عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 18-04-2012, 11:49 PM
الصورة الرمزية aleman
aleman aleman غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 5,387
معدل تقييم المستوى: 22
aleman is just really nice
افتراضي

أدرك "الحجاج" بذكائه بعد فشل حملاته الصغيرة على أرض "السند" أن الأمر يحتاج إلى تفكير وتخطيط؛ حتى لا يستهين الأعداء بهيبة الدولة، فعزم على إرسال جيش كبير يفتح بلاد "السند"، وينشر الإسلام فيها، ويخلص أهلها من ظلم الحكام الظالمين، وفى الوقت نفسه يؤمن حدود الدولة الإسلامية، وطرق التجارة، فأرسل إلى الخليفة الأموي في "دمشق" "الوليد بن عبد الملك" يستأذنه في تجهيز هذا الجيش... و استغرق "الحجاج" شهورًا في إعداد الجيش، وإمداده بآلاف الجند من ذوى الخبرة والشجاعة، وزودهم بأقوى الأسلحة، والمؤن والأطعمة التي تكفيهم في حملتهم .
وبعد أن أتم تجهيز الجيش بدأ يفكر في اختيار قائد لهذه الحملة، وراح يستعرض أسماء القادة الذين تحت يديه، حتى يختار من بينهم واحدًا يصلح لهذه المهمة، ثم استقر اختياره على ابن عمه "محمد بن القاسم" وكان نجمه قد بدأ في الصعود على الرغم من أن سنه لم تتجاوز العشرين ، فقد عرف بالقوة والشجاعة والمهارة في وضع الخطط العسكرية، ومتابعة تنفيذها، والقدرة على قيادة الجند نحو النصر، والصبر في القتال والثبات في ميادين القتال، وسرت أنباء اختيار "محمد بن القاسم" لقيادة الحملة، فاستبشر الجند خيرًا، وازدادت الثقة بنصر الله واطمأنوا إلى تحقيق النصر، وراح القائد الشاب يراجع استعدادات جيشه، ويضع الخطط العسكرية، ويدرس عدوه، ويعرف مواطن القوة فيه والضعف، حتى إذا اطمأن أن كل شيء على ما يرام أمر جنده بالرحيل .
انطلق الجيش نحو هدفه يرج الأرض رجًّا، وتتعالى في السماء صيحات التكبير حتى وصل إلى "مكران" فاستراح بها الجند عدة أيام، وبدأ القائد الشاب في تقسيم جيشه إلى قسمين، أحدهما يسلك طريق البر، والآخر يسلك طريق البحر .

ثم تحرك "محمد بن القاسم" إلى مدينة "الدَّيْبُل"، وبدأ في حصارها، وكان ذلك في شهر ربيع الأول سنة (89ه)، وفى الوقت نفسه وصلت السفن الإسلامية تحمل الجند والعتاد والأسلحة، وضرب حول المدينة حصارًا محكمًا.
وأعطى القائد أوامره للجنود بضرب المدينة بالمنجنيق، وأن يركزوا ضرباتهم على الصنم الكبير الذي يعبده أهل المدينة ويقدسونه، وكانوا يطلقون عليه "بُدّ"، وتهاوى الصنم العملاق تحت ضربات المنجنيق، الذي كان يطلق أحجارًا ضخمة تمكنت من هدم ذلك الصنم .
وتسلق الجنود البواسل أسوار المدينة مستخدمين السلالم المصنوعة من الجبال، وتمكن المسلمون بعد ثلاثة أيام من الحصار الشديد أن يقتحموا المدينة، ويتدفقوا إلى داخلها كالسيل الجارف، بعد أن هرب جنود "داهر" ملك "السند" .

ودخل المسلمون المدينة، وعاملوا أهلها بكل عدل وإحسان، وقام "محمد بن القاسم" بتخطيط معسكر للمسلمين بالمدينة، وبنى بها مسجدًا، وجعل منها قاعدة بحرية للمسلمين في المحيط الهندي .

وبعد أن اطمأن "محمد بن القاسم" إلى استقرار الوضع في مدينة "الدَّبْيُل" ترك بها حامية إسلامية، وقاد جيشه ليتابع الفتح، مدينة.. مدينة، وكان النصر حليفه في كل معركة؛ لأن معاركه كانت لتحرير الإنسان من عبودية الإنسان، وتطبيق العدل ونشر الأمن والسلام .
وكانت سياسة "محمد بن القاسم" مع أهالي "السند" سببًا في انضمام كثير منهم إليه ففتحت مدن "السند" على يديه واحدة بعد أخرى، لكن ذلك لم يكن كافيًا لأن يطمئن إلى أن بلاد "السند" كلها قد دانت له، وصارت تابعة للدولة الإسلامية

__________________
ما تحسَّر أهل الجنة على شيء كما تحسروا على ساعة لم يذكروا فيها اسم الله
http://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?s=&daysprune=-1&f=995
ارجو الدعاء والمشاركةالفعالة