يبدو أننا محكومون بضرورة تعايش قلق وخطير لعقلانيتين داخل المجتمع،
عقلانية الحاكم العربي الاستبدادية الإقصائية لكل ما يهددها،
وعقلانية المحكوم المقصي، المهزوم، والفاقد لكل شيء باستثناء قدرته العضوية الفيزيولوجية على التفكير وإعمال العقل في كل قضاياه الخاسرة،
ومن منصة الثقافة النقدية، (باختلاط مشاربها) مفسراً لما هي عليه حاله، وقد أسعفته في ذلك كل التجربة الثقافية البشرية وكل حلة جبروت التقدم العلمي التقني القشيبة التي يتشح بها كوكبنا، المتخم بالتنظير والتوصيف لكل دقائق حوامل الحياة بدءاً من الخلية الحية وحتى الكون بمجراته مروراً بالإنسان والمجتمع والطبيعة وجميع ظواهر الحركة العضوية، ومن هنا فليس ما يحتاج إليه المحكوم العربي والحالة هذه، هو تفسير الخراب، وحكاياته، فالمحكوم امتلك ناصية العلوم والأوهام جميعاً وبتعددية المصادر السماوية منها والأرضية، ففسر وشبع تفسيراً، لكنه وقف ويقف الآن أمام محنة عجزه عن تنفيذ ما استخلفه الله به من عمار للأرض