
06-05-2012, 07:21 PM
|
عضو لامع
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 37,356
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
الرايات السوداء.. من شعار شيعى للحشد ضد بني أمية.. إلى إعلان دولة الخلافة من ميدان العباسية
6-5-2012 | 15:51
الرايات السوداء
لم يكن ظهور الرايات السوداء فى اعتصام العباسية الأخير، مشهدًا عارضًا يمر مرور الكرام على الساحة السياسية، حيث أثار ظهور تلك الرايات التى تحمل شعار التوحيد، حالة من الجدل فى الأوساط السياسية والدينية المصرية، باعتبارها ظاهرة غريبة على مصر.
وزاد من حدة الجدل المصحوب بالكثير من علامات الاستفهام، أن ظهور الرايات السوداء يشكل فى مجمله امتدادًا لحالات مماثلة تعاقبت بعد ثورة 25 يناير فى كثير من الفعاليات بميدان التحرير وشارع محمد محمود، ومجلس الوزراء، وفي اعتصام أنصار المرشح الرئاسى حازم صلاح أبو إسماعيل أمام مقر اللجنة العيا للانتخابات.
ولم يكن ظهور شقيق محمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري فى اعتصام العباسية محاطًا بعدد من أنصاره يرفعون الرايات مرددين هتافات "الشعب يريد تطبيق شرع الله"، إلا تجسيدًا لحقيقة الالتباس واختلاط المفاهيم الذى يعتمر عقول هؤلاء.
لذا تبارى الجمع، سياسيون ومثقفون ورجال دين فى نقد الظاهرة والتحذير من خطورتها على استقرار مصر ليس فقط لارتباطها بالجماعات الجهادية مثل تنظيم القاعدة وحركة طالبان، ولكن لارتباطها الواضح بأنصارالمذهب الشيعي.
محمد سليم العوا باعتباره مفكرًا وفقيهًا وباحثًا فى التاريخ الإسلامي قبل أن يكون مرشحًا للرئاسة، كان أول من أبدى رفضه للرايات السوداء لأنه يدرك مدى خطورتها قائلًا: إن ظهور الرايات السوداء فى ميدان العباسية والتحرير يدعو للقلق باعتبارها راية الشيعة الذين يشعرون بالظلم، مشيرًا إلى أن الذين رفعوا الرايات بالعباسية لا يعرفون مدلولها الدينى أو السياسي.
أحمد شفيق مرشح رئاسة الجمهورية من جانبه وجه رسالة قوية لأصحاب الرايات مفادها أن مصر لن ترفع الرايات السوداء التى يحملها التطرف، ولن ترفع سوى علمها المرفوع فوق مؤسساتها الدستورية، ومطالبًا شباب مصر ألا يرفعوا راية أخري غير رايته.
ولهذه الرايات السوداء تاريخ طويل، بمدلول سياسي - ديني، كما اختلفت التفسيرات والروايات حول مدلولها، حيث بدأ ظهورها فى عصر الدولة العباسية (750م /1258م) كشعارًا للدولة، تيمنًا بعمامة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبراية "العقاب السوداء" التي دخل فيها مكة.
فى حين زعم العباسيون أنهم يرفعون الرايات السوداء حدادًا على من استشهد من آل البيت، لجذب الشيعة إلى صفوفهم فى حربهم ضد بنى أمية، وقد كان تقليدًا في الدولة العباسية أن يرسل الخليفة عباءة سوداء وطوق ذهب وعلماً أسود لكل والٍ يتم تعيينه.
وكان الظهور الأشهر للرايات السوداء حين ارتبطت بشكل واضح بأنصار المذهب الشيعي فى بلاد فارس "إيران حاليًا"، حيث يعتبرونها من العلامات الفارقة التى تتزامن مع ظهور الإمام المهدي.
ويستند الشيعة فى ذلك إلى عدد من الروايات التي تؤكد أن خروج أصحاب الرايات السوداء سيكون للتصدي للسفيانى- أى من نسل معاوية بن أبى سفيان- الذي سيحارب المهدى المنتظر، ويحول دون إقامة دولة العدل الألهى التى انتظروها طويلًا.
ويستند الشيعة فى ذلك إلى عدد من الأحاديث النبوية يتداولنها باعتبارها من المسلمات ..
وقبل أن نذكرها، نوضح أننا لسنا بصدد مناقشة صحة هذه الأحاديث أو ضعفها، ولكن نعرض أسباب قناعة أتباع المذهب الشيعي بقصة الرايات السوداء فقط.
فمن أشهر هذه الأحاديث ، حديث ثوبان – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من خراسان فأتوها، فإن فيها خليفة الله المهدي".
وكذلك ما روي عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريداً وتطريداً، حتى يأتي قوم من قبل المشرق، معهم رايات سود، فيسألون الخير، فلا يُعطونه، فيقاتلون فيُنصرون، فيُعطون ما سألوا، فلا يقبلونه، حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي، فيملؤها قسطاً، كما ملؤوها جوراً، فمن أدرك ذلك منكم، فليأتهم ولو حبواً على الثلج".
وفى العصر الحديث عمدت الجماعات الجهادية كالقاعدة إلى رفع الرايات السوداء، كشعار لها، وأصبح من المسلمات رؤية الرايات كخلفية فى أى ظهور لأسامة بن لادن وأيمن الظواهرى أو من قادة القاعدة فى أى فيديو يتم بثه للقاعدة عبر الانترنت. وهو نفس الأمر الذى ذهبت إليه حركة طالبان إبان حكمها لأفغانستان،وحركة شباب المجاهدين في الصومال.
وعقب اندلاع الربيع العربي فى ليبيا واليمن على وجه التحديد عمدت بعض الجماعات السلفية إلى رفع الرايات السوداء، للمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية، وإقامة دولة الخلافة، في صورة مثلت إعلانًا قويًا لمحاولة تنظيم القاعدة بسط نفوذه داخل البلدين لإقامة نظام حكم إسلامي.
http://gate.ahram.org.eg/NewsContent...%84%D9%89.aspx
__________________
الحمد لله
|