الغيرة والأنانية:
ليست الغيرة أمرًا وراثيًا بل هي تأتي نتيجة للأنانية التي تنتج من التربية السيئة الخاطئة فإذا تعلم الطفل مشاطرة لعبه مع الآخرين، واقتسام محبة أبويه مع غيره، وإذا عرف أن على أمه في الحياة واجبات أخرى غير كل رغبة وأمنية تبدو منه، أقول إن هذا الطفل لن تلازمه الغيرة أو تطغى عليه، لكن الآباء الذين يرون الغيرة أمرًا ظريفًا فيحاولون ابتعاثها أبدًا في الطفل، كأن يقارنوه بغير من الأطفال أو يواصلوا كيده للمتعة بما يبدو منه، إن أولئك الآباء يضعون الأساس لكثير من المصاعب العسيرة في حياة ولدهم المقبلة.
اذكروا أن الطفل الغيور سوف يكون رجلاً غيورًا، وأنه سوف يكون رجلاً يحسد أصدقاءه على ما يواتيهم من نجاح وتوفيق، وأنه قلما يستطيع العمل مع غيره، وأنه سوف يكون دائم الشكاية من عدم تقدير الناس إياه، وأنه سوف يكون بالاختصار فردًا بعيدًا كل البعد عن الانسجام مع البيئة التي يعيش فيها خاليًا من التوافق مع غيره من الناس'