أستاذى الفاضل
بعد أن قرأت موضوع حضرتك وعلمت أن صاحب هذه المقاله هو طارق
حجى فرأيت أنه لابد من التنويه على من هو طارق حجى لأنى قرأت
أكثر من مقاله عنه وإليك إحدى المقالات التى كتبت عنه
لوكان طارق حجى مسلماً
محمد راغب
الجمعة 4 سبتمبر 2009
لو كان طارق حجى مسلماً حقاً لما امتلأ سعادة و شماتة إزاء حملات الإبادة التى تشنها الجيوش الأمريكية ضد الشعب الأفغانى المسلم .. إذ كتب فى صحيفة صوت الأمة مبدياً فرحه أو غيظه : "إنني لا أؤيد فقط ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان، ولكني أنتقد هوادة الضربة الأمريكية، وكنت أتوق لأن أرى قوات الحضارة تمحو من فوق الأرض كل معاقل الظلام، والظلام عندي و السلفية هما ذات الشيء... "(1)
أين هذا من التواد و التراحم و التعاطف الذى حثنا عليه الرسول لما قال صلى الله عليه و سلم : "مثل المسلمين فى توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى" ؟
لو كان طارق حجى مسلماً حقاً لما تبرع لقسم الدراسات اليهودية بجامعة تورونتو بكندا (2) ليشترى إقتران اسمه - بالعافية - بجامعة غربية مقابل مبلغ من المال ينفقه على "اليهود الفقراء المحتاجين".. هذا بدلاً من أن يتبرع لأهل غزة الذين أرجعهم الصهاينة لعيشة القرون الوسطى فلا ماء ولا كهرباء و لا وقود و لاغذاء.. تحت سمع وبصر وتشجيع حكومات الدول الغربية " الحضارية المتقدمة الحداثية ".و هو لم يتبرع بالطبع لأقسام الدراسات العربية أو الإسلامية لأن العرب و المسلمين " ناس **** " على حد تعبيره .. إذ كتب مؤخراً فى أحد المواقع ما يلى : "... "وساخة" العقل العربي و "وساخة" ثقافتنا التى نخاف عليها من الإختراق و الغزو الثقافي ونبكي حرصا على تفاصيل هذه "الوساخة" والتى نسميها (أي مفردات هذه "الوساخة") "خصوصياتنا الثقافية" وهى الخصوصيات (أي "الوساخات") التى يبذل علماؤنا (تصوروا أن هؤلاء الشائهين عقليا وشكليا يسمون فى ثقافتنا بالعلماء) الغالي والنفيس لحميتها كي تبقي كما كانت عبر القرون "وساخات" "!!
لو كان طارق حجى مسلماً حقاً لما انضم لمؤتمر " المسلمون المهرطقون "(3) .. هذا الجمع الذى ضم ملاحدة بأسماء عربية مسلمة .. مثل سحاقية تدعى إرشاد منجى تغازل الصهاينة و تستهزئ بالمسلمين و الإسلام فى كتاب بعنوان "الأزمة فى الإسلام".. و تفخر بشذوذها فى المقدمة فتشكر عشيقتها التى وجدت معها الحب الذى بحثت عنه طويلا !!
لو كان طارق حجى مسلماً حقاً لدافع عن المهندسة وفاء قسطنطين - زوجة الكاهن التى إعتنقت الإسلام - كما انبرى مدافعا عن المهزوز حجازى فى إحدى الفضائيات .. و لقال كلمة حق فى وجه صديقه الأنبا شنودة الذى حبسها حتى ماتت كما كُشف مؤخراً.
لو كان طارق حجى مسلماً " صادقاً مع نفسه " حقاً لما دلًّس على القراء بقوله عن نفسه " لقد درست القانون فى جامعة عين شمس" ليُفهم أنه قد تخرج فى كلية الحقوق .. بينما الحقيقة التى تؤلمه ألما شديداً هى أنه تخرج فى كلية الشرطة فى أوائل السبعينات(4).. و هو الأمر الذى تحول إلى عقدة نفسية عميقة عند الكاتب.
لو كان طارق حجى مسلماً حقاً لبحث عن عمل يشغله و ينفع به نفسه و مجتمعه بدلا من حالة البطالة المدمرة التى يحياها .. ولما سخر من منتقديه باعتبارهم " مجرد موظفين " و لعلم أن خُف أى موظف بسيط لهو أشرف من عشرات " المثقفين " العاطلين الذين يذهبون إلى مكاتبهم كل صباح و همهم الأوحد :
كيف أكتب مقالاً يسخر من الإسلام و المسلمين ؟ كيف أمجد أعداء المسلمين و أمدحهم بدعوى "التقدمية و الحداثة" ؟ كيف أدافع عن الأقيات المدلَّلة بينما الأكثرية المسلمة تدهس بنعال الشرطة و الجيش شهيقاً و زفيراً ؟
لو كان طارق حجى مسلماً حقاً لما استكبر على الناس بـ"عدد" الكتب التى قرأها.. فرُب قارئ لا يفقه شيئاً مما يقرأ.. يقول الحق سبحانه : " مثل الذين حمِّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً -الجمعة 5 "و لعلم كيف يواجه منتقديه بأسلوب علمى منهجى و ليس بصراخ العاجزين اليائسين بعباراته المعتادة: " لقد قرأت ألاف الكتب .. لقد حاضرت فى جامعات الغرب ".. كأنى به يقول : " و الله العظيم أنا مثقف .. و الله العظيم أنا مفكر .. صدقونى أنا عالم كبير... إلخ "أو بردود تثير الشفقة مثل هجومه البائس على موسوعة العالم الجليل الدكتور عبد الوهاب المسيرى - عليه رحمة الله - ردود هزلية تدخل تحت بند " مواقف و طرائف "! (4)
لو كان طارق حجى مسلماً حقاً لعلم أننا قوم أعزهم الله بالإسلام فلو ابتغينا غيره أذلنا الله كما قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله عنه .. و أن ليست العزة فى التملق لليهود و التبرع لهم أو البشاشة فى وجه ما يسمى البهائيين أو غيرهم.. و العبوس فى وجوه المسلمين و الإستهزاء بهم ..و ليست العزة فى دعوة على عشاء مع السفير الأمريكى .. و ليست العزة فى السكوت عن قولة الحق إزدراءاً بالمظلومين .. و ليست العزة فى الإنضمام لنوادى الملاحدة و المنافقين.. إنما العزة العزة فى الإعتصام بحبل الله سبحانه جميعا و ليس فرادى و إتباع سنة خاتم الأنبياء صلى الله عليه و سلم .. حبل الله.. الذى لا يذل من والاه و لا يعز من عاداه.. و إن كره الكارهون.
و الحمد لله رب العالمين
(4)
طارق حجى يخفى هيكلاً عظمياً فى دولابه بقلم محمد راغب