أستاذى الفاضل
أولا : محاولة البعض تصنيف المجتمع الى ليبراليين واسلاميين ، كان هو السبيل الناجح الى ضرب الثورة والثوار ، و للأسف انقاد البعض دون وعى أو ادراك لهذا الامر وهذا مادفعك أن تستنكر على نفسك الآن أن تقتبس مقال لعلاء الاسوانى و كأن اقتباس مقال لعلاء الاسوانى ينقص شيئا من دينك أو اسلامك ، رغم أن هذا التصنيف باطل لامحالة ، فقد يكون ايمان هذا الكاتب و اسلامه عند الله أفضل من ايمانى أو ايمانك ، و لكنه غرور سوء الطن بالآخرين و ادعاء أن ما انا عليه أفضل بكثير مما عليه الآخرون و أنهم فى ضلالة أما انا فعلى صواب دائم .
ثانيا : ماذكره الكاتب علاء الأسوانى تحليل جيد للأحداث ، و لكنه يظل مجرد تحليل أو وجهة نظر الى أن يثبت بالأدلة أنه صواب ، فالمثقف لاينقاد أبدا لرأى لمجرد أن الرأى يوافق هواه أو مستند على أدلة نظرية ولكنه دائما يعطى لنفسه مساحة لقبول تنوع الآراء حتى تزداد قدرته على الحكم الصحيح .
ثالثا : لو رجعنا الى أحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود و حرق المتحف العلمى ،سنجد ان وجهة نظر الكاتب قد تتوافق كثيرا مع تسلسل الاحداث فى هذه الوقائع وماتلاها أيضا انتهاءا بأحداث العباسية .
رابعا : دعنا نترك الاتهامات حول من الذى دبر هذه الأحداث ، هذا الامر لايمكن الاكتفاء فيه بالآراء الشخصية والا تحول الامر الى هراء والقاء اتهامات جزافا و ليس بهذه الطريقة تقام دولة القانون ، و لكن أريد فقط أن أتحدث عن الرأى العام فى ذلك الوقت ( و الذى روج له البعض من أنصار الاسلام السياسى ) من اتهام الثوار بأنهم مجرد ثلة من الليبراليين الفجار ، و أن الفتيات اللائى سحلن و اهينت كرامتهم لم يجدن من ينتصر لهن ولعرضهن وكرامتهن بل على العكس تفنن الجميع فى ذكر مساوئهن الخلقية والافتراء عليهن كمن ادعى وتعجب ان الفتاة لاترتدى شيئا أسفل العباية ، و أن الأخريات يشربن المخدرات فى ميدان التحرير ويبيتن بجوار الشباب مما يوحى بأنهن منفلتات خلقيا ، رغم أن الاسلام الحق وجميع الاديان ترفض بشدة الخوض فى الأعراض و تعتبره كبيرة من الكبائر ولكن هذه الفصائل استباحت كل القيم والأخلاق ظنا منهم أو خطأ منهم أنهم يدافعون عن الاسلام ، و كانت النتيجة الحتمية والطبيعية لذلك أن يرفض المجتمع الثوار الحقيقيين الذين كانوا الشرارة الأولى ( و ليست الوحيدة ) للثورة المصرية ، و رغم أن مطالبهم لم تكن شخصية أو من أجل نصرة شخص ،و لكن كانت كل مطالباتهم فى ذلك الوقت هو ضرورة وضع خارطة واضحة للطريق للانتقال بمصر من الثورة الى تحقيق أهدافها .
خامسا : سيظل الجرم واحد ممن يخطط لهذه الأمور من وجهة نظر علاء الاسوانى ، كما سيظل الفارق كبيرا بين من كانوا يتظاهرون من أجل الوطن و من أجل تحقيق مطالب الثورة ، و بين من كانوا يتظاهرون من أجل مرشح تم استبعاده ، رغم اتفاقنا جميعا على أن الدم المصرى ليس رخيصا أن يسال دون المطالبة بتحقيقات لمحاسبة المسئول عن اراقته ، سواء تم التحقيق فى هذه المرحلة الانتقالية أو سيتم بعد مرحلة انتخاب الرئيس واستقرار الدولة ن و لكن بأى حال من الأحوال لابد أن يصر الشعب المصرى بكامله على محاسبة من أستباح هذه الدماء .
سادسا : آن الأوان أن يدرك الجميع أن أى ثورة لابد لها من أعداء من الأنظمة القديمة تحاول جاهدة الى اجهاضها ، و الحل الوحيد لم يعد فى المظاهرات وفقط ولكنه فى الانتصار للثورة ومبادئها و عدم تغليب النعرات والنزعات التى تدعو الى التفرقة وتقسيم المجتمع الى عداوات لامعنى لها وغريبة عن المجتمع ،
مجرد وجهة نظر شخصية أدعو فيها الجميع الى الابتعاد عن استخدام الدين فى خلافات سياسية و عدم المتاجرة به ، من اجل تقريب وجهات النظر ومعرفة ما الذى يجب أن يتفق عليه الشعب المصرى لإنجاح الثورة و عدم افشالها .
جزاك الله خيرا على نقل هذا المقال وبارك الله فيك