عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 18-04-2012, 06:59 AM
الصورة الرمزية 222ahmed222
222ahmed222 222ahmed222 غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 1,954
معدل تقييم المستوى: 14
222ahmed222 will become famous soon enough
افتراضي الجزء الثالث

الجزء الثالث
مدٌ وجزر

هكذا هي الحياة وها هم أهلها كل في شأن . ثلاثة منازل بكل منهم شخص يود لو يحقق ما يريد والقمر من مكان بعيد يراقب ما يجول بخاطر ل منهم. فإنّ القمر هو جليس كل محب عاشق ومع أنّه جميل جداً ذلك القمر وإذا نظرت إليه لرأيت ان كل النجوم تنظر إليه وتترقبه جيداً وكأنّما تتمنى ان تحصل عليه ولكن أنّا لها هذا فهو وحيد دائماً ولا أدري ما السبب! والليل يلقي بضيائه المظلمة فقد نام ثلاثتهم سائلين الله أن يكتب لهم ما تمنوا أما القمر فهو على حاله لا ينام بل يراقبهم وهم نائمون.
وفي اليوم التالي ذهب مصطفى لزيارة خالد فوجد والدته تسأله ما إن كان أصابه سوء في اليوم السابق فما وجدت منه إلا كل طمأنة وأنّه سوف يستعلم عن حاله حتى إذا دخل عليه سأله عن حاله فقال له أنّه بخير لكنّه لم يفهم درس التاريخ جيداً فساعده مصطفى على فهمه والحق أن خالد لم يكن غير فاهم الدرس بل أنّه كان مشتت الانتباه أثناء الشرح وكلما ساورت صورة الفتاة نظر خالد ابعدها عنه سريعاً حتى جاء الميعاد التالي لدرس التاريخ ما بين لهفة وأشواق للفتاة وانتظار منها ان يعيد النظر إليها ولكنّها لم تجد منه إلا كل تجاهل فشعرت وكأنما هي كانت تحلم ليس أكثر وأنّ كل احلامها الورديه قد استحالت إلى رماد أسود مغطى بورق ورد اصفر ذابل بينما هو كان سعيداً جدا لأن شيئا ما لم يشتت انتباهه هذا اليوم ومصطفى كعادته يراقب عينيها النجلاوين متمنياً أن يكون في يوم ما هو الذي تنظر إليه تلك العيون بلهفة دون اكتراث بما قد يترتب عن ذلك.
أغلقت جفون أبوابها وآخرى لا تعرف للنوم طبع فهي ساهره تفكر في كم هو قاسٍ ذلك الحب ولا يشاركها ألمها إلا القمر الحزين والموسيقى والليل الهادئ وكأنّ الكون كله يشعر بحزنها إلا مسبب هذا الحزن وهي لا تتمنى أكثر من نظرة آخرى وبالفعل قد نالت ما تمنت ففي المرة التاليه أثناء الشرح قد طلبت من الاستاذ هامسةً ان يعيد جزءاً ما من الدرس وعندما تحدثت نظر إليها الجميع لكنّها لم تهتم غير أنّها عندما لاحظت أن خالد قد نظر إليها هو اصلا شعرت بسعادة بالغة تظهر على ملامح وجهها الجميل وقد أطال النظر فيما قد يشبه الهائم فعيناه تضللان طريقه عن التركيز وقلبه يهديه لعينيها الجميلتين وصوتها الدافئ النقي وما بين تاريخ مصر ونظرات عابر بسبيل العشق تاهت خطى خالد فعاد بيته لا يدري ماذا عليه ان يفعل؟ هل يخفي ما بقلبه أم يبديه؟ وماذا قد يجد منها إن أبداه؟! هل قد تبادله نفس الشعور؟ أم أنّه قد يكون مجرد أحد المعجبين وما أكثرهم!-في ظنه - ؟ وياليته يعلم بما كانت تفكر هي بمكان غير بعيد عنه فقد شعرت أن ما أرادت قد شارف على الحدوث وكلما تذكرت نظرته إليها شعرت بالخجل وتحول وجهها الناصع إلى احمر وردي من الخجل والفرح . وبدأت تشعر أن لقاء الحبيبين لا الزميلين بات قريباً جداً ثم تنظر من الشرفة فتجد الكون كله يشاركها فرحها فها هو القمر قد اكتمل وأصبح بدراً وها هي النجوم متناثرة كما الموجات التي ترقص على السلم الموسيقي وبينما هي على ذلك إذ لاحظته يسير أمام منزلها هائماً على وجهه وكأنّه قد احس بوجودها فرفع طرفه فإذا باعينهما تتلاقي وما أمله من لقاء وكأنّه القدر قد أراد ان يعيد عليها مصدر سعادتها ومصدر عدم استقرار حاله وما زاده هذا اللقاء إلا قلقاً وحيرة خصوصاً بعدما رأى بسمتها الصافية التي حبتها خجلاً بمجرد أن نظر إليها غير أنّه لم يعرف بعد اسمها!!!!!
وانتظر على أحر من الجمر الميعاد التالي للقائها أما صديق حياته الوحيد فقد كان بمنأى عن هذا الأمر فهاهي الفتاة التي اعجبته توشك أن توطد معرفتها بصديق عمره وهو لا يعلم أن صديقه قد بادلها شعورها فصارت لقاءات العيون جميلة ونظرات الجفون حثيثة وتواردات الخواطر مبهجة حتى أتى الميعاد التالي وفي الحق أنّ ثلاثتهم ذلك اليوم لم يلق للأستاذ بالاً فخالد كان ينظر إليها دون اكتراث بأنّها قد تشعر بذلك بل أنّه كان يريد ان تشعر به وفي الحق أنّها كانت أكثر منه ذكاءاً فإنّها بالفعل كادت أن تشعر بكل نبضة في قلبه . لقد بادلته نظراته خلسةً اما ثالثهما مصطفى فكان ينظر إليها باستفاضة فلقد كانت أكثر جمالاً ذلك اليوم عن بقية الأيام ثم أحس خالد بشيء يوقظه من تفكيره ونظره الطويل إذ سمع فتاة تنادي وتقول : "ساره "
ثم تجيب هي بصوتها الرقيق فشعر بسعادة بالغة أن عرف اسمها وجال بخاطره حينها أنّه حقاً الاسم المناسب لها فهي حقاً تسر الناظرين بجمالها وابتسامتها البيضاء النقيه ومنذ ذلك الحين وهو يطل يومياً على شرفتها رغبةً منه أن يحصل على نظرة منها ولكنّ محاولاته كلها قد باءت بالفشل فيعود لبيته ولا يجد أمامه فرصة إلا الدرس ويأتي الميعاد المنشود فيكتشف أنّها غائبة عن درس التاريخ فقلق عليها كثيراً ولكنه لم يتمالك أن يعود أدراجه قلقاً فسأل صديقتها أثناء خروجهم من الدرس عنها طالباً منها أن تقسم له أنّها لن تخبر ساره عن سؤاله عنها فأقسمت له وأخبرته والدموع تخالط نظراتها أن والد ساره قد توفى وعندها تذكر منظر السرادق الذي قد رآه منذ يومين أمام بيتها ولكن لم يخطر في باله فشكر صديقتها وودعها وأحس بحزن دفين بداخله لأنّ تلك الوفاة قد ذكرته بمراد ولأنّه ايضاً قد شعر بأنّ ساره في هذه الحاله قد بعدت عنه مرة آخرى بعدما شعر أنّها باتت قريبةً منه .
وعندما لاحظ مصطفى وقوف خالد مع صديقة ساره ساوره القلق فلم يكن لخالد أي علاقة بها من قبل ولماذا في هذا اليوم بالأخص الذي تغيب فيه ساره؟!
لكنّه لم يبد لخالد ما يول بفكره وأثناء طريق خالد للعوده كان ينظر للسمء فيجد الشمس غائبة في ذلك اليوم وراء السحاب المتناثرة الكثيرة تلك التي تحجب السعادة وليلاً وجد القمر قد استحال إلى محاق فاختفى وهكذا هي الأيام التي تغيب عن نواظره ساره فهي كالكون دون وجود الشمس والقمر وهل من حياة دونهما؟؟!!
وتمر الأيام ويراها بالدرس وهي ترتدي اللون الأسود فكانت وردة ذابلة فقدت رونقها وسعادتها التي ما بدت إلا وهما يرافقانها وكلما نظر إليه وجد منها عدم الاكتراث وإنّها مشتة الإنتباه غير مدركة أو مهتمة بما يجول حولها وكأنّ شيئاً ما بداخلها قد انكسر فيبدو الانكسار عليها جلياً
هكذا هو الحال عندما أرادته لم يكن يشعر بها وعندما شعر بها وأرادها كانت غير مكترثة بأي شيء وليست في أتم حال.


آخر تعديل بواسطة 222ahmed222 ، 18-04-2012 الساعة 07:30 AM
رد مع اقتباس