أستاذى الفاضل
اتفق معك تماما أن الاخوان و غيرهم من أنصار الاسلام السياسى ، أخطئوا فى ممارساتهم طوال الفترة الماضية ، فكان من نتيجة أفعالهم شق صف الثورة و انحصار الثوار الحقيقيين والذين كان لهم الفضل الأول فى قيام ثورتنا المجيدة نتيجة لكم الاتهامات التى لاقوها من تكفير و تخوين ، بل ساهم الجميع فى اظهار الثوار وكأنهم يسعون لخراب مصر .
كما أن الأخوان قد أصيبوا بالغرور نتيجة حصولهم على أغلبية فى مجلس الشعب و بدلا من السعى لتحقيق مبادئ الثورة ، للأسف الشديد بدءوا فى الاستئثار بالسلطة فأحكموا السيطرة على لجنة الدستور وقدموا مرشحين للرئاسة وكأن حصولهم على أغلبية فى المجالس التشريعية غير كافية لهم ، الى جانب تحالفهم مع المجلس العسكرى منذ البداية من خلال التعديلات الدستورية .
و لكن قد آن الأوان للتوحد جميعا لانجاح الثورة و القضاء على النظام السابق الفاسد الذى مازال يعيث فى أنحاء مصر كلها فسادا من ضعق الأمن المتعمد الى عدم محاسبة النظام السابق المسجون محاسبة حقيقية عادلة الى جانب تراخيهم فى استرداد الأموال المنهوبة من مصر .
يجب على القوى الثورية الحقيقية التى لم تتخلى أو تتنازل عن مبادئها من وجهة نظرى أن تفتح ذراعها للجميع حتى من أخطئوا فى حقها من أجل استمرار الثورة و نجاحها ، و لكن يجب أن يكون ذلك مشروط باعلان الأخوان المسلمين عدة أمور :
أولا : الاعلان الفورى عن تشكيل لجنة تأسيسية تمثل كل طوائف الشعب المصرى ، فكفانا هراءا بشعارات تم رفعها فى السابق ، شعارات هى فى حقيقة الأمر مطلب لكل المصريين ولكن هم أستخدموا هذه الشعارات من أجل تحقيق كم من الأفكار الضيقة والضعيفة والتى لاترقى أبدا مع عظمة ديننا الحنيف الذى حول مجتمع البداوة الى أعظم حضارها شهدها العالم .
ثانيا : الاعلان عن سحب مرشحيهم للرئاسة و اعلان توافقهم على مرشح من المرشحين المتواجدين مثل الدكتور أبو الفتوح الذى هو أيضا ذو خلفية اسلامية ولكنه كان أكثر فهما للأسلام ، فلم يستخدمه فى مهاترات أو دعايات انتخابية ، رغم أننا جميعا نعلم أن برنامجه الانتخابى متوافقا تماما مع التوجهات الاسلامية الصحيحة ..
3- أن تكون القضايا المطروحة فى مجلسى الشعب والشورى قضايا حقيقية تحقق أهداف الثورة التى جاءت من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية بعيدا عن القضايا التافهة التى شغلونا بها طوال الفترة الماضية ،
4- اعلان قبول المحاكمات الثورية حتى يتسنى محاسبة النظام الفاسد .
اذا نجح الأخوان فى اثبات مدى رغبتهم فى التوافق بتحقيق هذه المطالب الاولية أو على الاقل الشروع فيها ، اذن ستنجح الثورة ان شاء الله و سيتم التوافق بين جميع القوى المدنية والقوى الثورية تحت مظلة استكمال الثورة .
جزاك الله خيرا وبارك الله قيك