أول ليلة في القبر!
أول ليلة في القبر...!
أتي بأحد الصالحين وهو في سكرات الموت لدغته حيه.
وكان في سفر، نسي أن يودع أمه وأباه وأطفاله وإخوانه، فقال قصيدة يلفظها مع أنفاسه هي أم المراثي العربية في الشعر العربي. يقول وهو يزحف إلى القبر:
فلله دري يوم اترك طائـعا
بني بأعلى الرقمتين وداريا
قالوا لا تبعد وهم يدفنونني
و أين مكان البعد إلا مكانيا
يقول كيف أفارق أطفالي في لحظة ؟
لماذا لا أستأذن أبوي ؟
أهكذا تختلس الحياة، اهكذا أذهب ؟
أهكذا أفقد كل ممتلكاتي ومقدراتي في لحظة ؟
ويقول عن نفسه:
يقول لي أصحابي والذين يتولون دفني، لا تبعد أي لا أبعدك الله.
وأين مكان البعد إلا هذا المكان ؟
وأين الوحشة إلا هذا المنقلب ؟
وأين المكان المظلم إلا هذا المكان ؟
فهل تصور متصور هذا.
{ حتى إذا جآء أحدهم الموت قال ربِ ارجعون.. لعلّي أعمل صالحا في ماتركت... كلّا إنّها كلمة هو قائلها.. ومن ورآئهم برزخ إلى يوم يبعثون }
كلا.. الآن تراجع حساب، الآن تتوب ؟، الآن تنتهي عن المعاصي ؟
يا مدبرا عن المساجد ماعرف الصلاة.
يا معرضا عن القرآن، يا متهتكا في حدود الله.
يا ناشئا في معاصي الله.
يا مقتحما لأسوار حرمها الله.
آلآن تتوب، أين أنت قبل ذلك ؟
|