
27-05-2012, 07:43 PM
|
عضو لامع
|
|
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
|
|
من مجلة المختار الأمريكية عدد يناير 2001
اليوم الذي رسبت فيه في كلية الحقوق (بقلم شرمان فاينسلفر)
هذا القاضي الفيدرالي رأى الفشل ذات مرة
أدرك والدي أن أمرًا ما يسؤوني حين رآني جالسًا على شرفة المنزل . أخبرته أن عميد كلية الحقوق في جامعة كولورادو قرر أن يفصلني من الكلية لأن درجاتي ضعيفة.
أنصت والدي بهدوء ثم اتصل بالعميد لكن ذلك لم يغير قرار الرجل الذي أخبر والدي أنني شاب طيب لكنني لن أصبح محاميًا و حثني على أن أجد مجال عمل آخر و أن استمر بالعمل بالمحل الذي كنت أعمل به في عطلة نهاية الإسبوع.
حتى الآن لازلت مستاء مما حدث. فأنا لم أفشل قبل ذلك في أي أمر هام من أمور حياتي.في المدرسة الثانوية كنت لاعب كرة قدم جيد مما أتاح لي القبول في تلك الكلية المرموقة . بعد قبولي في كلية الحقوق لم أجهد نفسي بالدراسة.
والدي لم يتعلم أبعد من الصف السادس الإبتدائي و قد عمل موظفًا ببريد السكك الحديدية أربعين عامًا. لكنه أحب التعليم و كان يدرك كم أود أن أصبح محاميًا لذلك اقترح علي أن أتطلع لكلية حقوق وستمنستر حيث تعقد الفصول مساءًا.
كانت نصيحة والدي عملية و مفيدة و كانت أيضًا جارحة. كلية كولورادو التي كنت بها كانت مثل تاج محل و التخرج منها يفتح أبواب شركات المحاماة الكبرى. أما كلية وستمنستر فكانت كلية الفقراء ليس بها أساتذة مرموقون أو فرص عظيمة.
تصورت نفسي في كلية وستمنستر بعد أن كنت في كولورادو فشعرت بمرارة. في الحقيقة ، اهتزت ثقتي بنفسي بشدة ، لعلي لا أصلح لدراسة الحقوق . لكنني في النهاية ذهبت لمقابلة عميد كلية حقوق وستمنستر.
رفع الرجل رأسه من تقرير درجاتي ثم قال لي : الشيء الوحيد الذي أجدته في جامعة كولورادو هو نادي الطلاب و اللغة الإسبانية و لكنك رسبت في مواد الحقوق.
معه حق ، فالمذاكرة المتقطعة و عدم الاهتمام تسببا في رسوبي. سمح لي العميد بتسجيل اسمي في كلية وستمنستر بشرط أن أعيد مواد السنة الدراسية الأولى ، هذه المرة بانصات ، ثم قال لي سأراقبك عن كثب.
حين مُنحت فرصة ثانية ، اجتهدت و بهرني علم الأدلة الجنائية. في عامي الثاني بالكلية توفي الأستاذ الذي كان يدرس علم الأدلة الجنائية و طـُلب مني أن أحل محله . أمر لا يمكن تصوره في كليتي السابقة. صار علم الأدلة الجنائية تخصصًا ملأ عمري التالي. حيث درست هذا العلم لقضاة و محامين و طلاب حقوق على امتداد الولايات المتحدة. أثناء الدراسة عملت أثناء النهار في مكتب المدعي العام ككاتب. وظيفة ثانوية لكنها أوصلتني لوظيفة مساعد المدعي العام بعد تخرجي من كلية الحقوق.
أصبحت قاضيًا في الثامنة و العشرين من عمري و كنت من أصغر القضاة حينها. و ترقيت حتى صرت قاضيًا فيدراليًا و في المنتهى عدت لجامعة كولورادو للحصول على دكتوراة فخرية في القانون.
عاجلًا أم آجلًا سيخفق كل واحد في أمر يهمه سواء كان ذلك الأمر وظيفة أو حلم يتطلع إليه أو علاقة شخصية. الرسوب في كلية الحقوق الأولى جعلني قاضيًا أفضل فقد علمني أن النفس البشرية ضعيفة و أن الفرص الثانية مهمة للبشر.
لكن ذلك الفشل علمني أيضًا أن طريق الحياة تشعباته غير متوقعة.كي تستفيد من تلك الفرص المنثورة على طريق حياتك ، لا تدع الهزيمة تقهرك و لا تدع الآخرين يضعون حدودًا لما يمكن لقدرتك أن تحققه.
|