه سواء عن طريق الشرب أو نزول الترع، أو قضاء الحاجة بجوارها، فمازالت هناك نسبة لتلوث مياه الترع بـ«السركاريا» المسببة لمرض البلهارسيا، والطريقة الأكثر أماناً لمكافحة البلهارسيا.
■ كنت ضمن الوفد الشعبى والبرلمانى الذى سافر إلى إثيوبيا وأوغندا.. ما هو دورك بالتحديد فيه؟
- لست رجل سياسة، وأنا أفهم فى العلم أكثر، دورنا الآن مهم جداً فى أفريقيا خاصة أوغندا التى لنا فيها تجارب ومشروعات قيد التنفيذ، وأنا فوجئت برئيس الجمهورية الأوغندى يورى موسيفينى فى لقاء جمعنى به، بأنه يعلم تفاصيل مشروعى، وقال لى عدد من السياسيين فى كمبالا فيما بعد إنه استغل مشروعى فى الدعاية الانتخابية الرئاسية والبرلمانية الأخيرة.
وأنا أحمد الله أننى قد حققت نجاحاً فى أوغندا وإثيوبيا، وقابلت فى أديس أبابا مليس زيناوى رئيس الوزراء وأشاد بتجربتى وأبحاثى فى مكافحة الملاريا خلال عام ٢٠٠٩، واهتم بالموضوع وزارنى وزير الصحة الإثيوبى الذى أصر على تفعيل هذه الأبحاث على أرض الواقع، وكذلك فقد أعطت الجامعة الألمانية بالقاهرة ١٥ منحة مجانية لطلبة من أفريقيا وذهبت بنفسى إلى أوغندا وإثيوبيا، لتسليم هذه المنح ونحن نستقبل مباشرة وليس بواسطة حكومات هذه الدول.
وخلال تواجدى ضمن الوفد الشعبى الدبلوماسى ألقيت محاضرة فى جامعة أديس أبابا حول مجالات التعاون العلمى والاقتصادى، فى مكافحة البلهارسيا والملاريا، واستغلال ثروات الجبال والمناجم فى صناعة الأدوية وهى بيئة خصبة للبحث العلمى الجاد.
■ وماذا بعد أن انتهت الزيارة؟
- لازم نرجع لدول حوض النيل، لابد من أن تكون العلاقة مبنية على تبادل المصالح بين الشعوب وليس فقط الحكومات، لا يمكن أن نعطى ولا نأخذ ولا أن يعطوا هم ولا يأخذون، وهذا الكلام سمعته من زيناوى وغيره من الزعماء الأفارقة.
وخلال فترة سفرنا ضمن الوفد الشعبى، اختلطت بجميع الرموز السياسية والحركات المختلفة فى مصر.
■ ركزت فى أبحاثك الأخيرة على براءات الاختراع فى مجالات الأوبئة.. ماذا عن الطاقة النظيفة والاستفادة من الشمس؟
- تخصصى فى «الكيمياء الضوئية»، وأقول إن ٦ ساعات فقط من التقاط أشعة الشمس تكفى احتياجات العالم من الطاقة طوال العام، والتمثيل الضوئى يتلخص فى أن الكلوروفيل يلتقط الشمس فينتج الأكسجين الذى نعيش به، الهيدروجين يدخل فى تركيبة كيماوية لتكوين سكر تتغذى عليه الكائنات الحية، الشمس هى أساس الحياة وأساس الطاقة، وباقى أنواع الطاقات غير المتجددة ليست دائمة، وهى مكونة بفعل الشمس أيضاً وعوامل طبيعية.
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم هيا بنا نتعلم الديمقراطية <!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
|