يا صديقى العزيز.. الخيار الذى طرحته بين الحياة تحت حكم العسكر أو الموت العبثى هو خيار غير مبرر بالمرة.. وكان الأجدر والأقوم.. والأصح.. أن تدعو إلى رأب الصدع.. وحشد القوى الحية فى هذا المجتمع - أو المساعدة فى ذلك على الأقل - والدعوة للنضال السلمى بلا هوادة من أجل إقامة دولتنا المدنية التى طال شوقنا إليها.. دولتنا الحديثة الديمقراطية.. القادرة على البقاء والازدهار.. أعرف أن هذا ليس سهلاً بالمرة.. ولكنى أعرف أيضاً أن هذا الشعب يستحق ذلك وهو جدير به وقادر عليه، وقد أثبت ذلك مرات عديدة.. وإذا كانت هناك صراعات ومرارات وإخفاقات فهذه هى الثورة يا صديقى.. أو ما أسميه أنا - جدل الثورة - فالثورة بطبيعتها صراع.. صراع شديد بين قوى التطور والنمو والتحضر.. وبين القوى المعاكسة.. بين قوى الديمقراطية والحداثة.. وقوى الديكتاتورية والجهل والتخلف.. ولا يجوز أن نستسلم هكذا ببساطة..
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك