عرض مشاركة واحدة
  #58  
قديم 17-06-2012, 11:00 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New زوجتي لا تتفهمني وتحب أن تخالفني

السؤال
كيف أتعامل مع زوجتي التي تتسرع في الحكم على الأشياء، ولا تقتنع بالجواب عندما يكون الموضوع يخص شيئا تريد فعله؟ كيف أجعلها تسمع كلامي؟ وعندما أكون أنا المخطىء فهي تقتنع بما تسمع من الغير، مثلاً صديقاتها.

أما ما أقوله أنا دائما فلا يقنعها، وتقول لي أنت دائما مخالف للآخرين، ماذا أفعل معها كي تصبح صبورة ولا تتسرع في الحكم على الأشياء؟


مع العلم أنها بسرعة تكون متفائلة وبسرعة تصبح غير ذلك، لا تتقبّل مني أي نصيحة، بعض المرات يكون فيها نوع من الاكتئاب.


أرجو الإجابة منكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.





الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ را ر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فهذا السؤال يبين بوضوح - بحمد الله عز وجل – أنك تحب زوجتك محبة عظيمة، فأنت تريد لها الخير وتحرص على أن توصله إليها، وأيضًا تريد كذلك أن يكون لك قدرك عندها، فأنت تريد منها أن تحترم رأيك وأن تقبل منك الصواب الذي ظهر لها، ولكن لاحظ ها هنا أن زوجتك الكريمة - حفظها الله تعالى ورعاها – لا ترد رأيك على أنه رأي صائب وهي تخالفه، ولكنها تظن أن هذا الرأي فيه نظر وأنه ليس هو الرأي الموافق للصواب، فهي حينئذ تتركه ليس عنادًا لك وليس استهجانًا لرأيك أو استخفافًا بك ولكنها تتركه لظنها أن الصواب في خلاف هذا الرأي، وهنالك أمور ينبغي أن تحرص على النظر إليها وتتأملها لتعينك على الإصلاح مع زوجتك، وهذا سيورد لك في أثناء خطوات الحل فلتنتقل إليها وإلى أولها وهي الخطوة الأعظم وهي:

1- الاستعانة بالله عز وجل؛ فإن هذه الزوجة – وإن كانت حبيبة غالية على قلبك وإن كنت أيضًا حبيبها الغالي على قلبها – إلا أنها لها كيانها ولها نفسها ولها أفكارها ولها مشيئتها التي سبقتك في بيت أهلها ومجتمعها، فأنت إذن تحتاج إلى أن تسأل الله جل وعلا أن يؤلف على الخير قلوبكم وأن يشرح صدوركم وأن يجعلكم أقرب إلى الوفاق وأبعد عن الخلاف؛ ولذلك نوصيك بهذا الدعاء العظيم الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، اللهم بارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم ارزقنا شكر نعمتك والثناء بها عليك واجعلنا قابلين لها وأتمها علينا)، وقد قال تعالى معلِّمًا عباده على لسان عباد الرحمن الذين هم خاصة الله وأولياؤه: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً}.. والخطوة الثانية هي:

2- أن تحاول أن توطد من علاقتك بزوجتك وذلك بأن تظهر لها مظاهر المحبة والرحمة والمودة والعاطفة التي تشعرها بقربك منها، فإن لهذا تأثيره في النفس، فإن الحبيب أقرب إلى الاستجابة إلى رأي حبيبه وإلى تقديم كلامه على كلام غيره، لاسيما مع ظهور وجه الصواب في ذلك، ولو قدر أنه خالفه فسيخالفه برفق وهدوء دون أن يجرحه أو أن يرد ردًّا قاسيًا، فينبغي إذن أن تحرص على المعاملة الراقية الحسنة اللطيفة مع زوجتك، فها أنت تجعل لملاطفتها ومداعبتها ومغازلتها وقتًا، وتجعل كذلك للجد وقته، فإذا سردت عليها أمرًا وقع لك وكان فيه شيئًا من الجد سردته وأنت محافظ على هذه الجدية ليكون الأمر متوازنًا فلا تفرط في المزاح ولا تفرط في الجد بل تكون بين بين، فتكون العلاقة بينك وبين زوجك على أفضل أحوالها، وأيضًا تستفيد فائدة قوية - وهي الخطوة الثالثة - وهي:

3- وضع شخصيتك في المحل المناسب، فهذا الأسلوب يقوي من شخصيتك ويجعلها أكثر حضورًا، وهذا لا يقتضي ال*** والقسوة في المعاملة، فإن كثيرًا من الرجال يخطئ في هذا خطئًا بيِّنا ويظن أن إظهار الرجولة إنما يكون بالقسوة والفظاظة وغير ذلك من الأعمال، وهذا في الحقيقة إنما يجلب البغض والتنافر ولا يجلب شخصية الرجل، ولكن الرجل الحق هو الذي يقتدي برسول الله - صلى الله عليه وسلم – فيكون لطيفًا كريمًا حسن العشرة ولكنه ينزل الأمور منازلها، فللجد وقته وللمزاح وقته ولإبرام الأمور المهمة وقتها وللتشاور وقته، فكل ذلك ينزل في منازله اللائقة به. والخطوة الرابعة هي:

4- إظهار التقدير لرأي زوجتك، فإذا أبدت رأيًّا حاول أن تنظر فيه وأن تنزله منزلة الإكرام والاحترام، ولو قدر أنك تريد أن ترد على رأيها في هذا الأمر فلترده بأدب ولطف كما هو شأنك إن شاء الله، فإن هذا أدعى أن تبادلك بنفس الأسلوب، فإن الإنسان مجبول على الإحسان لمن أحسن إليه فكيف بالزوجة مع زوجها! والخطوة الخامسة هي:

5- تجنب الجدال العقيم الذي لا طائل من ورائه؛ فإن كثرة الجدال تذهب الهيبة بل وتجعل غيبة الإنسان خفيف على النفس وحضوره ثقيلٌ عليها، فحاول ألا تتعود الجدال مع زوجتك في الأمور التي لا طائل من ورائها، وإن كان ولابد من النقاش فلتكن في الأمور المهمة التي يتناقش فيها الزوجان، ومن خير الأساليب التي تتبعها أن تسرد عليها بعض الأمور الحسنة المتفق عليها، وذلك كسرد الأحاديث النبوية – على صاحبها الصلاة والسلام – أو بعض المعلومات ذات الفائدة العالية التي تنفعكم في حياتكم العملية وفي دينكم ودنياكم، لاسيما إن مسكت ورقة ونظرت إليها وتكلمت من خلالها، فإن هذا أدعى للوفاق وأدعى للحصول على التعود على التوافق وعدم الخلاف، واصبر على زوجتك وعاملها بالحسنى وحاول أن تنمي من دينها ومن قربها من الله جل وعلا، فإن الزوجة الصالحة هي أفضل متاع الدنيا وأحسنه، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة) رواه مسلم في صحيحه.

فبحسن عنايتك بطاعة الله عز وجل في خاصة نفسك وكذلك بحثك زوجتك على البر والإحسان تكون قد حصلت خير الدنيا وخير الآخرة، مع التماس الأسباب التي أشرنا إليها، والله يتولاكم برحمته ويرعاكم بكرمه، ونسأل الله عز وجل لكم التوفيق والسداد وأن يشرح صدوركم وأن ييسر أموركم وأن يجعلكم من عباد الله الصالحين وأن يوفقكم لما يحب ويرضى وأن يصلح ذات بينكم وأن يجمع على الخير قلوبكم.

وبالله التوفيق.
__________________
رد مع اقتباس