
18-04-2012, 07:27 PM
|
عضو لامع
|
|
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
|
|
المقايضة
غيرت أمي آراءها عن عمل المرأة و انتهى بي الأمر أدير دفة إي باي (أكبر موقع الكتروني للمقايضة على النت)
أثناء نموي في ستينات و سبعينات القرن العشرين كان لوالداي وجهة نظر فقد ربياني لأكون زوجة و ربة منزل لا غير. المهنة أمر لا تحتاجه المرأة إلا لو وقع مكروه لزوجها أو توفى.
لم تكن تلك الأيام بعيدة ، لكن الأفكار كانت مغايرة تماما لما هي عليه الآن.
لم تكن أمي زوجة تقليدية تماما ، حقا كان عملها رعايتنا في المنزل لكنها كانت تملك لمحة من المغامرة بين جنبات نفسها.
ذات صيف و عندما كنت في السادسة من عمري أخذتنا أمي أنا و إخوتي في رحلة عبر الولايات المتحدة و اصطحبت معها صديقة لها و أبناءها الخمسة و انطلقت المرأتان بثمانية أطفال لم يبلغوا الحلم بعد في مقطورة التخييم تاركين الأزواج في أعمالهم.
في العام التالي ذهبت نفس المجموعة السابقة في رحلة إلى آلاسكا لمدة شهرين.
عام 1973 و بينما كنت في المدرسة الثانوية أتيحت لأمي فرصة السفر إلى الصين. كان ذلك أول وفد أمريكي يسمح له رسميا أن يذهب إلى الصين الشيوعية بعد أن أذن الرئيس نيكسون لفريق كرة البينج بونغ بالذهاب في عام 1971.
تكون الوفد من اثني عشر امرأة و كانت أمي إحداهن و أمضين شهرا في الصين في تصوير فيلم وثائقي عن المرأة الصينية بعد الثورة الشيوعية.
كانت نظرة الصين لعمل المرأة أكثر تقدما و قد نسب للزعيم ماو قوله أن المرأة تمسك نصف السماء.
كانت الفرص و المسئوليات المتاحة للمرأة مساوية لتلك المتاحة للرجل في المجتمع الصيني للعمل في المصانع و المزارع حيث لم يميز المجتمع الشيوعي بين المرأة و الرجل و لازال الحال كذلك و هو ما لمسته عندما زرت الصين مؤخرا ثلاث مرات خلال العام الماضي بهدف الترويج للشركة التي أديرها. نصف شخصيات الحزب الهامة التي قابلتها كن نساء.
عادت أمي من الصين بأراء مغايرة عما تقدر النساء على فعله. أخبرتني أمي أن بوسعي أن أفعل ما أرغب فيه و أقدر عليه بالإضافة لكوني زوجة و أم. أمي وقتها كانت أكثر النساء تأثيرا في حياتي و لكلماتها تأثير قوي في نفسي.
بعد عودة أمي من الصين ، دعت فريق العمل الذي ذهبت معه إلى الصين للعشاء في منزلنا. و قد تحدثتُ مع نساء كن الأوائل في صناعة الأفلام الوثائقية ، تصويرا و إخراجا و خرجت بفكرة بشأن عمل المرأة : على المرأة العاملة أن تؤدي وظيفتها باتقان.
بعد ذلك تقدمت لكلية إدارة الأعمال في هارفرد و اجتزتها و تقدمت في عملي و لم أعتبر كوني إمرأة عقبة أمام النجاح في العمل رغم أنني مقتنعة أن كوني أم و زوجة وظيفة رائعة فأنا لي زوج و ابنين مراهقين و أحيانًا أتمنى أنهما عملي الوحيد.
بعد أن تخرجت من الكلية اتخذت أمي وظيفة ألا و هي الصين فقادت جولات سياحية إلى الصين 85 مرة!
و قد شجعتني أن يكون لشركتي دور في الصين.
و قد زرت الصين معها حين فازت الشركة التي أديرها بعقد مع شركة للمقايضة على الإنترنت في الصين.
حضر الاحتفال الشباب من موظفي الشركة ثم أطلت أمي ذات الاثنين و الثمانين خريفا. كانت لحظة بارزة كما لو أن حلقة الأمور اكتملت بتواجد شركتي هنا في الصين ، ما علمتني إياه أمي : أن الامكانيات متاحة بوفرة.
|