عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 12-05-2012, 07:58 AM
ahmed el nawam ahmed el nawam غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 1,849
معدل تقييم المستوى: 15
ahmed el nawam will become famous soon enough
افتراضي أول ليلة في القبر!

يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: « القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار »

كان عثمان بن عفان الخليفة رضي الله عنه إذا شيع جنازة بكى حتى يغمى عليه فيحملونه إلى بيته كالجنازة. قالوا مالك ؟ قال سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: « القبر أول منازل الآخرة فإذا نجا العبد فيه أفلح وسعد، وإذا خسر والعياذ بالله خسر أخرته كلها »

والقبر روضة من الجنان
أو حفرة من حفر النيران
إن يكُ خيرا فالذي من بعده
أفضل عند ربنا لعبده
وإن يكن شرا فما بعد أشد
ويل لعبد عن سبيل الله صد


أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين.
فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم....

الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين... والصلاة والسلام على إمام المتقين وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

أتيت القبور فناديتها
أين المعظم والمحتقر ؟


أتيت القبور. قبور الرؤساء و المرؤوسين.
قبور الملوك والمملوكين
قبور الأغنياء والفقراء فناديتها أين المعظم والمحتقر ؟

تفانوا جميعا فما مخبر
وماتوا جميعا ومات الخبر
فيا سائلي عن أناس مضوا
أما لك في ما مضى معتبر
تروح وتغدو بنات الثرى
فتمحو محاسن تلك الصور


أريت قبرا مُيّز عن قبر ؟
أ أنزل الملك في قبر من ذهب أو فضه ؟
والله لقد ترك ملكه وقصوره وجيشه وكل ما يملك، ولبس قطعة من القماش كما نلبس وانزل التراب.
ولدتك أمك باكيا مستصرخا

والناس حولك يضحكون سرورا

فأعما لنفسك أن تكون إذا بكوا

في يوم موتك ضاحكا مسرورا

لكن كثيرا من الناس علموا بالقبر، وأول ليلة في القبر فأحسنوا العمل، ولذلك متهيئون دائما.يريدون الله والدار الآخرة، ثبتهم الله في الليل والنهار... يترقبون الموت كل طرفة عين...

خرج رجل من الصالحين وشيخ من المشائخ أعرفه من مدينة الرياض.
خرج بزوجته وكانت صائمة قائمة وليّة من ولياء الله، خرج يريد العمرة، والغريب في تلك السفرة أنها ودعت أطفالها، وكتبت وصيتها، وقبلت أطفالها وهي تبكي. كأنها ألقي في خلدها أنها سوف تموت.

{ ثم ردّوا إلى الله مولاهم الحق.. ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين}

ذهب وأعتمر بزوجته وهو وإياها في بيت أسس على التقوى، إيمان وقرآن وذكر وصيام وقيام وعبادة.. لا يعرفون الغيبة ولا الفاحشة ولا المعاصي.. عاد معها... فلما كان في الطريق إلى الرياض، أتى الأجل المحتوم إلى زوجته.

{ وعد الله لا يخلف الله وعده، ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون. }
{..يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون}

ذهب إطار السيارة فأنقلبت ووقعت المرأة على رأسها، لكنها إن شاء الله شهيدة.

{ أولئك الذين نتقبّل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنّة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون}

خرج زوجها من الباب الآخر، ووقف عليها وهي في سكرات الموت تقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، الله، الله، الله.
وتقول لزوجها: عفى الله عنك، اللقاء في الجنة، بلغ أهلي السلام.

{ والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امريء بما كسب رهين }... إي والله.

أسأل الله أن يجمع تلك الأسرة في الجنة، وأن يجمعنا وأحبابنا وأقاربنا في الجنة.


بنتم وبنا فما أبتلت جوانحنا
شوقا إليكم ولا جفت ماقينا
تكاد حين تناجيكم ضمائنا
يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
إن كان عز في الدنياء اللقاء ففي
مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا


عاد الرجل إلى الرياض و دفن زوجته، دخل بيته وحده بلا زوجة، دخل بيته واستقبله الأطفال، حياة سهلة وبسيطة.. ولكن الموقف المرعب أن واحدة من الطفلات، قامت تقول أين أمي؟

قال سوف تأتي.
قالت لا والله لا بد أن أرى أمي.
وإنهار الرجل.

ونقول لتلك الطفلة سوف ترينها بإذن الله في جنة عرضها السماوات والأرض.
يعمل لها العاملون، ليست كدنيانا الحقيرة، السخيفة التي يعمل لها الذين لا يريدون الله والدارالآخرة.
{ وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين}


فاعمل لدار غدا رضوان خازنها
الجار أحمد والرحمن بانيها
قصورها ذهب والمسك طينتها
والزعفران حشيش نابت فيها



يا أخوتي في الله:
يا شيخا كبيرا احدودب ظهره ودنى أجله، هل أعددت لأول ليلة ؟
يا شابا مصطحا متنعما غره الشباب والمال والفراغ هل أعددت لأول ليلة ؟

إنها أول الليالي: و إنها إما أول ليلة من ليالي الجنة... أو أول ليلة من ليالي النار.